ودع حجاج بيت الله الحرام، بعد غروب شمس أمس الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة، مشعر عرفات الطاهر، الذي تدفقوا إليه لأداء الركن الأعظم من الحجّ أمس، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام في مزدلفة، والذي تهيأ لاستقبالهم بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات،حيث يرمون الجمرات آخر أهمّ المناسك،قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء «طواف الوداع» حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى، فيما وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى منى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليشرف على راحة ضيوف الرحمن وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات؛ ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، في حين دعا خطيب يوم عرفة، الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، أمس إلى الاجتماع على المحبة والتآلف، وعدم التنازع والتفرق.
واستقبل مساء أمس الثلاثاء «مسجد المشعر الحرام» بمشعر مزدلفة حجاج بيت الله بعد الانتهاء من الوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وسط الخدمات المتكاملة من كافة أجهزة الدولة المعنية بخدمة الحجاج.
وكانت وزارة الحج والعمرة بالسعودية أعلنت اكتمال عمليات التفويج والتصعيد إلى مشعر عرفات، وخلو مشعر منى من الحجاج أمس، منذ الساعة العاشرة صباحاً، وفق الخطط المنظمة لذلك، وتمت نفرتهم من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة بانسيابية حسب الخطط المحددة لهم، وبعد ذلك ستتم إفاضتهم إلى مشعر منى فجر اليوم الأربعاء.
كذلك رافقت الفرق الأمنية والتنظيمية على الأرض طائرات مسيرة «درون» ومروحيات «هليكوبتر» في الجو، للرصد والمتابعة بما يخدم الحجاج.
48 درجة مئوية في الظل
وعلى امتداد جبل عرفات، بكى الحجّاج تأثراً وهم يصلّون في أجواء شديدة الحرارة، وقد حملوا مظلات للوقاية من درجة الحرارة، حيث بلغت 48 درجة مئوية في الظل.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية طالب في وقت سابق أمس، ضيوف الرحمن أثناء أداء مناسك الحج، بالالتزام بالإجراءات الوقائية من ضربات الشمس باستخدام المظلات، وتناول السوائل، وتجنّب الإجهاد بالحصول على راحة بين الحين والآخر.
عيادات متنقلة
وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات إسعاف، ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجاج. وحذرت الحجاج من التعرض «لضربات الشمس». وأقامت مركزاً صحياً مخصصاً لاستقبال حالات الإجهاد الحراري.
وفي أرجاء المكان، تمركزت شاحنات كبيرة توزع المياه الباردة وأخرى توزع أكياساً بلاستيكية بها مأكولات خفيفة.
ودعا خطيب يوم عرفة، الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، أمس الثلاثاء، إلى الاجتماع على المحبة والتآلف، وعدم التنازع والتفرق.
جاء ذلك في خطبته بمسجد نمرة التي ألقاها بمشعر عرفات غرب السعودية، بحضور حجاج بيت الله الحرام، بحسب ما نقله إعلام رسمي، منها وكالة الأنباء وقناة «الإخبارية» تزامناً مع يوم عرفة؛ الركن الأعظم في الحج.
الاختلاف آية من آيات الكون
وقال: «إن اختلاف اللغات، والألوان، والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون».
وأضاف أن «مما تتابعت النصوص (الإسلامية) على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف، والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف».
وأكد أن في اجتماع الكلمة صلاحاً للدين والدنيا، وتحقيقاً للمصالح، وزوالاً للمفاسد، وحصولاً للتعاون على البر والتقوى، وبه يُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء، وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين.
وقال: «علينا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن، وتضادت الإرادات؛ فسُفك الدم الحرام، واستُحلّ المال المعصوم، وانتُهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها، وعسُر الالتزام بالطاعات».
عدم الانسياق وراء الإشاعات
ونبه إلى أن «الشريعة نهت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يُقصد منها تفريق الصف».
وأضاف: «من هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه».
وشدد على «وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة». وبعد الخطبة أقام الحجاج الذين توافدوا مبكراً إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفق «واس».
وقد تُرجمت خطبة يوم عرفة إلى 20 لغة واستفاد منها نحو نصف مليار مسلم وفقاً لما قال الرئيس العام لهيئة شؤون الحرمين الشيخ عبد الرحمن السديس. (وكالات)
السعودية: 1.8 مليون حاج من 150 دولة
أعلنت السلطات السعودية، أمس الثلاثاء، أن إجمالي عدد حجاج هذا العام وهو الأول دون قيود منذ جائحة كورونا، سجل أكثر من 1.8 مليون حاج بينهم ما يفوق 184 ألفاً من الداخل من 150 دولة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره وزير الحج، توفيق الربيعة، في مؤتمر صحفي نقلته قناة الإخبارية الرسمية، بجانب بيان لهيئة الإحصاء السعودية، عقب نجاح تفويج الحجاج بثاني أيام الحج في مشعر عرفات غربي المملكة. وقال الربيعة في المؤتمر الصحفي، إن «عدد الحجاج هذا العام بلغ مليوناً و845 ألفاً و45 حاجاً من أكثر من 150 دولة».
من جانبها، كشفت هيئة الإحصاء، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، تفاصيل أعداد الحجاج. وأوضحت أن عدد الحجاج بلغ مليوناً و845 ألفاً و45 حاجاً، بينهم مليون و660 ألفاً و915 قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة.
فيما بلغ عدد حجاج الداخل 184 ألفاً و130 حاجاً من مواطنين ومقيمين في المملكة، وفق البيان ذاته.
وبلغ عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج 969 ألفاً و694 حاجاً، بينما الإناث سجلن بالمقارنة ذاتها 875 ألفاً و351 حاجة.
وبلغ عدد الحجاج القادمين من الدول العربية 346 ألفاً و214 حاجاً بنسبة 21 في المئة.
أما حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية فقد بلغت أعدادهم مليوناً و56 ألفاً و317 حاجاً بنسبة 63.5 في المئة. في حين بلغ عدد حجاج دول أوروبا وأمريكا وأستراليا والبلدان الأخرى غير المصنفة 36 ألفاً و521 حاجاً بنسبة 2.1 في المئة.
أما عن طُرق قدوم الحجاج من خارج المملكة فوصل مليون و593 ألفاً و271 حاجاً عن طريق المنافذ الجوية، و60 ألفاً و813 حاجاً عن طريق المنافذ البرية، و6 آلاف و831 عن طريق المنافذ البحرية.(وكالات)
قادة ورؤساء حكومات 10 دول يؤدون الفريضة
أدى قادة ورؤساء حكومات 10 دول فريضة الحج هذا العام، وفق ما رصدت وسائل إعلام.
ووقف قادة ورؤساء حكومات عدة دول عربية وإسلامية، على صعيد عرفات الطاهر، أمس الثلاثاء؛ لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وسط جموع من حجاج بيت الله الحرام، توحدهم جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومناصبهم، ملابس الإحرام البيضاء.
ويؤدي الحج هذا العام كل من رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين، والرئيس الباكستاني عارف علوي، والسنغالي ماكي سال، وملك ماليزيا عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه، يُرافقه نجله ولي عهد ولاية بهانج إبراهيم عالم شاه عبدالله.
كما يؤدي الحج هذا العام، نائب رئيس المالديف فيصل نسيم، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورؤساء حكومات كل من: فلسطين محمد إبراهيم أشتية، ولبنان نجيب ميقاتي، والصومال حمزة عبدي بري، والنيجر أحمدو محمدو. (وكالات)