عادت الاشتباكات مجدداً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم في أول أيام عيد الأضحى، أمس الأربعاء، رغم الهدنة المعلنة من طرفي النزاع، وترحيب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، ودعوتها لطرفي الصراع للحفاظ على الهدنة، فيما ذكرت وكالة «رويترز»، أمس الأربعاء، نقلاً عن مصادر سودانية مطلعة، أن الآلاف من عناصر المخابرات الذين خدموا نظام الرئيس السابق، عمر البشير، ويرتبطون بحركة الإخوان، يقاتلون جنباً إلى جنب مع الجيش السوداني، في خضم المواجهة مع قوات الدعم السريع.
وقصف الطيران الحربي تجمعات لقوات الدعم السريع في محيط كوبري الحلفايا بمدينة بحري شمالي الخرطوم، إضافة لمدينة أم درمان غرب العاصمة.
ورغم استمرار المعارك في أحياء جنوب العاصمة، فإنه لم يصدر تعليق من الجيش أو الدعم السريع على الاشتباكات الدائرة.
وكانت مصادر في الخرطوم قد أوضحت أن الحركة في العاصمة شبه خالية من المواطنين، مشيراً إلى الأوضاع الإنسانية السيئة للغاية.
بدورها، قالت البعثة الأممية في بيان إن «قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، مسؤولة عن أعمال العنف ضد المدنيين والاغتصاب والنهب في المناطق التي تسيطر عليها، بما فيها الخرطوم، والعنف الذي يستهدف المدنيين على أساس عرقي في دارفور».
كما حمَّلت البعثة الأممية الجيش السوداني المسؤولية عن «الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق السكنية في الخرطوم».
وأضاف البيان «يجب تذكير هذين الطرفين بأن العالم يراقب، وبأنه سيتم السعي لتحقيق المساءلة عن الجرائم المرتكبة في زمن الحرب».
وأعلنت قوات الدعم السريع هدنة من طرف واحد يومي وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد، ثم تبعها الجيش السوداني بإعلان هدنة من طرف واحد أول أيام العيد.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» أمس الأربعاء، نقلاً عن مصادر سودانية مطلعة، أن الآلاف من عناصر المخابرات الذين خدموا نظام الرئيس السابق، عمر البشير، ويرتبطون بجماعة «الإخوان»، يقاتلون في الوقت الحالي جنباً إلى جنب مع الجيش السوداني، في خضم المواجهة مع قوات الدعم السريع.
وتدور المواجهات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في كل من الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى كثيرة منذ عشرة أسابيع، مما أجبر 2.5 مليون شخص على النزوح، وسط تفاقم أزمة إنسانية تنذر بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ويأتي تقرير «رويترز» فيما كان الجيش السوداني قد نفى مراراً حصوله على دعم من أنصار الرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به عقب الاحتجاجات العارمة التي خرجت في البلاد سنة 2019.
مؤسسة مهنية
وفي رد على سؤال من «رويترز»، قال مسؤول في الجيش السوداني، إن المؤسسة العسكرية لا علاقة لها بأي طرف سياسي أو إيديولوجي، مشدداً على أن الجيش «مؤسسة مهنية».
وفي المقابل، قالت ثلاثة مصادر عسكرية واستخباراتية سودانية ل«رويتزر»، إن الآلاف من المحسوبين على من يسمون «الإسلاميين» يقاتلون في صفوف الجيش.
إعاقة الحكم المدني
وقال مسؤول عسكري سوداني، لم يذكر اسمه، إن ما يقارب 6 آلاف عنصر من وكالة المخابرات التي خدمت نظام البشير انضموا إلى الجيش قبل أسابيع من اندلاع الصراع.
وأوردت الوكالة أن مسؤولين سابقين في جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي جرى حله، أكدوا صحة أعداد «الإسلاميين» الذين انضموا إلى الجيش لأجل القتال ضد قوات الدعم السريع.
وقد تؤدي عودة الإسلاميين إلى تعقيد أسلوب تعامل القوى الإقليمية مع الجيش، وإعاقة أي تحرك نحو الحكم المدني. كما أنها قد تزج بالبلاد، التي استضافت ذات يوم مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في نهاية المطاف إلى المزيد من الصراعات الداخلية والعزلة الدولية.
ومن أجل هذا المقال، تحدثت «رويترز» إلى عشرة مصادر، من بينها مصادر عسكرية ومخابراتية وعدد من الإسلاميين.
وفي تطور يدل على انخراط الإسلاميين في الصراع، قُتِلَ رئيس منظومة الفكر والتأصيل في ما تسمى ب«الحركة الإسلامية» محمد الفضل هذا الشهر في اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش، بحسب أقارب له وإسلاميين أفادوا بأنه كان يقاتل في صفوف الجيش.
وأصدر علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية بياناً نعى في الفضل.
(وكالات)