بموازاة العمليات الحربية، دخلت شبكات التواصل الاجتماعية في قلب المعركة مستخدمة سلاحاً معنوياً قديماً يتمثل في السخرية من الخصم، بهدف إيذائه وتثبيط روحه المعنوية.وأصبحت شبكات التواصل ضمن آلة الحرب الغربية ضد روسيا.
كشف تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أن رواد شبكات التواصل الاجتماعي في أوكرانيا يلجؤون إلى استخدام صور «الميم المحوّرة» الساخرة سلاحاً يعلقون به على الحرب، مشيرة إلى أن عشرات الحسابات المخصصة لهذه الظاهرة تتنافس في ابتكار صور الميم من خلال استلهام مشاهد الحرب، ومنها مثلاً قطط تقود دبابات من الورق المقوى على «تيك توك»، ونكات لا تعدّ ولا تحصى عن الحرب العالمية الثالثة، أو مشاهد أعيد صوغها من أفلام سلسلة «حرب النجوم».
ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة لانكستر البريطانية تشارلي غير، أن «الميمات ليست كفيلة بإنهاء الحرب». ووصف هذه الصور بأنها «نكات عدمية» من المحتمل أن يكون لها تأثير ضئيل فحسب خارج نطاقها الثقافي؛ أي الإنترنت، فيما يعتبر الأكاديمي البريطاني فنسنت ميلر الذي ألف كتاب «فهم الثقافة الرقمية»، أن الميمات مفيدة للنقاش السياسي على الشبكات الاجتماعية.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه الميمات المستندة «في كثير من الأحيان» إلى صور أشخاص غير معروفين، تتيح للناس تجنب الخلافات والانقسامات التي قد تنشأ في المحادثات عبر الإنترنت.
في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية اعتبر الخبير في معهد شيللر في نيويورك، ريتشارد بليك، أن بعض منصات التواصل الاجتماعي أصبحت من ضمن آلة للحرب التي يتم شنها ضد روسيا، مشيراً إلى أن ما يحصل لا يمكن فهمه لأنه يجيز «سياسة تسمح بخطاب الكراهية الأشد قسوة طالما أنه ضد روسيا».
وأضاف بليك: «تحولت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى الشبكات الكبيرة للتواصل الاجتماعي إلى آلة دعاية في زمن الحرب. ويتعرض المواطن الأمريكي العادي للقصف على مدار الساعة بالأخبار المعادية لروسيا». وتابع: «لذلك فإن الحرب في أوكرانيا هي الآن في أذهان المواطنين الأمريكيين العاديين. والكثير منهم، بالطبع، يخضعون للدعاية».(وكالات)