تجددت الاشتباكات، صباح أمس الجمعة، في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، فيما أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، حيث ارتكبت أعمال «سلب ونهب»، للبنوك والمنشآت الحكومية، وتحاصر الأبيض من ثلاثة محاور، في حين دعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى سرعة تشكيل حكومة مدنية.
وأفاد شهود عيان، بأن الاشتباكات اندلعت جنوب العاصمة الخرطوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. وحسب الشهود، فإن الطيران الحربي حلق بكثافة مع سماع دوي مدافع، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
كما أفاد شهود آخرون، بأن مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة، شهدت اشتباكات عنيفة، مع تحليق للطيران الحربي وسماع أصوات مدفعية.
مطاردات في الشوارع
وفي مدينة أم درمان، غربي العاصمة، ذكر شهود عيان أن المنطقة شهدت قتالاً بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ومطاردات في الشوارع.
وفي مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان (جنوب)، أفاد شهود بأن قوات «الدعم السريع» ما زالت تحاصر المدينة من ثلاثة محاور.
وطبقاً للشهود، فإن «قوات الدعم السريع اقتحمت مدينة بارا التي تبعد 50 كيلومترا شمال شرق مدينة الأُبيض، «ونهبت البنوك والمنشآت الحكومية والصيدليات والمنازل».
وقال عبد المحسن إبراهيم أحد سكان المدينة «نحن في رعب من إطلاق نار وأعمال سلب ونهب وليس هناك جيش أو شرطة».
وتابع بصوت ينم عن شعوره بالإحباط «حتى لو حاول الجيش الوصول من الأُبيض سيكون الأمر صعباً، لأن قوات الدعم باتت تسيطر على طريق بارا-الأُبيض». وكانت منظمات حقوقية وإنسانية وثّقت، حسب شهادات من سكان سواء في بارا أو في إقليم دارفور، جرائم قالت إن عناصر الدعم السريع ارتكبوها، مثل السرقة والنهب والعنف الجنسي.
«خسائر فادحة»
في الأثناء، أعلنت قوات الدعم السريع أنها أوقعت «خسائر فادحة» في صفوف الجيش، في دارفور غربي البلاد. وقالت «الدعم السريع» في بيان على تويتر: «تصدت قواتنا في ولاية جنوب دارفور بالقرب من منطقة كاس، لمتحرك من قوات الجيش في طريقه إلى مدينة نيالا». وأضاف البيان: «ألحقت قوات الدعم السريع خسائر كبيرة بالقوات المسلحة السودانية وداعميها المتطرفين المرتبطين بالنظام السابق».
وأوضح أن الخسائر تشمل «تدميراً واسع النطاق لمواد القوات المسلحة السودانية». كما «استسلم العشرات» من عناصر الجيش، و«تم الاستيلاء على كمية كبيرة من المعدات والمركبات العسكرية».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن لا إرادة سياسية لطرفي الصراع في السودان.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، هالة غريط، في تصريحات تلفزيونية، أمس الجمعة، إن «الدبلوماسية هي الحل في السودان وليس القتال».
تشكيل حكومة مدنية
كما أضافت غريط: «نعمل مع السعودية والاتحادين الإفريقي والأوروبي للحل في السودان»، مردفة أنه يجب تشكيل حكومة مدنية. وشددت على أنه يجب أن يتوقف العنف وتقديم المساعدات للشعب السوداني.
يأتي ذلك بعد أن رأى منسق شؤون الاتصالات في البيت الأبيض، جون كيربي، أن الوضع في السودان لا يزال يشكل خطراً على الشعب، مشدداً على أن ما يجري غير مقبول.
وصرح بأن بلاده بالتعاون مع السعودية «تواصل إشراك أطراف الصراع في السودان للوفاء بالالتزامات التي يزعمون أنهم يريدون القيام بها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، وكذلك السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كل المناطق».
كما أضاف أن الدبلوماسيين الأمريكيين يعملون بجد، موضحاً أن واشنطن لن تتخلى عن محاولة التوصل لهدنة دائمة في السودان.
على صعيد آخر، بدأت التدريبات العسكرية للمتطوعين، أمس الجمعة، في مدينة شندي شمالي الخرطوم، حيث لبى عشرات الشباب دعوة الجيش للانضمام إلى صفوفه.
افتتاح معسكر شقالوة
جاء ذلك في كلمة ممثل الفرقة الثالثة مشاة لوحدة شندي العسكرية، العميد عادل الأفندي، خلال افتتاح معسكر منطقة «شقالوة».
وقال الأفندي إن «القوات المسلحة تنتظر دور الشباب للدفاع عن مناطقهم، أو دعم الجيش للقتال ضد قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم».
وطالب الأفندي الشباب المتطوعين ب«الروح العالية وتلقي التدربيات العسكرية بسرعة خلال اليومين القادمين». في السياق، أعلن والي ولاية كسلا «شرق»، أمس الجمعة، عن التعبئة العامة والاستنفار لدعم الجيش.
كما أعلن والي الجزيرة عن فتح معسكرات تجنيد للمواطنين تلبية لدعوة قائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان للاستنفار.(وكالات)
«إيقاد» تحدد الاثنين لاجتماع بين البرهان وحميدتي
أفادت مصادر رفيعة، بأن لجنة «إيقاد»، قد حددت يوم بعد غد الاثنين لعقد لقاء مباشر بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما أكد مسؤول دبلوماسي،أمس الجمعة،أنه لن يكون هناك أي لقاء يجمع البرهان وحميدتي في أي مكان.
ونقل موقع «الشرق»، أمس الجمعة، نقلاً عن المصادر، قولهم إن اللجنة الرباعية ل«إيقاد» جددت دعوتها إلى البرهان وحميدتي لعقد «لقاء مباشر» بينهما. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة الرباعية حددت الاثنين 10 يوليو/تموز، موعداً للقاء في إثيوبيا. وتضم اللجنة الرباعية «إيقاد» وزراء خارجية كينيا، وإثيوبيا، وجنوب السودان وجيبوتي.
وكانت اللجنة قد اقترحت لقاء بين البرهان وحميدتي خلال قمتها في جيبوتي، يونيو/حزيران الماضي. وقررت أن تكون أديس أبابا حاضنة لجهود السلام، ووضع خريطة طريق تنجي السودان من «حرب أهلية»، ورشحت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ليكون راعياً للمفاوضات.
من جانبه، أكد مسؤول دبلوماسي،أمس الجمعة، أنه لن يكون هناك أي لقاء يجمع البرهان وحميدتي في أي مكان. واعتبر المسؤول أن الدعوة الصادرة من كينيا باعتبارها رئيسة لجنة الوساطة لا قيمة لها بالنسبة للسودان، خاصة أنه أبدى اعتراضه على ترؤس كينيا للوساطة.
كما أكد أنه لا يوجد أي اتصال أو تواصل بين الجيش والدعم السريع، لافتاً إلى أن وسيلة التواصل الوحيدة كانت غير مباشرة بينهما في منبر جدة.
وكان البرهان قد جدد، أمس الأول الخميس، رفضه رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة في بلاده، وسط استمرار القتال.(وكالات)