وجد مئات المهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، أنفسهم في وضع صعب، بمنطقة صحراوية في جنوب تونس، بعد طردهم، في الأيام الأخيرة، من مدينة صفاقس وسط تونس، إثر صدامات مع سكان طالبوا برحيلهم، وقضت المحكمة الابتدائية في تونس، بسجن 3 مسؤولين في مستشفى للأطفال، 8 أشهر، بعد وفاة 14 رضيعاً بتعفن جرثومي.
وبعد صدامات شهدتها صفاقس مطلع الأسبوع الماضي، قامت قوات الأمن التونسية بنقل المئات من المهاجرين الأفارقة في حافلات إلى مناطق صحراوية في جنوب البلاد، بعضها بالقرب من الحدود مع ليبيا، والبعض الآخر بالقرب من الجزائر، بعد وصولهم منهما إلى تونس براً، وسيراً على الأقدام.
ويقول أحدهم وهو من مالي «ليس لنا ما نأكله أو نشربه، وأوضح أنه نُقل في حافلة إلى القرب من الحدود الجزائرية مع عشرات المهاجرين الآخرين الذين كان يعيش معهم في صفاقس. وقبل أن يصل إلى تونس كان الرجل يعمل في ليبيا، لكن وبسبب النزاع في هذا البلد، وجد نفسه مجبراً على الرحيل إلى تونس.
وأنه كان في طريقه لتحقيق حلمه بالهجرة إلى أوروبا، عندما اعترض خفر السواحل التونسيون القارب الذي كان ينقله نحو إيطاليا برفقة 46 مهاجراً آخرين. ويضيف أنه بعد ترحيله، تلاشت أحلامه ووجد نفسه، وسط الصحراء التونسية، حيث نقلته الشرطة، بعد أن وصل إلى تونس منذ 5 أشهر «لمحاولة العبور» نحو أوروبا.
وفضلاً عن الذين نُقلوا قسراً إلى الصحراء، هرع عشرات المهاجرين، خوفاً من انتقام السكان المحليين، إلى محطة القطارات بصفاقس للتوجه إلى مدن أخرى.
وأبدى الاتحاد التونسي للشغل بصفاقس انزعاجه من التطور الخطير للأوضاع في المدينة، نتيجة تزايد حالات العنف والخروج عن القانون لما وصفها بالأعداد الغفيرة للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين. وأعرب الاتحاد في بيان عن تضامنه مع كل أهالي صفاقس، محملاً السلطات مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ومطالباً الحكومة بضرورة التحرك.من جانب آخر، قضت المحكمة الابتدائية في تونس، بسجن 3 مسؤولين في مستشفى للأطفال 8 أشهر، بعد وفاة 14 رضيعاً بتعفن جرثومي.وقال محامي عائلات الضحايا التومي بن فرحات، أمس الجمعة،إن الحكم يقضي بسجن مديرة مركز التوليد بمستشفى الرابطة، ومدير الصيانة، ورئيس قسم الصيدلة، 8 أشهر سجناً. ويواجه المتهمون حكماً مماثلاً في 15 دعوى قضائية أخرى ضدهم.
وأكد المحامي، أن المحكمة قضت أيضاً بتعويض العائلات، 30 ألف دينار تونسي لكل عائلة. وتوفي الرُضع بمركز للتوليد في مارس 2019 إثر تسرب جراثيم إلى أكياس مستحضر غذائي، حسب ما خلصت إليه لجنة تحقيق طبية.(وكالات)