مع وصول الحرب في أوكرانيا إلى يومها ال 500، ووسط الحطام ونيران المدفعية، أكدت الأمم المتحدة مقتل 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل منذ الحرب التي بدأت في 24 فبراير/2022، لتبقى التساؤلات التي تبحث عن إجابة، حول موعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، وهل ستنتهي الحرب من خلا ل اتفاق سياسي بين روسيا و أوكرانيا على طاولة المفاوضات بعيداً عن ساحة المعركة؟.
إمكانية تحقيق مكاسب
صرح نائب وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية «البنتاغون»، كولين كال، الجمعة، بأن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع.
ونقلت صحيفة «بليدج تايمز» عن المسؤول الأمريكي قوله إنه «لا يزال من السابق لأوانه الحكم على إمكانية تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة».
و أشار إلى اعتزام البنتاغون تزويد أوكرانيا بحزمة جديدة من المساعدات العسكرية، تقدر قيمتها ب800 مليون دولار، من بينها الذخائر العنقودية، فيما وصف عضو مجلس الدوما الروسي عن جمهورية القرم، ميخائيل شيريميت، قرار الولايات المتحدة بتسليم الأسلحة العنقودية لأوكرانيا بأنه قرار ضد الإنسانية، وأكد أن الأمريكيين سيدفعون ثمن رغبتهم في «تدمير العالم السلافي».
وكانت روسيا قد أرسلت قبل ذلك مذكرة إلى دول «الناتو» بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا.
التقارب الصيني الأمريكي
ما يقدم مؤشرات قد تدعم فكرة اللجوء إلى حل سلمي رغم تصاعد حدة التصريحات هو التقارب مؤخراً بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، فالصين التي باشرت من قبل لعب دور الوسيط في هذا الصراع المسلّح وباعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي باتت مهمتها أقل تعقيداً بعد التقارب مع أمريكا.
فقد زارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت بكين الجمعة، مشددة على أن الولايات المتحدة والصين يجب أن تتحاورا «بشكل مباشر».
وقالت جانيت خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ المسؤول عن الملفات الاقتصادية «عندما تكون لدينا مخاوف بشأن ممارسات اقتصادية معينة، يجب أن ننقلها بشكل مباشر وسنفعل ذلك».
وقبل ذلك أكّدت وزيرة الخزانة الأمريكية أنه من الضروري أنّ تواصل الصين والولايات المتحدة العمل معاً بشأن تمويل مكافحة التغير المناخي، مؤكدة ضرورة تعزيز التعاون للتصدي ل «التهديد الوجودي» الذي يمثله الاحترار المناخي.
رغبة بايدن في إعادة العلاقات
تأتي زيارة جانيت يلين بعد أسابيع على زيارة وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن وتُجسّد رغبة إدارة جو بايدن في إعادة الاتّصال مع بكين بعد ثلاث سنوات من عزلة شبه كاملة مع الصين.
ربما يكون الرئيس الصيني شي جين بينج مع تقارب دولته مع أمريكا هو الشخص الذي قد يكون له تأثير فعال في إنهاء الحرب بعيداً عن ساحات القتال، والتوصل إلى حل سياسي بين الطرفين، خاصة في ظل علاقته الوطيدة مع الجانب الروسي.
وبينما يفرض الغرب عقوبات أكثر صرامة على روسيا، فإن الصين تفعل العكس، وتوسع التجارة مع موسكو.
وقبل ذلك صاحبت زيارة شي إلى موسكو الكثير من خطابات السلام في وسائل الإعلام الصينية، حتى أن بوتين كتب في مقال لصحيفة «الشعب اليومية» الصينية قبل وقت قصير من الزيارة: «روسيا منفتحة على تسوية الأزمة الأوكرانية بالوسائل السياسية والدبلوماسية».
ومع الزيارات التي تمت مؤخراً بين مسؤولين من أمريكا والصين، باتت الصين مهيأة للعب دور الوسيط الفعال لإنهاء حرب راح ضحيتها الآلاف.
ويدعم ذلك أنه من قبل كان مسؤولون أمريكيون كبار التقوا مع نظرائهم الروس بمن فيهم وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في محاولة لتمهيد الطريق لمحادثات سلام محتملة، وفقاً لتقارير شبكة «إن بي سي» الإخبارية.