كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس الأحد، تهديده بشن عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية، بذريعة تنفيذ عمليات مسلحة ضد المستوطنين وقوات الجيش الاسرائيلي. كما هدد نتنياهو بقمع شديد للمحتجين ضد خطة حكومته لتعديلات جهاز القضاء، فيما طالب وزراء نتنياهو بإقالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، في وقت اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن حكومة نتنياهو هي الأكثر تطرفاً في إسرائيل منذ عهد «غولدا مائير».
وكرر نتنياهو أن «أي أحد يقتل إسرائيليين، وأي أحد ينفذ عمليات مسلحة، سيصل إلى أحد مكانين: السجن أو القبر. وهذه سياستنا ونحن ننفذها بثلاث طرائق: أولاً، نغلق الحساب مع منفذي العمليات بدون استثناء؛ ثانياً، نستهدف مرسلي المسلحين والبنية التحتية لما سماه الإرهاب؛ ثالثاً، نبادر ونفاجئ. ونحن نقرر توقيت عملياتنا، مثلما فعلنا في عملية (درع وسهم) العسكرية ضد الجهاد الإسلامي في غزة، ومثلما فعلنا في عملية (بيت وحديقة) العسكرية جنين. ونحن نغير المعادلة وهكذا سنستمر».
وأشار نتنياهو إلى أن الحكومة ستناقش سياسة إنفاذ القانون ضد المتظاهرين الذين يحتجون ضد خطة تعديلات القضاء، وأنه «سيتلقى تقريراً من المستشارة القضائية للحكومة وأجهزة إنفاذ القانون بشأن سياسة إنفاذ القانون تجاه تهديدات، استهداف منتخبي جمهور، دعوات لعصيان مدني وعدم الانصياع للقانون، إغلاق شوارع وإضرابات غير قانونية». واعتبر نتنياهو أنه «ينبغي أن يحصل الجمهور على إجابة عن السؤال ما هي سياسة إنفاذ القانون، وهل هي سياسة واحدة؟ ولا يعقل أن تكون في دولة ديمقراطية سياسة إنفاذ قانون معينة تجاه جمهور معين وسياسة إنفاذ قانون أخرى تجاه جمهور آخر» في تلميح إلى الادعاء أن الجيش والشرطة الإسرائيلية يتعاملون بقسوة مع المستوطنين الذي ينفذون اعتداءات إرهابية ضد الفلسطينيين. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن نتنياهو غادر جلسة الحكومة بشكل عاجل، بصحبة وزير الجيش والسكرتير العسكري، لإجراء مشاورات أمنية عاجلة.
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقابلة أجراها مع قناة «سي إن إن» الأمريكية، أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو، «الذين يريدون استيطاناً في كل مكان هم جزء من المشكلة». وشن بايدن هجوماً غير معهود على نتنياهو وقال إن حكومة الأخير تضم أعضاء في المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) هم الأكثر تطرفاً الذين رأيتهم في حياتي، وأعود بالزمن إلى غولدا مئير. بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير جزء من مشكلة الضفة الغربية المحتلة. وأردف بايدن: «مازلت أؤمن بأن حل الدولتين هو المسار الصحيح لحل النزاع بين فلسطين وإسرائيل»، مشيراً إلى أن تطرف بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية يحد من إمكانية ذلك.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، قال بايدن إن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، قادم قريباً إلى البيت الأبيض في زيارة. في حين اعتبر أن نتنياهو يحاول التعامل مع ائتلافه الذي وصفه بالأكثر تطرفاً، وأضاف أنه يتحدث مع الإسرائيليين بانتظام ونأمل أن يستمر نتنياهو في التحرك نحو الاعتدال».
في غضون ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الأحد، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم شعفاط وشنت حملة مداهمات وتفتيشات واعتقالات طالت عدداً من الشبان. كما واصلت القوات الإسرائيلية حملات المداهمة والاعتقال في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية تخللها مواجهات أدت إلى وقوع عدد من الجرحى، واعتقال عدد من الشبان الفلسطينيين.
(وكالات)