فيلينيوس: إبراهيم مرعي
في ختام اجتماع اليوم الأول لقادة «الناتو»، كشف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ عن حزمة من ثلاثة عناصر، لتقريب انضمام أوكرانيا إلى الحلف، فيما أكد قادة الحلف، في بيان لهم، أن الحلف لا يبحث عن مواجهة مع موسكو، ولا يشكل تهديداً لها، لكن قادة الدول الأعضاء قدموا خطة دفاعية شاملة، هي الأكبر منذ الحرب الباردة، لمواجهة روسيا؛ في حين تركت موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انضمام السويد مبدئياً آثاراً إيجابية بين قادة الحلف، في انتظار أن يقول البرلمان التركي كلمته الفصل، وقال ستولتنبيرغ: إن القادة وافقوا على حزمة من ثلاثة عناصر لتقريب موعد انضمام أوكرانيا، وتشمل برنامج مساعدات سنوية مثل الانتقال من مقاييس العهد السوفييتي إلى مقاييس الحلف الأطلسي في مجالات التدريب والعقيدة العسكرية، للمساعدة في إعادة بناء منظومتها الأمنية، وتشكيل «مجلس أوكرانيا الأطلسي»، وإلغاء شروط العضوية باختصار المسار من خطوتين إلى خطوة واحدة.
وأكد قادة الحلف وحدة دولهم في وقت صعب، والالتزام بالأمن المشترك، والدفاع عن كل شبر من أراضي دول الحلف. واتهم البيان روسيا بانتهاك الأمن الأوروبي، واعتبر أنها تشكل «أكبر تهديد مباشر لمنطقة أوروبا الأطلسي»، ودعا روسيا إلى الانسحاب فوراً من الأراضي الأوكرانية من دون قيد أو شرط، وتأكيد استمرار دعم أوكرانيا بكل الوسائل، لكن قادة الحلف أكدوا أنهم لا يبحثون عن مواجهة مع روسيا.
خطة دفاعية
ومع ذلك، أعلن ستولتنبرغ أن «الحلفاء اعتمدوا أكبر خطة دفاعية شاملة منذ نهاية الحرب الباردة»، مضيفاً أن الهدف من ذلك هو «مواجهة روسيا وتهديداتها الأمنية»، موضحاً أن الناتو، سيكون لديه «300 ألف جندي على أهبة الاستعداد»، بما يشمل «قدرات جوية وبحرية»، كما سيزيد الحلف إنفاقه العسكري بنحو 8.3% خلال العام الجاري، «وهذا يعد أكبر زيادة منذ عقود». وتحدث عن زيادة الإنفاق العسكري للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 8.3 في المئة في العام الحالي، وأشار إلى استثمار 450 مليار دولار إضافية في الدفاع منذ عام 2014.
وقال: إن الصين ليست خصمنا، وسنواصل الحوار معها، لكنها تزيد من تحدياتها لأمننا وترفض إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، وتهدد تايوان وتزيد من قدراتها العسكرية.
مسار انضمام السويد
من جهة أخرى، لم ينته الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأول على هامش القمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء السويد اولف كريسترسون، بحضور أمين عام الحلف، واستغرق أكثر من ساعة إلى النتيجة التي كان يتوخاها الأخير؛ إذ انتهى الاجتماع ببيان من سبع نقاط لم يكن من بينها موافقة تركيا على انضمام السويد، لكنه تحدث عن خطوات بشأن التعاون المشترك، فيما أحال مسألة الانضمام إلى مجلس النواب التركي.
وترى مصادر داخل الحلف أن الرئيس التركي، وهو مطلق الصلاحية تقريباً، كان بإمكانه إعلان الموافقة على انضمام السويد، لكنه ارتأى إحالة القضية إلى البرلمان، كوسيلة ضغط للحصول على مزيد من التنازلات من جانب السويد.
وتحدث البيان الثلاثي الذي صدر عن الاجتماع عن العمل بين البلدين تجاه مقاومة الإرهاب، وكجزء من هذه العملية، قامت السويد بتعديل دستورها وتغيير بعض قوانينها، في إشارة إلى الإجراءات الخاصة بحزب العمال الكردستاني التركي، وأيضاً استئناف صادرات السلاح إلى تركيا، كخطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين. كما وافق البلدان على استمرار التعاون بينهما وفقاً لآلية قمة الناتو في مدريد العام الماضي، ووفقاً للاتفاق الأمني الثنائي من خلال اجتماع سنوي على المستوى الوزاري.
كما تحدث البيان عن الالتزام بإزالة القيود والحواجز والعقوبات، لحماية التجارة والاستثمارات. في النهاية يمكن القول إن انضمام السويد مؤجل، لأن ما قدمته حتى الآن لا يكفي لموافقة أنقرة، وهي الآن بانتظار قرار مجلس النواب التركي. في المقابل، أعلن الكرملين أن انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي ستكون له «تداعيات سلبية» على أمن روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن هذا القرار ستكون له «تداعيات سلبية، هذا أكيد»، مضيفاً أن روسيا ستتخذ إجراءات «مقررة ومخططاً لها» رداً على ذلك. (وكالات )