- الشريف: «أكاديمية متجولة» ب10 كرات تستقطب اللاعبين عبر الفيسبوك
- علي ثاني: وصلنا المونديال من اللعب في المدارس والفرجان
- الرئيسي: الاعتماد على مدرسي التربية الرياضية لا يطور المنظومة
- العوضي: أوليه البحرينية قدمت لاعباً محترفاً لبارتيزان الصربي
- طلال وعلاء: أكاديميات الكويت والعراق خارج نطاق الخدمة
عجمان: عصام هجو
عقدت اللجنة المنظمة للنسخة السادسة من بطولة كواترو للأكاديميات الخليجية التي تستضيفها إمارة عجمان هذه الأيام، المجلس الخليجي لمناقشة هموم الأكاديميات الكروية الخليجية مع التركيز على التجربة الإماراتية في مجال الأكاديميات الكروية التي أصبحت موضة العصر، وقدم الجلسة الإعلامي أحمد سلطان من قناة الشارقة الرياضية، بحضور ومشاركة الدكتور أحمد سعد الشريف وأحمد الرئيسي نائب الرئيس التنفيذي لمركز كواترو الرياضي وعنتر مرزوق مدير أكاديميات المراحل السنية في نادي شباب الأهلي والمونديالي علي ثاني وعمر خلف ممثل الهيئة العامة للرياضة والخبير الرياضي سعيد العاجل نائب رئيس اتحاد الإمارات للرياضة للجميع والمدرب محمد تقي وممثلي الأكاديميات الخليجية الكويتي طلال مصطفى والبحريني خالد العوضي والعماني خليفة سالم الشبلي والعراقي علاء محمود والكويتي مساعد اشنكاني وأمير الهاشمي ممثل لافيش للعطور الراعي الذهبي للبطولة.
وأكد الدكتور أحمد سعد الشريف أن الأكاديميات الخاصة أصبحت واقعاً في كل مكان، ولأن الاقتصاد أصبح المسيطر على عصب الحياة من كل النواحي، فلا بد للقطاع الخاص من أن يكون صاحب كلمة مسموعة في مجال العمل الرياضي من وجهة نظر نظر اقتصادية، وقال: «يوجد اليوم في الإمارات ما يزيد على 400 أكاديمية كروية خاصة وقبل 20 أو 15 سنة كانت نسبة الأكاديميات 10% من العدد الحالي، وأعرف أكاديمية عربية حققت أرباحاً ومبيعات للاعبين بلغت 23 مليون يورو، مؤكداً أن دور الأكاديميات أصبح محورياً ويسير في خط متوازٍ مع أكاديميات الأندية الأهلية ومراحلها السنية، ولا بد للأكاديميات الخاصة من أن تأخذ وضعها ولكن بالصورة الصحيحة وفقاً للشروط والمعايير المتعارف أو المنصوص عليها، لأننا نعاني مشكلة منح التراخيص للأكاديميات من دون أن نضع لها الشروط التي تؤهلها وتمكنها من خدمة الرياضة بالصورة العلمية المطلوبة، وعلى سبيل المثال قابلت أحد المدربين يحمل على ظهره 10 كرات ويجمع عبر مجموعات الواتساب والفيسبوك اللاعبين، وينتقل بهم من حديقة لأخرى، وهو ما يمكن أن نسميه مجازاً «أكاديمية متجولة» لأن كل ما يملكه 10 كرات ويستأجر الحدائق بالساعة أحياناً، وعندما سألت عن الترخيص كان صادراً من المنطقة الحرة في الفجيرة، والمدرب الذي يحمل كراته على ظهره كان يواصل عمله في حديقة الصفا في دبي».
ومن جانبه حمّل عنتر مرزوق الهيئة مسؤولية عدم الوقوف على الشروط واللوائح التي تحكم نشاط الأكاديميات التي تنقسم إلى قسمين، أكاديميات في الأندية وأكاديميات تجارية خاصة، وهي التي لا تلتزم بالمعايير المطلوبة، وقال: «أولياء الأمور يركزون على الأكاديميات الخاصة أو التجارية التي تحمل أسماء أندية عالمية، لأسباب كثيرة، فمن الصعب على الناشئ الحضور يومياً إلى النادي بعد دوام المدرسة الذي ينتهي بعد الثالثة ظهراً، أما الأكاديمية التجارية فهي يومان فقط، ونوه عنتر مرزوق بنقطة مهمة مطالباً الهيئة أو اتحاد الكرة بوضع آلية تحكم علاقة هذه الأكاديميات بالأندية وهذه الآلية يجب أن تراعي مصلحة الكرة في الدولة.
ويرى المونديالي علي ثاني هداف المنتخب ونادي الشارقة السابق أن الأكاديميات الخاصة تفتقر إلى كل شيء، خصوصاً أنها لا تمتلك البنية التحتية التي تمكنها من القيام بدورها وواجبها تجاه الناشئين والأشبال، وقال: «تفتقر لأبسط المقومات من ملاعب وكفاءات تديرها، وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، فالهدف منها أنها أكاديميات ربحية ولا علاقة لها بتطوير موهبة أو صقل لاعب، فيما عدا ذلك ليس لها دور في كرة القدم، والدليل أن التسجيل فيها مفتوح لجميع الجنسيات على مدار العام».
وتابع: «وصلنا إلى المونديال من منافسات المدارس واللعب في الفرجان، وحالياً البلد كلها أكاديميات وأسماء، وما زلنا وسنظل محلك سر، فهناك أكاديميات في بعض الأندية لم نر منها مردوداً إيجابياً، فمثلاً أكاديمية أجاكس في نادي الشارقة، فالاسم كبير وفضفاض ولكن عندما تنظر إلى النتائج تجدها كارثية، وأعتقد إذا اكتفينا بمدرسة الكرة فذلك أفضل من مثل هذه الأكاديميات التي تعتبر مجرد أسماء للشو فقط».
وأضاف: «لا بد من التوقف عند الإدارة الرياضية فهي اليوم ليست لجهات الاختصاص وأهل الخبرة، يمكن أن تكون ناجحاً في وظيفة حكومية ولكن ليس بالضرورة أن تنجح في إدارة نادٍ، ولا يمكن أن تنجح في إدارة منظومة رياضية أو كروية، وأنت لا تمتلك فيها الخبرة، مثل خبرة التعاقدات سواء مع المدربين أو اللاعبين أو وضع خطة لتخريج لاعبين من مراحل سنية، الموضوع كبير وشائك ويحتاج إلى شرح مفصل وما قلته يعتبر خطوطاً عريضة فقط».
وأوضح عمر خلف ممثل الهيئة أن دور الهيئة سلطة تشريعية في المقام الأول وصلاحية الترخيص للأكاديميات تدخل فيها المجالس الرياضية والاتحادات الرياضية والدوائر الحكومية الخاصة بكل إمارة، وقال: «الموجود حالياً عبارة عن مراكز تجميع لاعبين، ويجب أن يكون دور الأكاديميات مجتمعياً وتربوياً ورياضياً».
وقال الخبير الرياضي سعيد العاجل إن دور المجالس الرياضية في تشكيل الأكاديميات يعتبر جهة رقابية فقط، موضحاً أنه يتفق مع الشريف وعمر خلف وعنتر مرزوق في أن عمل الأكاديميات الخاصة أو التجارية في الدولة يحتاج إلى مراجعة.
وحرص أحمد الرئيسي مدير أكاديمية كواترو على نقل تحيات الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي إلى جميع المشاركين في المجلس الخليجي الذي دأبت أكاديمية كواترو على تنظيمه سنوياً على هامش البطولة، وقال: «هناك أكاديميات ملتزمة بكل الشروط والمعايير ولكنها تدفع ثمن عدم تطبيق الشروط واللوائح على الأكاديميات غير الملتزمة، وأغلب الأكاديميات غير مسجلة، ولا بد من وضع لائحة لتنظيم عمل الأكاديميات»، وأضاف: «مشكلتنا في الكرة الإماراتية والرياضة بصفة عامة أننا نعتمد على مدرسّي التربية الرياضية في تشكيل وبناء عمل الأكاديميات، وهذا خطأ كبير، وللأسف بعض الأندية في دوري المحترفين وفي الدرجة الأولى تعتمد على مدرسي التربية الرياضية، وقال مع احترامنا لهم ولكنهم لايطورون منظومة».
ويرى محمد تقي مدرب في المراحل السنية بنادي الحمرية أن الدعم والمتابعة هي المشكلة الحقيقية في عمل الأكاديميات، وقال: «لدينا تجارب ناجحة في تأسيس اللاعبين عبر المراحل السنية والتدرج بهم، إلى أن أصبحوا لاعبي فريق أول ومنتخبات وطنية مثل تجربة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان».
أما المداخلات الخليجية، فقد كانت من خالد العوضي الذي عكس تجربة البحرين، وقال: «نحن في أكاديمية أوليه نجحنا في تخريج لاعب وتسويقه كلاعب بحريني محترف مواليد 2008 إلى نادي بارتيزان الصربي، ولدينا اتفاقية مع أحد الأندية بأن نكون مشرفين على فرق المراحل السنية في هذا النادي».
وقال خليفة سالم الشبلي من سلطنة عمان: «تجربتنا ما زالت في طور البداية، ونحن نختلف عن البقية في أن أنديتنا ليس بها مراحل سنية، مثل الإمارات فلديها مدارس للكرة من 5 سنوات فما فوق، بينما المراحل عندنا من 17 و19 سنة، وأيضاً حالياً لدينا تجربة مع أحد الأندية بتولي الإشراف على المراحل السنية، ولدينا تجربة في إسبانيا عندما شاركنا في إحدى البطولات، وشاهدنا أن المراحل السنية عندهم تبدأ من 5 سنوات فما فوق، ولذلك هم أفضل منا كثيراً».
أما الكويتي طلال مصطفى فقد أكد أن الرياضة الكويتية بصفة عامة، تسير إلى الوراء كثيراً، وقال: «الأكاديميات تعاني ولا تحصل على أي تسهيلات خصوصاً الملاعب، مما يضطرهم لاستئجار الملاعب بأسعار عالية»، وأضاف: «نفتقد التعاون والرعاية المطلوبة، وباختصار الأندية والاتحادات والهيئات الرياضية في الكويت كلها تعاني عدم التعاون معها، وقال نحن: «نتمنى أن نصل مراحل البحرين والإمارات، وأن تكون مشكلتنا التراخيص، وباختصار نحن غير مرحب بنا بالمرة، ونتمتى أن يتم التعاون معنا ومساعدتنا فقط بتوفير الملاعب».
وقال العراقي علاء محمود عباس من أكاديمية أنوار الأنبار العراقية: «نحن في العراق ما زلنا في طور البدايات، ولم نصل إلى مرحلة الاستفادة من الأكاديميات التي أصبحت تعم كل الدنيا، وبخصوص التسهيلات فنحن بعيدون، وعملنا في الأكاديمية التي أشرف عليها يقوم على العلاقات الشخصية، وعلى سبيل المثال أحياناً نضطر للاستعانة بطبيب، إما أن يكون ذا صلة قرابة أسرية أو طبيباً من الأصدقاء يأتي لمساعدتك بالعمل في الأكاديمية، كما نحتاج لمن يعمل معنا بالمجان في أوقات فراغه».
واتفق العراقي علاء عباس مع الكويتي طلال مصطفى على أنه بالمقارنة بين الإمارات والسعودية والبحرين وعمان، فإن الأكاديميات في بلديهما تعتبر خارج نطاق الخدمة.
وبعد نهاية المجلس الخليجي أقامت اللجنة المنظمة للمهرجان الكروي للأكاديميات الخليجية حفلاً لتكريم الوفود المشاركة وذلك في قاعة ماجستيك بفندق رمادا عجمان وبحضور جميع ضيوف المجلس الخليجي، وتم خلاله تكريم رؤساء الوفود المشاركة، وقام رؤساء الوفود بتبادل الدورع التذكارية، وبعد نهاية الحفل توجه الجميع لتناول وجبة العشاء في تجمع كبير بحضور جميع اللاعبين المشاركين في البطولة والبالغ عددهم 300 لاعب ومدرب وإداري.