فيلنيوس: إبراهيم مرعي
اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، في فيلنيوس اللتوانية أعمالها، وقررت تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، واعتبر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن إمداد كييف بالأسلحة مسألة إنقاذ، وأهم من الضمانات،لكن الرئيس الأوكراني بدا خائب الأمل قليلاً، وحاول التراجع عن تصريحات سابقة بهذا الشأن واعتبر أن نتائج القمة جيدة لكنها غير مثالية.
الأسلحة أهم من الضمانات
في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني، قال ستولتنبرغ: «الضمانات الأمنية والوثائق والنصائح والاجتماعات مهمة، لكن المهمة الأكثر إلحاحاً الآن هي تزويد أوكرانيا بأسلحة كافية. من المهم للغاية أن نرى في هذا الاجتماع إعلانات عن تقديم أسلحة إضافية من حلفاء الناتو».
واعتبر أن «النصر الروسي المحتمل سيكون مأساة لكييف ويجعل الناتو عرضة للخطر.
وقال: «في هذه القمة أكدنا من جديد أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف واتخذنا قرارات لتقريب أوكرانيا من الناتو. اليوم نلتقي على قدم المساواة، وأنا أتطلع إلى اليوم الذي نلتقي فيه كحلفاء. عندما تنتهي الحرب، يجب على الحلف التأكد من وجود ترتيبات موثوقة لأمن أوكرانيا حتى لا يعيد التاريخ نفسه. لذلك أرحب بأن العديد من الحلفاء سوف يلتزمون اليوم بتقديم مساعدة أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا».
زيلينسكي الساخط الراضي
على عكس ما كان أعلنه، أمس الأول من مواقف سلبية تجاه موقف بلاده من قرارات الناتو التي اعتبرها بمثابة «عبث»، وافتقار الحلف إلى الإرادة؛ أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أمس في مؤتمر صحفي عقده مع أمين عام الحلف ينس ستولتنبيرغ، ارتياحه للمساعدات التي قدمها الحلف إلى بلاده، واستمرار تقديم الدعم في هذه الحرب، واختصار المدة الزمنية للانضمام إلى الحلف. واعتبر أن «نجاح القمة هو نجاح لأوكرانيا ولأطفالنا ولشعبنا».
وأكد زيلينسكي اقتراب بلاده من الحصول على عضوية الناتو. وأشار إلى أن الاهتمامات الأمنية ليست بديلاً عن العضوية. أضاف،المهم أن هناك نتائج وضمانات أمنية، والحلفاء يقدمون لنا الدعم والمساعدة التي نحتاج إليها.
وفي رده على سؤال بشأن اعتراض بعد الدول على انضمام بلاده إلى الحلف قال «إننا نتفهم خشية البعض من هذا الانضمام»، وأشار إلى أن أوكرانيا لا تريد حرباً عالمية.
وعود بحزم جديدة
وأكد زيلينسكي أنه تلقى أنباء إيجابية عن حزم دفاعية جديدة في أثناء وجوده في فيلنيوس حيث اجتمع مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وهولندا. وقال إن بلاده تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى لمحاربة القوات الروسية في أوكرانيا.
وأعلنت النرويج الأربعاء أنّها ستقدّم لأوكرانيا خلال العام الجاري مساعدات عسكرية إضافية تشمل مسيّرات متناهية الصغر وأنظمة دفاع جوي وحصصاً غذائية للجنود. وكانت أوسلو أعلنت الثلاثاء أنّها ستسرّع وتيرة دعمها العسكري لأوكرانيا لمساعدتها، مشيرة إلى أنّها ستسحب لهذه الغاية 2.5 مليار كرونة إضافية (نحو 220 مليون يورو) من المبلغ المخصّص لمساعدة أوكرانيا خلال خمس سنوات.
قالت الحكومة البريطانية إنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 70 مركبة قتالية ولوجستية وآلاف القذائف لدبابات «تشالنجر 2» وحزمة دعم قدرها 50 مليون جنيه استرليني (64.7 مليون دولار) لإصلاح المعدات العسكرية.
وقالت ألمانيا الثلاثاء إنها ستقدم مزيداً من الدبابات ومن صواريخ باتريوت الدفاعية والعربات المدرعة بقيمة 700 مليون يورو إضافية.
وأعلنت فرنسا عن إرسال صواريخ طويلة المدى من طراز «سكالب».
لكن هذه الوعود الضرورية للقوات الأوكرانية، لا تلبي تطلعات زيلينسكي الذي أراد وضع كييف تحت مظلة الدفاع الجماعي للحلف الأطلسي.(وكالات)