«الخليج» – وكالات
أعلنت أوكرانيا الأحد أنّ القتال «اشتدّ» في الجبهة الشرقية، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الهجوم المضادّ الذي يشنّه الجيش الأوكراني منذ قرابة شهر «لم ينجح»، فيما تشير التقارير إلى أن خسارة كييف 20% من إجمالي السلاح الغربي المقدم إليها.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار «اشتدّ الوضع إلى حدّ ما في الشرق».
وأضافت «مدى يومين، شنّ الروس هجمات كثيفة في قطاع كوبيانسك في منطقة خاركيف، نحن في موقع دفاعي».
والشهر الماضي، بدأت أوكرانيا هجوماً مضاداً بعدما كدّست أسلحة غربية وعزّزت قواتها الهجومية.
لكنّ كييف أقرّت بصعوبة المعارك التي تخوضها، ودعت الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين إلى مدّها بمزيد من الأسلحة البعيدة المدى والمدفعية.
مع ذلك، أشارت ماليار إلى أن القوات الأوكرانية «تتقدم تدريجًا» قرب باخموت التي كان يسكن فيها 70 ألف شخص تقريبًا قبل الحرب والتي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو الفائت بعد معركة اعتُبرت الأطول والأكثر دموية في الحرب.
«محاولات لم تنجح»
وقالت ماليار عبر تلغرام «نحرز تقدمًا تدريجيًا في منطقة باخموت، هناك تقدّم يومي في الجهة الجنوبية حول باخموت. وفي الجهة الشمالية، نحاول الحفاظ على مواقعنا (لأنّ) العدو يهاجم».
وأضافت «في باخموت نفسها، نقصف الروس وهم يقصفونا».
والجمعة، قالت أوكرانيا إنّ قواتها تقدمت خلال الأسبوع الفائت مسافة كيلومترَين تقريبًا حول مدينة ميليتوبول (جنوب) التي خضعت لسيطرة القوات الروسية بُعيد بدء الحرب في فبراير 2022.
ومن جانبه اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد للجيش الأوكراني الذي بدأ في يونيو لم يحرز نجاحاً في مواجهة الدفاعات الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وفي مقابلة متلفزة بثّتها الأحد قناة «روسيا 1» التلفزيونية الروسية، اعتبر بوتين أنّ الجيش الأوكراني لم يُحرز أي تقدّم في هجومه المضادّ.
وقال الرئيس الروسي إنّ «كلّ محاولات العدو اختراق دفاعنا، باستخدام مخزون استراتيجي خصوصاً، لم تنجح طوال مدة الهجوم. العدو لم يحقّق نجاحاً».
وأكد بوتين أن وضع القوات الروسية على الجبهة «إيجابي».
والثلاثاء، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنّ القوات الروسية تقدّمت مسافة 1,5 كلم في قسم من الجبهة قرب ليمان بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
خسائر أوكرانية بالجملة
ونقلت صحيفةُ نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين أنّ القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر فادحة في الأسبوعين الأولين من هجومها المضاد.
وأوضحت الصحيفة أن كييف فقدت نحو 20% من الأسلحة الغربية التي حصلت عليها في مقدمها مدرعات برادلي ودبابات ليورباد الألمانية.
وبحسب الصحيفة، تشمل الخسائر، في أول أسبوعين من الهجوم المضاد المتعثر، بعض المعدات القتالية الغربية مثل مركبات برادلي دبابات ليوبارد وناقلات الجند المدرعة والتي كان يعول عليها الأوكرانيون في إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية.
وأظهرت بيانات «أوريكس»، وهو موقع عسكري يحصي الخسائر التي تم تأكيدها بصريا فقط، أن خسائر قاسية تكبدها.
اللواء السابع والأربعين، وهو أحد الوحدات الثلاث المجهزة والمدربة من الغرب والتي تم نشرها في وقت مبكر من الهجوم المضاد مع نحو 100 من مدرعات برادلي.
ويقول الموقع إن اللواء السابع والأربعين خسر نحو ثلث هذه المدرعات إما بالتخلي عنها أو إتلافها، مشيراً إلى أنه في غضون يومين فقط فقد 28 مدرعة أثناء محاولة القوات الأوكرانية عبور حقل ألغام روسي جنوب البلاد.
من جهته، تكبد اللواء الثالث والثلاثون خسارة فادحة، حيث فقد 30% من الدبابات الألمانية التي حصل عليها.
وخلال يونيو فقط دمرت 24 دبابة، من بينها 10 دبابات ليوبارد، إضافة إلى كاسحات ألغام.
ودفعت هذه التطورات كييف سريعاً لإعادة النظر في تكتيكات الهجوم المضاد، الأمر الذي ساهم، وفق نيويورك تايمز، في خفض معدل الخسائر الهائل إلى نحو 10% في الأسابيع اللاحقة.
لكنّ هذه الأخبار تقول الصحيفة تخفي بعض الحقائق المروعة.
إذ عزت تراجع الخسائر لأن الهجوم المضاد نفسه قد تباطأ وحتى توقف في بعض الأماكن تحت النيران الروسية.
ورغم ذلك تمكن الجيش الأوكراني من قطع مسافة 8 كيلومترات فقط من أصل 96 كيلومتراً يأملون في تغطيتها للوصول إلى بحر أزوف جنوباً.
ومع ذلك، يحذر خبراء من أنه من السابق لأوانه إطلاق حكم نهائي بشأن الهجوم المضاد أو الحكم عليه بالفشل.
يشار إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد انطلق في الرابع من يونيو الماضي، على عدة محاور جنوبي دونيتسك وزابوريجيا وباخموت، حيث كان التركيز الأكبر للهجوم على محور زابوريجيا.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال خلال اجتماعه مع المراسلين الحربيين الروس في 13 يونيو، إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال الهجوم المضاد، ولم تنجح في أي محور.