خيّر وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الفلسطينيين بين العيش ضمن دولة يهودية بحقوق منقوصة أو الهجرة أو القتل لمن أصر على المقاومة المسلحة، وذلك في إطار في خطة زعم أنها ستنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في وقت أصيب 3 مستوطنين إسرائيليين، أمس الأحد، في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني جرى اعتقاله لاحقاً، واستهدفت سيارة في منطقة تقوع جنوبي بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، في حين اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة القوات الإسرائيلية، بينما شنّت هذه القوات حملة مداهمات واعتقالات في الضفة تخللها مواجهات في بعض المناطق.
واعتبر سموتريتش، في دراسة نشرها بمجلة «هاشيولوش» تحت عنوان «خطة إسرائيل الحاسمة»، أن حل الدولتين وصل إلى طريق مسدود وحان الوقت «لكسر النموذج» وإيجاد الطريقة المناسبة للخروج من هذه الحلقة التي لا تنتهي. وقال سموتريتش إن تحقيق هذا الهدف يتطلب «الأفعال في المقام الأول»، على نحو تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على مناطق الضفة الغربية، وإنهاء النزاع بالاستيطان على شكل إنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق المنطقة وجلب مئات الآلاف من المستوطنين الإضافيين للعيش فيها. واعتبر أن هذا «سيوضح للجميع أن الواقع في الضفة الغربية لا رجوع فيه، وأن إسرائيل موجودة لتبقى، وأن الحلم العربي بدولة في الضفة لم يعد قابلاً للحياة». أما عن الفلسطينيين فيرى سموتريتش أن أمامهم بديلين أساسيين: الذين يقبلون بالتخلي عن تطلعاتهم القومية يمكنهم البقاء والعيش كأفراد في «الدولة اليهودية» والتمتع بكل الفوائد التي جلبتها «الدولة اليهودية» إلى الأرض المحتلة. والذين يختارون عدم التخلي عن طموحاتهم الوطنية سيحصلون على مساعدات للهجرة إلى إحدى الدول العديدة التي يدرك فيها العرب طموحاتهم الوطنية، أو إلى أي وجهة أخرى في العالم. وتابع: «لن يتبنى الجميع أحد هذين الخيارين. سيكون هناك من سيواصل اختيار خيار آخر» في إشارة إلى مقاومة الاحتلال، مشدداً على أنه سيتم التعامل معهم من قبل قوات الأمن بيد قوية وفي ظل ظروف أكثر سهولة للقيام بذلك. وزعم سموتريتش أن هذه الخطة هي «الأكثر عدالة وأخلاقية بكل المقاييس – التاريخية والصهيونية واليهودية»، وهي الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى الهدوء والسلام والتعايش الحقيقي.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه «اعتقل مطلق النار عند مفترق تقوع جنوب بيت لحم»، والتي أدت إلى إصابة 3 مستوطنين أحدهم بحالة حرجة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أوّلي إن «قوات الجيش وحرس الحدود اعتقلت بتوجيه استخباري لجهاز الشاباك المشتبه في تنفيذ عملية إطلاق النار قرب بيت لحم في وقت سابق أمس». وكان الجيش الإسرائيلي أغلق عدداً من مداخل بيت لحم وبلداتها عقب العملية التي فرّ منفذها فور وقوعها. وأصيب رجل وفتاتان بإطلاق النار، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إصابة الرجل خطيرة. كما اقتحمت قوات كبيرة من الجيش مدينة بيت لحم، وسط اندلاع مواجهات عنيفة. وأوضحت مصادر فلسطينية أن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت المنطقة المحيطة بمسجد الرباط في بيت لحم، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان. وأفادت مصادر طبية بإصابة خمسة فلسطينيين بجروح وتم نقلهم إلى المستشفيات.
في غضون ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة القوات الإسرائيلية. ونفذ 110مستوطنين اقتحاماتهم للأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر السلطات الإسرائيلية على مفاتيحه. وقام المستوطنون بأداء صلواتهم خلال اقتحام الأقصى.
ومن جانبها، شنت القوات الإسرائيلية، حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان. (وكالات)