سخر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تصرفات الكثير من السياسيين الأوروبيين المتعلقين كلياً، بتوجيهات الولايات المتحدة والمستعدين لتنفيذ كل أوامرها، وقال إن بلاده ستدرس العينات المغتنمة من المعدات العسكرية الغربية الحديثة المقدمة إلى أوكرانيا، ورأى ان الهجوم الأوكراني المضاد «فشل»، وأكد أن موسكو لديها مخزون كاف من الذخائر العنقودية ونحتفظ بحق الرد بالمثل في حال استخدام أوكرانيا لها.
سخرية
قال بوتين في مقابلة تلفزيونية: «يبدو لي أحياناً، أن السياسيين الأوروبيين سيفعلون أي شيء يقال لهم من الطرف الثاني من المحيط (الأطلسي)»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وشدد على أنه وصف الوضع بالضبط كما يبدو بالنسبة إليه. وأضاف: «لو قالوا(الأمريكيون) غداً للسياسيين الأوروبيين: لقد قررنا شنقكم جميعاً، فسيقومون بخفض عيونهم إلى الأسفل وسيحاولون التعبير عن جرأتهم بطرح سؤال واحد فقط: هل سيتم شنقنا بحبال من الإنتاج الوطني؟». وتابع الرئيس قوله: «ولكن حتى في هذه الحالة سيكون الفشل مصيرهم وسيصابون كما أعتقد بخيبة أمل. لأن الأمريكيين على الأغلب سيصرون على استخدام حبال من إنتاج صناعاتهم».
دراسة العينات المغتنمة
وأكد بوتين أن المعدات العسكرية الغربية المغتنمة في معارك العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تخضع للدراسة من قبل المتخصصين الروس. وقال: «هناك تعبير «الهندسة العكسية». حسناً، هذه تكنولوجيا حديثة وهي مهمة على أي حال.. إذا كانت هناك فرصة للنظر في ما بداخلها ومعرفة ما إذا كان هناك شيء يمكن تطبيقه لدينا، فلم لا؟».
في الوقت نفسه، لفت بوتين إلى وجود التقنيات الحديثة في روسيا، وقال: «لدينا من المعدات الحديثة، وهي في غاية الفعالية.. دبابة تي-90 (اختراق)» مثلاً.. هي أفضل دبابة في العالم، من دون أي مبالغة»، واستدرك قائلاً: «لكن العدو أيضا ينتج معدات حديثة».
الفشل حليفهم
وقدم بوتين تقييماً إيجابياً لسير العملية الخاصة، وقال: «قواتنا تتصرف ببطولة، وتتحول إلى الهجوم بشكل غير متوقع للعدو في بعض المناطق، حيث تستولي على مواقع أكثر ملاءمة، وهضبات، وما إلى ذلك». وأكد بوتين أن كل محاولات العدو لاختراق الدفاعات الروسية، بما في ذلك استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية، باءت بالفشل، وقال: «الخصم لا يحالفه النجاح».
ويوم الجمعة الماضي، أقرّ رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، اندري يرماك، بأن الهجوم المضاد لكييف «لا يحرز تقدماً سريعاً»، مؤكداً أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغطاً على كييف في هذا الصدد.
حق الرد
قال الرئيس الروسي إن قرار واشنطن إمداد كييف بالذخائر العنقودية اضطراري يعكس نقصاً في الذخائر العادية، وأكد أن روسيا تحتفظ بالحق في الرد بالمثل إذا استخدمت ضدها. وأوضح بوتين: «في ما يتعلق بالذخائر العنقودية، لقد أعطت الإدارة الأمريكية نفسها تقييما لهذه الذخائر على لسان موظفين فيها مؤخراً، عندما وصفت استخدام الذخائر العنقودية بأنه جريمة. أعتقد أن هذا هو الموقف الذي يجب اعتماده من الموضوع». وأضاف بوتين أن قيام الولايات المتحدة بتسليم هذه الذخائر لأوكرانيا ليس دليلاً على أن «حالهم مريح»، وإنما يأتي بسبب نقص الذخيرة لديهم بشكل عام.
وذكّر الرئيس الروسي بأن «الجيش الأوكراني يستهلك ما يصل إلى 5-6 آلاف قذيفة من عيار 155 ملم يومياً، بينما تنتج الولايات المتحدة 15 ألف قذيفة في الشهر»، وأضاف: «ليس لديهم ما يكفي، وأوروبا ليس لديها ما يكفي. لكنهم لم يجدوا خياراً أفضل من التوجه لاستخدام الذخائر العنقودية». وشدد بوتين على أن روسيا حتى الآن لم تستخدم الذخائر العنقودية، ولم تكن لديها حاجة إلى ذلك، وأضاف: «لكن بالطبع، إذا تم استخدامها ضدنا فإننا نحتفظ بحق الرد بالمثل»، مؤكداً أن روسيا تمتلك ما يكفي من مخزون الذخائر العنقودية على اختلاف أنواعها.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يوم الثلاثاء الماضي «في حال زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بقنابل عنقودية، فإن القوات المسلحة الروسية ستضطر إلى استخدام وسائل تدمير مماثلة».
ويمكن لهذه الأسلحة المثيرة للجدل أن تنشر ما يصل إلى مئات العبوات الناسفة الصغيرة التي قد تظل في الأرض من دون أن تنفجر، ما يشكل خطراً على المدنيين بعد انتهاء النزاع.
ويوم الخميس الماضي، أعلنت «البنتاغون» أن أوكرانيا تسلمت ذخائر عنقودية، ليس من الولايات المتحدة فقط، بل ومن دول أخرى أيضاً.(وكالات)