كييف – أ ف ب
شنّت روسيا الخميس، ضربات جديدة على مدن ساحلية في جنوب أوكرانيا بينها أوديسا، المدينة المرفئية على البحر الأسود، والتي استهدفت لليلة الثالثة على التوالي منذ انتهاء العمل باتفاق حيوي لإمدادات الأغذية في العالم، بينما قُتلت فتاة في قصف أوكراني على القرم.
وتعرّضت مدينة أخرى في الجنوب الأوكراني هي ميكولايف أيضاً لضربات روسية أوقعت 18 جريحاً، بحسب ما قال حاكم المنطقة فيتالي كيم.
وكتب حاكم ميكولاييف على تلغرام أنّ «الروس ضربوا وسط المدينة، النيران مشتعلة في مرأب ومبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق».
وأضاف أنّ «18 شخصاً في المجموع جُرحوا، أدخل تسعة منهم، بينهم خمسة أطفال، المستشفى وانتشل شخص من تحت الأنقاض».
من جهته، كتب رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش على تلغرام: «هناك حفرة كبيرة في الأرض بالقرب من مبنى سكني من ثلاثة طوابق»، مؤكّداً أنّ الحريق خطير جداً.
وأضاف أنّ «خمسة مبان سكنية على الأقلّ أصيبت بأضرار»، كما لحقت أضرار ب بنحو 15 مرأباً في مكان آخر.
وفي مدينة أوديسا الأوكرانية الكبيرة الواقعة على البحر الأسود والتي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب ميكولاييف، أدى هجوم روسي آخر إلى إصابة شخصين بجروح نقلا إلى المستشفى، بحسب الحاكم المحلي.
واستهدف هجوم روسي آخر نُفّذ ليل الثلاثاء-الأربعاء منشآت القمح والبنى التحتية المرفئية في أوديسا وتشورنومورسك، وتضررت أهراءات القمح وأرصفة ميناء أوديسا.
وأصيب 12 شخصاً على الأقل في هذا الهجوم الذي نفّذ بصواريخ كروز ومسيرات متفجرة، بحسب حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر.
وفي شمال شرق شبه جزيرة القرم: «تضررت أربع مبان إدارية»، كما أعلن حاكم القرم سيرغي أكسيونوف على تلغرام، وأضاف «قتلت فتاة» في هذا الهجوم.
وفي شرق القرم، اندلع الأربعاء حريق في ميدان عسكري رافقه دوي انفجارات قد تكون ناجمة عن احتراق مخازن ذخيرة، بحسب وسائل إعلام روسية إلكترونية، ما استلزم إجلاء أكثر من ألفي شخص من أربع مدن قريبة.
وتقصف كييف بانتظام حاميات أو مخازن عتاد روسي خلف خطوط الجبهة وصولاً حتى شبه جزيرة القرم.
- – تهديدات روسية في البحر الأسود
أكد الجيش الروسي أنه لم يقصف سوى مواقع صناعية عسكرية وبنى تحتية للوقود ومخازن ذخيرة تابعة للجيش الأوكراني.
وأعلنت موسكو الأربعاء، أنّها ستعتبر أي سفينة متوجهة إلى موانئ الحبوب في أوكرانيا على البحر الأسود هدفاً عسكرياً.
من جانبها، دعت كييف إلى تأمين حراسة دولية لسفن الشحن هذه بعد انتهاء صلاحية اتفاقية حاسمة للأغذية العالمية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «كل السفن المبحرة في مياه البحر الأسود في اتجاه الموانئ الأوكرانية ستُعتبر سفناً تنقل شحنات عسكرية محتملة»، مضيفة أنّ «الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها ستُعتبر أطرافاً في النزاع».
وأفادت واشنطن «الجيش الروسي يوسّع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية، لتشمل هجمات ضدّ سفن الشحن المدنية، ومن ثمّ اتّهام أوكرانيا بشنّ هذه الهجمات».
وكان الكرملين حذّر الثلاثاء، من مخاطر جديدة في البحر الأسود بعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب الموقع في يوليو/تموز 2022 تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا والذي رفضت موسكو تمديده منددة بعراقيل أمام تجارة منتجاتها الغذائية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، استعداد موسكو للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في حال تمّت استجابة كامل مطالبها، وإلا فإنّ تمديد هذا الاتفاق لن يعود له معنى.
ونتيجة لعرقلة روسيا منذ الاثنين لـ«الممر» الآمن في البحر الأسود والذي تم التفاوض بشأنه لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر سفن الشحن، أغلق سعر القمح الأربعاء عند 253,75 يورو للطن في الأسواق الأوروبية في ارتفاع بنسبة أكثر من 8%.
وخلال عام، أتاح الاتفاق إخراج نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية العالمية، وإبعاد مخاطر حصول نقص.
- – دوريات تطالب بها كييف
أما كييف التي تتهم موسكو بقصف محطات الحبوب فتطالب بتسيير «دوريات عسكرية» بحرية، بتفويض من الأمم المتحدة وبمشاركة تركيا خصوصاً، كما قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في حوار مع وكالة فرانس برس.
إلى ذلك استبعد مستشار الرئاسة أي مفاوضات مع روسيا هدفها بحسب قوله «تدمير» أوكرانيا واستعادة «السيطرة تماماً» على دول الاتحاد السوفييتي السابق.
وقال بودولياك «بالنسبة إلينا، ليس هناك تسوية ممكنة لأن روسيا تكرهنا، لقد جاءت لتدمير مفهوم الدولة الأوكرانية في ذاته».
وعلى خط الجبهة، تتركز المعارك في شرق أوكرانيا، حيث يتواجه الجيشان. وقرب كوبيانسك بشمال شرق البلاد، أكدت روسيا أنّها تقدمت مسافة كيلومتر.
وبحسب مستشار الرئاسة الأوكرانية فإن كييف تحتاج من «200 إلى 300 مركبة مدرعة إضافية، وخصوصاً دبابات»، و«ما بين 60 إلى 80 طائرة من طراز إف-16» ومن «خمس إلى عشر منظومات إضافية للدفاع الجوي» من طراز «باتريوت» الأمريكي أو ما يعادلها من طراز سامب/تي SAMP/T الفرنسي.
وأعلن البنتاغون الأربعاء عن خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار، تشمل منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيّرة ومعدّات أخرى.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان إنّ هذه الرزمة من المساعدات تندرج ضمن الجهود الأمريكية لاستجابة «المتطلّبات الملحّة لأوكرانيا عبر (…) بناء القدرات الدائمة للقوات المسلحة الأوكرانية».