شنّت القوات الروسية ضربة جوية انتقامية ثالثة على قوات كييف في ميكولايف وأوديسا، بينما توقعت أوكرانيا هجوماً مضاداً «طويلاً وصعباً» وشدد على حاجتها إلى 300 آلية مدرعة و80 مقاتلة إف-16 لتسريع هذا الهجوم الذي بدأ في الأسبوع الأول من يونيو/ حزيران الماضي.
ثالث هجوم ليلي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس الخميس، تدمير مواقع لتصنيع وتخزين الزوارق المسيرة في أوديسا جنوب غرب أوكرانيا، ومواقع للبنى التحتية ومستودعات ضخمة للوقود بمدينة ميكولايف جنوبها بضربة صاروخية ثالثة. وقالت السلطات الأوكرانية إن شخصين قتلا في الهجوم الروسي.
وبثت السلطات المحلية صوراً تظهر مباني مشتعلة وواجهات مدمرة.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن موسكو أطلقت إجمالي 38 صاروخاً ومسيّرة على هاتين البلدتين.
وكتب أوليغ كيبر على تلغرام «لسوء الحظ، لم يكن من الممكن اعتراض كل الصواريخ وخاصة صواريخ+ خا -22+ و+اونيكس+ الفرط صوتية التي يصعب تدميرها».
وقال الحاكم كيبر الخميس إن مبنى تابعاً للقنصلية الصينية في المنطقة لحقت به أضرار جراء هجوم روسي بصاروخ وطائرة مسيّرة. وبدا أن الضرر الناجم عن الهجوم طفيف. ونشر كيبر صورة للمبنى على الإنترنت تظهر تحطم نوافذه. وقال الحاكم المحلي سيرغي أكسيونوف على تلغرام إنه في الشمال الغربي من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو «تضررت أربعة مبانٍ إدارية» من هجمات المسيّرات الأوكرانية. وأضاف أن «فتاة قتلت» في هذا الهجوم.
وكتب حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم على تلغرام أن «الروس ضربوا وسط المدينة. النيران مشتعلة في مرأب ومبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق». وأضاف أن «18 شخصاً في المجموع جرحوا أدخل تسعة منهم، بينهم خمسة أطفال، المستشفى وانتشل شخص من تحت الأنقاض».
الجبهات الأخرى
وأحبطت القوات الروسية هجمات أوكرانية على محاور دونيتسك وكراسني ليمان وجنوب دونيتسك. ففي محور دونيتسك تم صد 16 هجوماً والقضاء على أكثر من 210 جنود. وعلى محور كوبيانسك تم إحباط أنشطة مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية، حيث بلغت خسائر الجيش الأوكراني 110 جنود. وعلى محور كراسني ليمان تم صد أنشطة مجموعة تخريب واستطلاع في لوغانسك والقضاء على 60 جندياً أوكرانياً. وعلى محور زابوريجيا تم القضاء على 170 جندياً أوكرانياً. وعلى محور خيرسون القضاء على 45 جندياً أوكرانيّاً.
«طويل وصعب»
توقعت أوكرانيا أن يكون الهجوم المضاد الذي تشنّه لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا «طويلاً وصعباً»، مؤكدةً أنها تحتاج إلى دبابات غربية جديدة وإلى طائرات إف-16.
ولم يحقق الهجوم الأوكراني المضاد الذي انطلق قبل شهر، حتى الآن سوى نجاح محدود، بسبب الدفاعات الروسية القوية المتمثلة في خنادق وحقول ألغام. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في حوار مع وكالة فرانس برس «من دون أدنى شك، هذه العملية ستكون بالغة الصعوبة وطويلة وستستغرق وقتاً طويلاً». وأضاف «بنت روسيا نظاماً دفاعياً ضخماً، وليس من السهل كسره».
ومع ذلك، أكد أنّ القوات الأوكرانية تزيد تدريجياً ضغوطها على خصمها من خلال تدمير قواعده العسكرية وسلاسله اللوجستية. ورأى أن هذه الاستراتيجية قد تنجح بجعل خطوط الدفاع الروسية «تنهار» في غضون عدة أشهر. وأشار بودولاك إلى أنّ «كل الألوية المدربة (للهجوم المضاد) لم تُرسل بعد» إلى القتال، مقللاً من أهمية التقدم على الجبهة الشمالية الشرقية الذي أعلنت عنه موسكو في الأيام الأخيرة. ورأى أنّ العقبة الرئيسية أمام تقدّم القوات الأوكرانية حالياً هي «عمق حقول الألغام» التي أقامها الجيش الروسي خلال أشهر، والتي تراوح من «أربعة إلى ستة عشر كيلومتراً».
300 مدرعة و80 مقاتلة اف 16
وأفاد بودولياك بأنّ أوكرانيا تحتاج من «200 إلى 300 مركبة مدرعة إضافية، وخصوصاً دبابات»، و«ما بين 60 إلى 80 طائرة من طراز إف-16» ومن «خمس إلى عشر منظومات إضافية للدفاع الجوي» من طراز «باتريوت» الأمريكي أو ما يعادلها من طراز سامب/ تي الفرنسي. وتابع بودولياك «نحتاج إلى قذائف»، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم «4500-6000 قذيفة من العيار الثقيل يومياً». وأضاف «يجب أن نكون قادرين على استخدام 150 إلى 200 صاروخ بعيد المدى كل شهر»، أو حتى «300 أو 400». وأكد أنّ أوكرانيا تحتاج خصوصاً إلى مزيد من صواريخ «ستورم شادو» التي سبق أن أرسلت لندن شحنات منها، وصواريخ من طراز «سكالب» تعهدت فرنسا بإرسالها، بالإضافة إلى صواريخ «أتاكمس» التي تطالب بها كييف واشنطن منذ شهور.
وأكد أنّ الغربيين «يدركون بشكل كامل» التأخير الحاصل في سياق توريد الأسلحة، ويسعون إلى «تقليص الوقت اللازم لإنتاجها وتسليمها»، لكنه انتقد بعض الحلفاء لاتخاذهم «قرارات أكثر بطئاً» مما كانت عليه خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي في العام 2022.وقال «يبدو أن بعض الشركاء فقدوا ذلك الشعور بالخوف الذي كان قائماً في بداية الحرب».(وكالات)