#أخبار الموضة
غانيا عزام
اليوم
إلقاءُ نظرةٍ على السيرة الذاتية الحافلة، للإماراتية زينب سالم، يكفي لفهم السياق التصاعدي لنجاحها في ريادة الأعمال. فأثناء الدراسة دفعها شغفها بالأزياء إلى إطلاق علامة أزياء مع اثنتين من صديقاتها. وقد صقلت خبراتها بعملها في وزارة الموارد البشرية والتوطين، وبنك المشرق، كما أنها اختيرت ضمن 50 شاباً وشابةً من الإمارات في الدفعة الأولى من برنامج «البرلمانيون الشباب»، ومثلت الإمارات في عضوية نموذج الأمم المتحدة الدولي للشباب العربي. تحمل زينب درجة البكالوريوس في الشؤون الدولية والعلوم السياسية، وماجستير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية. كما أنها متعددة الاهتمامات والإنجازات، فلائحة نجاحاتها تطول، وآخرها تأسيسها علامة «أرتال» التجارية، التي تحتضن مجموعة مؤلفة من 8 ماركات ملابس محلية، تحظى بشهرة واسعة النطاق، وتصاميم عصرية تناسب مختلف الأذواق.. التقيناها؛ فكان هذا الحوار:
• في ضوء مسيرتك العملية المرموقة.. ما أولوياتك كسيدة إماراتية؟
– هناك لحظات، ومحطات، تشكل نقطة تحول في حياة الإنسان. من ناحيتي، تأثرت بكلمة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، حيث قال سموه: «نحن في الإمارات نعطي مثالاً عظيماً وكبيراً، للنور الذي ينير أرضاً مظلمة». كان ذلك عام 2017، حينما كنت طالبة في جامعة زايد، وحضرت هذه الجلسة مع مجموعة من زميلات الدراسة. هذه الكلمة وقفت عندها مطولاً، وشعرت بفخرٍ كبير؛ كون دولتي قدوة ورائدة ومثالية، ليس فقط على صعيد الوطن العربي، بل على مستوى العالم، إذ يسير على نهجها ويتأثر بها العديد من الدول على الصعد كافة، مثل «تمكين الشباب». من أولوياتي، كسيدة إماراتية، أن أستثمر هذه الإمكانيات، التي منحتني إياها الدولة؛ لنكون على قدر الثقة التي منحنا إياها القادة، وأن أكون ضمن جيل المستقبل، الذي يحمل راية التقدم والتطور؛ لنرفع اسم دولتنا عالياً؛ رداً للجميل الذي قدمته الدولة إلى أبنائها.
بداية الشغف
• كيف بدأ شغفك واهتمامك بعالم التصميم والموضة؟
– بدأ شغفي بقطاع الموضة والأزياء منذ الصغر، حيث تأثرت بجدتي، التي كانت تحيك ملابس الأطفال؛ لتجهزها لأطفال العائلة قبل ولادتهم. بعدها، تحول الشغف إلى حلم ترجم على أرض الواقع، حيث بدأت بتصميم عبايتي الخاصة، وفساتين الأعراس، مستعينةً بالتصاميم التي أراها في المجلات المتخصصة في الأزياء؛ لأستوحي منها أفكاراً خاصة بالقماش والألوان والتصميم. ولا أخفي أنني تأثرت بالعديد من المصممات الإماراتيات، منذ انطلاقهن في مجال الأزياء، حينما دمجن تصاميم معاصرة مع أخرى تقليدية، تعكس ثقافة وموروث الدولة، واستعنّ بالأقمشة التي كانت تستورد من الهند، وغيرها. اليوم، جعلت حلمي واقعاً بإطلاق «أرتال»، فأنا المدير المؤسس لهذه العلامة التجارية، التي تعزز قطاع صناعة الأزياء الإماراتية، وتشجع المواهب الشابة على التميز في هذا المجال.
• أثناء الدراسة، أسستِ علامة «ZHM» للأزياء مع صديقتين.. ماذا عن هذه العلامة؟
– جاء تأسيس علامة «ZHM» في مرحلة المراهقة. فرغم تأثري بالجنسيات والثقافات المختلفة في دولة الإمارات، وانفتاحنا على تعلم المزيد عنها، فإنني كنت أفخر، دائماً، بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا. من هنا، جاء تأسيس «ZHM»، وتحمل الحروف الأولى لأسمائنا: (زينب، وحصة، ومريم). ولظروفٍ معينة، توقفت هذه العلامة، ولم تكمل مسيرتها.
• ما الذي قادك إلى تأسيس «أرتال»، وما هويتها؟
– فكرة إنشاء «أرتال» بُنيت على أسس متينة، جمعت بين الحلم والطموح والشغف، حيث نسعى – من خلال مظلة «أرتال» – إلى بيئة تنافسية بين المصممات الإماراتيات، ممن يتمتعن بالشغف بهذا القطاع، الذي يمثل – بدَوْره – أحد القطاعات التي تسعى الدولة إلى تطويرها، في إطار تنويع الاقتصاد، ومصادر الدخل، فعالم الأزياء كبير وغني، يُصَبُّ فيه العديد من الأفكار والابتكارات.
أسس الاختيار
• على أي أساس يتم اختيار بيوت الأزياء الإماراتية؛ التي تنضم إلى «أرتال»؟
– نسعى، دائماً، في اختياراتنا إلى التركيز على إبراز المواهب الإماراتية المتميزة في قطاع تصميم الأزياء، تلك المواهب التي تعتمد على الابتكار والفرادة، وتخرج عن المألوف، مع الحفاظ على التنوع؛ من خلال دمج صيحات الموضة العالمية بتراث الدولة، وتقاليدها.
• إذا مثلتِ الإمارات في مؤتمرٍ عالمي؛ فما الموضوعات التي سترغبين في مناقشتها؟
– سأتحدث عن ثلاثة مواضيع، متصلة بخلفيتي العلمية والثقافية، ومرتبطة بالعلاقات الدولية والعلوم السياسية، حيث أسعى إلى وضع بصمتي في هذا المجال؛ لأرد ولو قدراً بسيطاً من الجميل إلى دولتي الحبيبة. أول هذه المواضيع هو تبادل المعرفة بين دولتي ودول العالم. والثاني المساهمة في الأعمال الخيرية التي تعود بالنفع على الشعوب. أما الموضوع الثالث، فسيكون ذا صلة بقطاع الموضة والأزياء.
• تستمتعين بالتطوع في الفعاليات ومع المنظمات المختلفة؛ فكيف تقضين أوقات فراغك المتبقية؟
– أمارس العديد من الأنشطة في أوقات فراغي، مثل القراءة؛ لأتسلح بالعلم والمعرفة في ما يختص بمجالي الوظيفي، كما أمارس ركوب الخيل، فهو أحد الأنشطة التي أمارسها منذ صغري، بالإضافة إلى الفنون الأخرى – مثل: نحت وتشكيل قطع الفخار، والرسم باستخدام الألوان – التي تساعدني على تصفية ذهني، والخروج بأفكار إيجابية.
• ما أهدافك المستقبلية؟
– أتمنى أن أحمل علامة «أرتال» التجارية إلى المحافل الإقليمية والعالمية؛ لأمثل دولتي في قطاع الموضة والأزياء، مع التركيز على إبراز المصممات الإماراتيات تحت مظلتها.
• هل من نصائح معينة، تشاركين بها جيل الشباب؟
– هناك طريقتان لتحقيق النجاح والتميز: الأولى: الإيمان بالله. الثانية: التحلي بالعزيمة والإرادة القوية؛ لتحقيق النجاح والتقدم؛ فالتحديات التي قد تواجهها دروس تصقل شخصيتك، وتمنحك فرصاً أخرى للنجاح، فإذا فشلت في شيء؛ فتذكر أن قصص النجاح تكتمل ببعض المواقف والتحديات.