حوار: محمد الأصمعي
يستحق المهندس عدلي القيعي لقب رجل المهام الصعبة في الأهلي المصري، فقد عمل في معظم المناصب، وهو الأنجح والأكثر استمرارية على الإطلاق داخل جدران نادي القرن في إفريقيا؛ حيث تقلد القيعي العديد من المناصب الإدارية داخل الأهلي على مدار نحو 60 عاماً، إلى أن تولى منصب رئيس شركة كرة القدم بالنادي في سبتمبر العام الماضي، خلفاً لرجل الأعمال ياسين منصور، وتمثل هذه الشركة حلقة الوصل بين فريق الكرة ومجلس إدارة النادي بشأن إدارة كافة الأمور على المستويات الفنية والمالية والتسويقية.
«الخليج الرياضي» أجرت حواراً مع رئيس شركة الكرة في الأهلي المصري، م. عدلي القيعي، عقب موسم اعتلى فيه فريق الأهلي منصات التتويج، بالفوز في جميع البطولات التي خاضها الفريق، وهي 5 بطولات؛ دوري أبطال إفريقيا؛ والدوري المصري؛ وكأس مصر؛ إضافة إلى كأس السوبر المصري «نسختين».
* نبدأ من القضية الأكثر إثارة جماهيريا وهي تعاقد الأهلي مع إمام عاشور لاعب الزمالك السابق، حيث يرى البعض أن الصفقة غريبة، لكون اللاعب سبق وتجاوز في حق رموز الأهلي، فما رأي عدلي القيعي؟
المبادئ والأشخاص
– مبادئ الأهلي لا ترتبط بشخص، وإنما هي معايير نطبقها على أنفسنا، ولا نفرضها على أحد، وكل شخص هو ابن ثقافة المكان، إمام عاشور اعتذر، ولم يكن في وقت اعتذاره لا هو ولا نحن نعلم أنه سيلعب للنادي الأهلي لاحقاً، من يتحدث عن مبادئ الأهلي أقول له: وما شانك أنت، فلتفكر في ناديك وتنشغل به أفضل، وافعل ما تريده بثقافتك أنت، الأهلي هو من وضع خلال أحد الانتخابات شعار «الأهلي فوق الجميع»؛ أي فوق جميع أبنائه، والهدف إعلاء مصلحة الكيان لا الأشخاص؛ لذا فالارتباط بمنهج الأهلي، لا يُلزم سوى أبنائه ومن ينتمون إليه ويعملون فيه.
* هل جاء التعاقد مع إمام عاشور نكاية في الزمالك ولتوجيه ضربة لمسؤوليه؟
– الأهلي نادٍ مؤسسي، والصفقات ليست مجالاً للتفاخر؛ بل هي احتياجات فنية تلزم الفريق، ويحددها الجهاز الفني، والتعاقدات كان هدفها وسيظل هو تلبية احتياجات الفريق، وليست مجالاً للمكايدة و«التحفيل» والتفاخر، وهو ما أطالب به جماهير الأهلي دائماً، «أحبوا الأهلي كما وجدتموه، بثقافته ومعاييره، التعاقدات ليست انتصارات، وإنما أعطوا الفرصة للاعب لكي يدخل دولاب العمل، وعندما ينخرط داخل الفريق ويحقق الانتصارات وقتها نهنئه ونشيد به».
الأهلي لديه بطولات مهمة مثل السوبر الإفريقي، ودوري السوبر الإفريقي، ودوري أبطال إفريقيا، وكأس العالم للأندية، إلى جانب كل البطولات المحلية، وما يفعله هو تحديد احتياجات الفريق، ومن ثم إبرام التعاقدات الجديدة وفق ما يحتاج إليه الفريق للفوز بالبطولات، ولا شك أن ذلك يتم من خلال تدعيم المراكز التي يحتاج إليها المدير الفني، وبالتالي لا يمكن أن نعقد صفقاتنا للمكايدة، فهذه ليست طريقة أية إدارة ناجحة.
* لكن الجمهور يرى أيضاً أن الصفقات تمثل واحدة من طرق ضرب المنافسين والتباهي بها؟
– إدارة النادي جزء من الجماهير، وهدفها دائماً إسعاد الفريق، لكن لا يجب التعجل في الصفقات، كما لا يجب ضغط الإدارة، للعمل من أجل المكايدة؛ بل من أجل مصلحة الفريق، الجمهور تعود على الفرحة فبات يحاسبك على الإخفاق في أي بطولة، ولا يحاسب على مدى ما حقق الفريق من نجاحات في مختلف البطولات، ولكن نقول لجمهورنا، إن هناك من يبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاد الجماهير، لأننا كمسؤولين نعد جزءاً من الجماهير، ونحمل في رقبتنا اسم الأهلي، نحن نثق في جماهير الأهلي في كل أنحاء الوطن العربي، ولكن فقط ما نطلبه، عدم الضغط المستمر.
* بماذا يرد عدلي القيعي على الاتهامات الموجهة للأهلي باستخدام السحر للفوز بالبطولات من جانب عدد من قيادات الأندية المنافسة؟
– رد القيعي ساخراً: سنستخدم السحر في مرات مقبلة؛ بل سنجمع السحرة من كل أرجاء الوطن العربي والعالم من أجل أن يفوز الأهلي بالبطولات، وإذا كان رجب بحة قد انكشف أمره، فباقي السحرة ما زالوا موجودين.
واستدرك قائلاً: السحر هو الأهلي، السحر هو العمل المؤسسي الناجح، والالتزام بالمبادئ، من يتحدث عن أن الأهلي يفوز بالسحر، إنما هي وسيلتهم للهروب من الفشل، فبعد الحظ والتحكيم لجأوا إلى «عفركوش»، ولا نعرف ما الذي سنسمعه في الأيام المقبلة.
* ننتقل إلى شركة الكرة في الأهلي، فهل بدأت تؤتي ثمارها؟
– علينا أن نفرّق بين العمل الصائب المبني على شكل علمي، والعمل غير المدروس، الأهلي دائماً يعمل بشكل مؤسسي، وهذا سر نجاحه، وقد يستغرق النجاح وقتاً أطول، لكن النتائج تكون جيدة عندما نعمل بشكل صحيح، ومن المهم أن تعرف موارد النادي، وكيفية تسويقها، وكذلك تنمية الصورة الذهنية حول النادي، وعلاقات النادي الإقليمية والدولية.
* هل من الممكن أن تحدثنا عن عودتك إلى العمل في الأهلي بعد إعلان الاعتزال عن العمل؟
– اتخذت بالفعل قرار اعتزالي عن العمل، لكن فوجئت بعد ذلك باتصال من رئيس النادي محمود الخطيب، وقال لي: (إنت هتقول لي اعتزلت وكده مفيش اعتزال)، وكان ردي، لو أن الأمور عادية وتوجد حلول لها، فدعوني أعتزل فعلاً، لكن لو أن الأهلي يحتاج إليّ كحل لابد منه، فلن أتأخر أبداً، وبعد شهر ونصف الشهر وجدته يتصل بي لتولي مسؤولية شركة الكرة، وبالفعل توليت تلك المسؤولية بعد رجل الأعمال ياسين منصور، وهي مسؤولية كبيرة، ولكن ما يسهّل الأمور لديّ أنني عملت في كل ما يتعلق بالنادي الأهلي، وأستطيع القول إنه لا يوجد شبر واحد داخل الأهلي إلا وعملت به.
سيد المواسم
* كيف ترى الموسم الأخير للأهلي الذي شهد نجاحات كبيرة على صعيد كرة القدم والألعاب الأخرى؟
– هذا الموسم هو سيد المواسم للنادي الأهلي، فالنادي الأهلي حصل هذا العام على27 بطولة متنوعة، وهو الأمر الذي لم يحدث لأي نادٍ في العالم، ففريق كرة القدم الأهلي حصل على العلامة الكاملة وهي 5 بطولات، كما فاز النادي في معظم الألعاب الجماعية في البطولات التي خاضها؛ وذلك في كرة السلة وكرة اليد وحتى ألعاب الماء، إضافة إلى الألعاب الفردية التي حقق فيها الأهلي نتائج متميزة وبطولات مثل عمر عصر لاعب تنس الطاولة، ومصطفى عسل لاعب الإسكواش، ودينا مشرف وهنا جودة لاعبة تنس الطاولة، ومجلس الإدارة يضع نصب عينيه استمرار مواصلة النجاحات.
العمل سيتواصل بقوة خلال المرحلة المقبلة من أجل تحقيق المزيد من البطولات، في هذا الموسم تم تفادي الأخطاء التي حدثت في المواسم السابقة، وهو ما يدل على التخطيط الجيد، وعلى الجمهور أن يعي جيداً أن ملف الصفقات الذي يتم بين شركة الكرة وإدارة النادي الأهلي، لن يعلن منه أي شيء إلا بعد حسمه رسمياً، وكل تعليماتي لمجموعة العمل بأنهم بألا يقوموا بكشف أي أمور حتى داخل منازلهم، لكن أيضاً يجب التأكيد أن العمل في كرة القدم أصبح أكبر من الصفقات، فهناك تفاصيل احترافية تقوم بها الأندية الكبرى على مستوى العالم، ونحن نعمل دائماً ونخطط لكي يظل النادي الأهلي في القمة.
«ثعلب» الصفقات
يترأس عدلي القيعي حالياً منصب رئيس شركة الكرة في النادي الأهلي، وقضى القيعي الجزء الأكبر من عمره داخل الأهلي، حيث ظل يعمل في النادي لمسيرة امتدت إلى نحو 60 عاماً، وقد عرف عنه أنه أحد أهم صناع القرار في فترة الراحل الراحل صالح سليم، رئيس النادي الأسبق، وواصل القيعي دعمه الشديد لتلاميذ «المايسترو» في رئاسة القلعة الحمراء، بعمله أيضاً مع حسن حمدي ومحمود الخطيب، وبينهما محمود طاهر.
تقلد عدلي القيعي ما يقرب من 10 مناصب إدارية وإعلامية داخل القلعة الحمراء، واشتهر القيعي بلقب «ثعلب الصفقات» أو «مهندس الصفقات» لدوره البارز في استقطاب أبرز النجوم لصفوف الأهلي.
بدأ القيعي مشواره الإداري في الأهلي قبل نحو 58 عاماً، بالعمل مديراً لقطاع تنس الطاولة من عام 1965 إلى عام 1976، وكان القيعي مؤسساً لمجلة الأهلي عام 1974، وانضم لمجلس التحرير والإدارة لأول مجلة خاصة تصدر عن نادٍ في مصر.
انضم القيعي لعضوية مجلس إدارة النادي فى الفترة بين 1975 إلى 1980، وعمل مشرفاً عاماً على النشاط الرياضى فى الفترة بين 1985 إلى 1987، ومديراً للنادي فى الفترة بين 1993 إلى 1998، والمتحدث باسم مجلس إدارة النادي في أكثر من مناسبة.