طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حلف شمال الأطلسي «فتح» ممر لتصدير الحبوب في البحر الأسود، فيما قالت روسيا إنها تتفهّم «قلق» دول إفريقيا بعد إنهاء اتفاقية الحبوب الأوكرانية، وإنها تجري محادثات حول تصدير الأغذية للدول الأكثر احتياجاً،وأعربت الأمم المتحدة عن خشيها من التصعيد بعد تدريبات عسكرية روسية في البحر الأسود.
تأمين الممر أطلسياً
قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أمس السبت، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، بشأن «فتح» ممر لتصدير الحبوب في البحر الأسود، بعد أيام قليلة من انتهاء العمل باتفاقية مع روسيا بهذا الصدد. وأوضح زيلينسكي في تغريدة «لقد حددنا… مع ستولتنبرغ الأولويات والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود واستغلاله على نحو مستدام».
تفهم روسي للقلق الإفريقي
أعربت روسيا عن تفهّمها ل«قلق» الدول الإفريقية في أعقاب إعلان موسكو انتهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، متعهدة مواصلة تصدير هذه المواد الأساسية إلى الدول التي تحتاج إليها. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في مؤتمر صحفي «نتفهّم القلق الذي يمكن لأصدقائنا الأفارقة أن يشعروا به، هو مفهوم وسيتمّ أخذه في الاعتبار».
وشدد على أن الدول المحتاجة «ستحصل على الحبوب عن طريق تواصلنا معها أو من خلال قمة روسيا-إفريقيا (المقررة أواخر يوليو/تموز في سان بطرسبرغ)»، مشيراً إلى العمل على تحديد «مسارات» لتسليم هذه المواد.
واتهم فيرشينين أوكرانيا باستخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لشن «هجمات إرهابية» على المصالح الروسية، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف جسر القرم الأسبوع الماضي. وقال فيرشينين «استُخدم (الممر الآمن)… في تنظيم هجمات إرهابية». وأشار إلى هجومين تعرض لهما جسر القرم وهجوم على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم في أكتوبر/تشرين الأول.
وبعد إعلان انتهاء الاتفاقية، أكدت موسكو أنها ستتعامل مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا بوصفها ناقلات «عسكرية محتملة»، بينما ردّت كييف بالإعلان أنها ستتعامل مع أي سفينة متجهة إلى موانئ روسية أو أوكرانية تحتلها روسيا، بصفتها «سفناً عسكرية» محتملة.
تهديد الملايين بالجوع
وكان مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث قال الجمعة إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود «يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك». وقال جريفيث أمام مجلس الأمن «ستشعر الأسر في الدول النامية بارتفاع حاد في الأسعار»، مضيفاً أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية. وتابع «سيشعر البعض بالجوع وسيتضور البعض جوعاً وقد يموت كثيرون نتيجة هذه القرارات».
تزوير حقائق
ونقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية ضمن عمليات الإغاثة في أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن. لكن ميخائيل خان، خبير الاقتصاد الكلي الذي طلبت روسيا منه التحدث أمام مجلس الأمن، قال إن الدول الأشد فقراً لم تحصل سوى على 3% من الحبوب.
خطر التصعيد
وقالت روزماري ديكارلو وكيل الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمام مجلس الأمن «يجب تجنب أي خطر لاتساع الصراع نتيجة لحادث عسكري في البحر الأسود – سواء كان مقصوداً أو عارضاً – بأي ثمن، لأن هذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة محتملة علينا جميعاً».
ويأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل. ونقلت محطات تلفزيونية تركية عن أردوغان قوله الجمعة إن هذه المحادثات قد تؤدي إلى عودة العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، داعياً الدول الغربية إلى النظر في مطالب روسيا.
وقد انخفض عدد السفن المتجهة لتحميل شحنات الحبوب من منطقة البحر الأسود بمعدل 35% هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع السابق مع تفاقم حالة عدم اليقين بشأن احتمال تضرُّر حركة النقل التجاري مع استمرار روسيا في قصف منشآت المواد الغذائية في أوكرانيا. (وكالات)