الخبر عن المريخ جدي هذه المرة بامتياز كبير، لأن مصدره علماء من NASA ومن جامعات أوروبية ومعاهد علمية أميركية، ملخصه أن مركبة Curiosity الجوّالة منذ منتصف 2012 على سطح الكوكب الأحمر، التقطت في أبريل الماضي صورا لما يبدو أنه صفوف من المسامير والألواح والأوتاد البارزة من الصخور على أديم فوهة Gale البالغ قطرها في المريخ 154 كيلومترا.
ما ظهر في الصور، اعتبرته عالمة الأحياء الفلكية، الدكتورة Nathalie Cabrol الناشطة في مركز أبحاث Ames Research Centre التابع لوكالة “ناسا” الأميركية، كما بمعهد Seti للبحث عن كائنات ذكية خارج الأرض، أغرب ما شاهدته من صخور على الإطلاق طوال 20 عاما من دراستها للكوكب الأحمر.
وخلصت ورقة بحثية جديدة، نشرتها دورية Journal of Astrobiology المختصة بعلم الأحياء الفلكية، إلى أن التكوينات، ربما هي “أشواك رملية” تشبه المعروفة بتكوينها على الأرض في رمال مليئة بالمياه أثناء زلازل قوية بلغت قوتها 7 درجات أو أكبر. إلا أن الباحثين يحذرون من أن “شظية من مركبة فضائية خارج الأرض، لا يمكن استبعادها بيقين مطلق”، مشيرين إلى أن ما يبدو في الصور كعجلات ومحور وحقل حطام قد تم تصويره في جزء آخر من الفوهة.
صخرة شرحت الورقة العلمية محتوياتها
ومما ذكره المؤلف الأول للبحث، وهو البروفسور Richard Armstrong المحاضر في علم الصحة والحياة بجامعة Aston University في مدينة برمنغهام، وقرأته “العربية.نت” بموقع صحيفة The Telegraph البريطانية اليوم، أنه لا توجد طريقة لإثبات ما هي المسامير على وجه اليقين، لكن ميزان الأدلة يشير إلى” ارتفاعات رملية ناتجة عن نشاط زلزالي في المريخ، وقال: “أظن أن العجلات الغامضة هي ظاهرة منفصلة، فغالبا ما تظهر بصور المريخ تكوينات وميزات غريبة تشبه كائنات مألوف، وأي حقل حطام على سطح الكوكب سيعاني بالتأكيد من التآكل بمرور الزمن، خاصة بسبب الرياح”، وفق تعبيره.
لا تبدو كأي شيء من الأرض
وفي الصور التي التقطتها “كيوريوسيتي” تظهر 6 صخور على الأقل مع نتوءات غريبة، بينها واحدة فيها 11 نتوءا متباعدا بشكل متساوٍ. يمكن أيضا رؤية أجسام ذات شكل إسفيني يشبه أنياب سمك القرش أسفل المسامير، إضافة لألواح، يبدو أنها تحتوي على مسامير مدمجة “وهي أشياء من غير المحتمل أن تكون من صنع بشري” بل تم التكهن بأن الأجسام الغريبة كانت عظام أسماك أحفورية أو عظام ديناصورات أو ناتجة عن رياح مريخية.
كما اقترح كثيرون أنها يمكن أن تكون بقايا لمركبة محطمة أو لمعدات مهملة، خصوصا أن 10 مركبات فضائية تحطمت على الأقل أو فقدت الاتصال بالمريخ. حتى أجزاء صغيرة من Curiosity سقطت بينما كانت تتدحرج فوق الكوكب، لذلك يقدر الخبراء أن في الكوكب الأحمر 7119 كيلوغراما من الحطام البشري المنشأ على السطح المريخي.
إلا أن الأمر مختلف في الورقة البحثية الجديدة، لأن الخبراء يقولون فيها إنه من غير المحتمل أن تكون الأجسام الغريبة مرتبطة بمركبات بشرية “لأنها لا تبدو كأي شيء من الأرض” كما لا يوجد حقل حطام واضح ولا دليل على أي حطام إضافي قد تكون الأرض منشأه.