«الخليج» – وكالات
أكمل الانقلاب العسكري الأخير في النيجر، حلقة الاضطرابات التي تضرب دول غرب القارة الإفريقية، بوتيرة متسارعة، واحدة تلو الأخرى، إذ وقعت خلال سبعة انقلابات عسكرية خلال فترة زمنية قياسية لم تتعد الأربع سنوات، قلبت السلطة في عدة بلاد رأساً على عقب وأدخلتها في دوامة من الفوضى.
واحتجز جنود من الحرس الرئاسي الرئيس النيجري محمد بازوم، الذي نجا سابقاً من محاولتي انقلاب عليه كانت الأولى قبل تسلمه الحكم بأيام، والثانية في مارس/ آذار الماضي، فيما اعطى الجيش المتمردين مهلة للإفراج عن الرئيس المحاصروالعودة إلى الثكنات وسط تنديد دولي واسع.
وانتخب الرئيس بازوم (63 عاماً) في 2021 بحصوله على 55 بالمئة من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان في أول انتقال ديمقراطي تشهده النيجر الذي تضربها الحركات المتطرفة.
ويعتبر أول رئيس للنيجر من أصول عربية، حيث ينتسب للميايسة، وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية القادمة من ليبيا، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم في الجزيرة العربية.=
وباغتت الانقلابات الحقبة الأخيرة من تاريخ الغرب الإفريقي، حيث شهدت سلسلة واسعة وسريعة من المحاولات الانقلابية، بدءاً من 2020 وحتى العام 2023 الجاري، شهدت خلالها 7 انقلابات، هزت كل من بوركينا فاسو ومالي وغينيا وتشاد، والنيجر.
– مالي
وشهدت مالي انقلابين عسكريين،في اقل من عامين، في 2020 إطاحة مجموعة من ضباط الجيش بقيادة الكولونيل أسيمي جويتا بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وفي 25 مايو 2022 أطاح الضابط الذي قاد الانقلاب بالرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء وعيّن نفسه نائباً للرئيس.
وبرر غويتا انقلابه الأخير بأن الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار عوين فشلا في أداء مهامهما، وكانا يريدان تخريب عملية التحول في البلاد.
وجاء الانقلاب الثاني، بعد تعديل وزاري أقيل فيه اثنان من القيادات العسكرية، وبعد أن استتبّت الأمور عيّن غويتا نفسه رئيساً للدولة، ورفض تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر سلفاً، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات على مالي.
– تشاد
وشهدت تشاد انقلاباً عسكرياً، بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي في 20 إبريل 2021 خلال مواجهات مع المتمردين شمالي البلاد، ولم يجرِ انتقال السلطة إلى رئيس البرلمان، حسب الدستور، بل قام نجله محمد إدريس ديبي بتولي السلطة وحل الحكومة وأوقف العمل بالدستور.
وبحسب قانون البلاد، كان يجب أن تنتقل السلطة مباشرة لرئيس البرلمان، ولكن المجلس العسكري تدخل وحل البرلمان باسم ضمان الاستقرار.
– غينيا
في سبتمبر 2021، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري، وحل مؤسسات الدولة في انقلاب أنهى دور الرئيس المخضرم في السياسة الإفريقية.
وقاد الانقلاب الضابط ممادو دومبويا الذي يتحدر من إثنية المالينكي من منطقة كانكان، تم استدعاؤه عندما كان ضابطاً في الجيش الفرنسي 2018 إلى غينيا، ليقود «تجمّع القوات الخاصة».
وأصبح دومبويا رئيساً مؤقتاً حتى إجراء انتخابات ديمقراطية في غضون 3 سنوات.وجاء الانقلاب في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة على تدهور الوضع الأمني والانتخابات التشريعية المتنازع عليها ومزاعم بالفساد.
– بوركينا فاسو
وفي بوركينا فاسو، أطاح الجيش بالرئيس روك كابوري في يناير 2022 الماضي، منحياً باللوم عليه في تقاعسه عن احتواء عنف هجمات المسلحين.وأعلن الجيش أنه أطاح بالرئيس روك كابوري وعلَّق العمل بالدستور، وحل الحكومة والبرلمان وأغلق الحدود.
وقاد الانقلاب العسمري سانداوغو داميبا، وهو ضابط مشاة كبير في الجيش البوركيني، تخرج بالمدرسة العسكرية في باريس، وحصل على الماجستير في العلوم الجنائية بمعهد (CNAM).