عادي
27 يوليو 2023
15:46 مساء
سيئول – أ ف ب
اصطحب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في جولة للاطلاع على أحدث الأسلحة الكورية الشمالية وأكثرها تقدّماً حيث مرّا من أمام صواريخ باليستية ضخمة عابرة للقارات ومسيّرات عسكرية لم يسبق رؤيتها.
بعدما اتهمت واشنطن بيونغ يانغ في وقت سابق هذا العام، بتزويد موسكو أسلحة من أجل الحرب المستعرة بينها وبين أوكرانيا.
وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام الرسمية كيم وهو يصطحب شويغو في جولة في معرض دفاعي كبير يعرض صواريخ كوريا الشمالية النووية، وما أفاد موقع «إن كاي نيوز» أنها مسيّرات جديدة.
يزور شويغو ووفد صيني عالي المستوى بيونغ يانغ كأول ضيوف أجانب يستقبلهم كيم علناً منذ بدء وباء كوفيد، فيما تحتفل البلاد بذكرى مرور 70 عاماً على الهدنة التي وضعت حداً للحرب الكورية وتسمى «عيد النصر».
زار كيم وشويغو «معرض الأسلحة والمعدات 2023»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية التي نشرت صوراً تستعرض أكبر صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز «هواسونغ-17» و«هواسونغ-18».
تعد روسيا، الحليفة التاريخية لكوريا الشمالية من بين مجموعة صغيرة من الدول التي تقيم معها بيونغ يانغ علاقات ودية.
وأفادت الوكالة الكورية الشمالية أن كيم وشويغو ناقشا في وقت سابق «قضايا الاهتمام المشترك في مجالات الدفاع الوطني والأمن والبيئة الأمنية الإقليمية والدولية».
دعم الزعيم الكوري الشمالي بشكل ثابت روسيا في حربها مع أوكرانيا، حتى إن واشنطن تفيد بأنه زوّد موسكو صواريخ، وهي تهمة تنفيها بيونغ يانغ.
وأثناء الزيارة، تحدث كيم إلى شويغو عن «الأسلحة والمعدات التي تم اختراعها وإنتاجها» في إطار خطة الدفاع الوطنية الكورية الشمالية و«أبدى مراراً اعتقاده بأن الجيش والشعب الروسيَّين سيُحقّقان نجاحات كبيرة»، استناداً إلى الوكالة.
تعد زيارة شويغو لافتة نظراً إلى أن وزراء الدفاع الروس لم يزوروا بيونغ يانغ بشكل دوري منذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، بحسب ما أفاد خبراء وكالة فرانس برس.
وقال أستاذ الدراسات الكورية لدى جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس إن «روسيا قد تحتاج إلى إمكانيات الصناعات العسكرية الكورية الشمالية في مجال الأسلحة التقليدية بينما قد تكون كوريا الشمالية مهتمة في الحصول على التكنولوجيا الصاروخية من روسيا».
رغم التغطية الواسعة لزيارة شويغو، يرجّح بأن تكون كوريا الشمالية «حذرة للغاية» حيال تزويد موسكو أسلحة من أجل حربها في أوكرانيا، وفق ما قال الأستاذ في جامعة «إيوا» بارك وون لفرانس برس.
وتابع «إذا تأكّد الأمر علناً، فستتحول الدول الأوروبية أيضاً إلى خصوم»، مضيفاً أن كوريا الشمالية تفضّل عدم التعرّض لعقوبات إضافية.
وأوضح «لذا ستكون حذرة، لكن من الممكن أن تسعى روسيا للحصول على مزيد من الدعم سراً».
ضيوف أجانب
تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن كوريا الشمالية كانت تحضّر لعرض عسكري واسع النطاق لمناسبة الذكرى الخميس.
ويعد انضمام ضيوف أجانب إلى احتفالات هذا العام أمراً غير مسبوق منذ الوباء، ويشي بأنه تم تخفيف الضوابط الحدودية.
وأكد الجيش الكوري الجنوبي أن «السلطات الاستخباراتية في واشنطن وسيئول تراقب عن كثب» تحضيرات العرض العسكري الكوري الشمالي، مضيفاً أنها تتابع أيضاً «اتجاهات تطوير الأسلحة» في البلاد.
وأفاد ناطق باسم رئاسة الأركان المشتركة «نحلل في الوقت الحالي أنظمة الأسلحة التي كشفت عنها كوريا الشمالية ولا تعليق إضافيا لدينا».
فرضت كوريا الشمالية حصاراً مشدداً على نفسها على خلفية كوفيد منذ مطلع 2020، فمنعت حتى مواطنيها من دخول البلاد.
تُعد بكين أهم حليف وداعم اقتصادي لكوريا الشمالية، علماً بأن العلاقة بين البلدين تعززت في ظل الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي.
والتقى كيم جونغ أون أيضاً وفداً صينياً بقيادة عضو المكتب السياسي لي هونغ تشونغ وأكد للأخير بأن «الشعب الكوري لن ينسى قط حقيقة أن الجنود الشجعان المنضوين تحت صفوف متطوعي الشعب الصيني، دفعوا دماءهم من أجل تحقيق النصر في الحرب».
وقال الأستاذ في جامعة «إيوا» ليف إريك إيزلي لوكالة فرانس برس إن «الاجتماعات تظهر بأن كيم مهتم بالمسرحيات السياسية أكثر من اهتمامه بكوفيد».
ولفت بارك بدوره إلى أنه من المستبعد أن تؤدي الزيارات إلى إعادة فتح حدود كوريا الشمالية، مشيراً إلى المنظومة الصحية «المنهارة» في البلاد وإلى أن شعبها لم يحصل على اللقاحات.
https://tinyurl.com/8t6t3dbn