حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من انتقال العالم من عصر الاحتباس الحراري إلى عهد «الغليان الحراري العالمي».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمين العام في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، الخميس، وعلق خلاله على نتائج التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالاشتراك مع خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ، والذي يسجل ارتفاعاً قياسياً غير مسبوق في درجات الحرارة العالمية في شهر يوليو الجاري.
وحذر غوتيريش من عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، ووصفه بالتطور المأساوي والكارثي، وخاصة بالنسبة إلى أجزاء شاسعة من أمريكا الشمالية وإفريقيا وأوروبا.
ولفت إلى بعض التقدم الذي حققه المجتمع الدولي في معالجة معضلة المناخ، إلا أنه أشار إلى أن ذلك لم يكن كافياً وبالسرعة المطلوبة، كاشفاً عن أن هناك العديد من الفرص الحاسمة التي تسهم في تحقيق هذا الأمر، بما فيها قمة المناخ في إفريقيا وقمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في شهر نوفمبر المقبل بدبي.
كما دعا الأمين العام، قادة العالم لاسيما دول مجموعة العشرين، إلى تسريع وتيرة العمل والعدالة المناخيين في مجالات ثلاثة، وهي الحد من الانبعاثات، عبر الالتزام بوضع أهداف وطنية جديدة طموحة للحد من الانبعاثات من قبل أعضاء المجموعة، مشدداً في هذا الصدد على أهمية دور الجهات غير الحكومية، كالشركات والمدن والأقاليم والمنظمات المالية، للمشاركة في قمة الطموح المناخي بخطط انتقال موثوقة تتماشى مع معيار الانبعاثات الصفري للأمم المتحدة.
كما حث الدول على الاستجابة لحماية شعوبها من الحرارة الشديدة والفيضانات المميتة والعواصف والجفاف والحرائق المستعرة التي تنجم عن ذلك، داعياً في هذا الصدد إلى إحداث طفرة عالمية في استثمارات التكيف لإنقاذ ملايين الأرواح من «المذبحة المناخية»، وثالثاً، توفير التمويل اللازم، لتسريع وتيرة مواجهة التغير المناخي، مناشداً في هذا الخصوص، الدول المتقدمة الوفاء بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية من أجل الدعم المناخي وتجديد موارد الصندوق الأخضر للمناخ بالكامل.
واختتم الأمين العام للأمم المتحدة تصريحاته، بالدعوة إلى تصحيح مسار النظام المالي العالمي كي يدعم العمل المناخي المتسارع، ويسهم في التحول من سنة حرارية محرقة إلى عام طموح متقدم للبشرية. (وام)