كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله أمس الجمعة، إن روسيا مستعدة لعقد مفاوضات مع أوكرانيا لكن كييف ترفض المشاركة فيها، وذلك عقب دعوة قادة أفارقة يحضرون القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبرغ، لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، واستئناف العمل بمبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
استعداد للسلام
وقال بوتين إن موسكو أعربت عن استعدادها على الدوام للمفاوضات مع كييف، لكن الأخيرة بتحريض أمريكي بريطاني نأت عن المفاوضات وتنصلت عن الاتفاقات المبدئية للحوار. وذكرت روسيا مراراً أن أي محادثات يجب أن تأخذ في الاعتبار تلك «الحقائق الجديدة». وجاء تعليق بوتين رداً على تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى الفكي محمد، الذي تحدث أمام القمة الروسية-الإفريقية، وقال إن الاتحاد يولي أهمية كبيرة لسلامة الدول وسيادتها والتسوية السلمية للأزمات عبر المفاوضات.
ودعا رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو الجمعة، إلى إنهاء النزاع الروسي الأوكراني، قائلاً إن خطة السلام التي طرحها القادة الأفارقة تستحق الاهتمام.
كما حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، روسيا الجمعة، على إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي انسحبت منه موسكو الأسبوع الماضي.
درس «بعناية»
قال بوتين في اليوم الثاني من القمة، إن موسكو تدرس «بعناية» المقترحات التي قدمها بعض الزعماء الأفارقة لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وأوضح أمام عدد من كبار المسؤولين الأفارقة «لنأخذ مثلاً مبادرة مجموعة من الدول الإفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية». وأضاف «هذا يعني الكثير، لأنه في السابق، كانت مهمات الوساطة حكراً على دول تعتبر ديمقراطيات متقدمة. أما اليوم، فإفريقيا مستعدة أيضاً للمساعدة في حل مشكلات تبدو خارج مجال اهتماماتها الأساسية». وقال بوتين «نحن نحترم مبادراتكم وندرسها بعناية».
وسعى قادة الدول الإفريقية إلى التوسط لإيجاد حلّ للنزاع. وقام وفد ضم عدداً من القادة الأفارقة منتصف يونيو، بزيارة موسكو وكييف، ودعوا خلال لقائهم بشكل منفصل بوتين ونظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي، الى وقف الأعمال الحربية، من دون أن تحقق جهودهم أي نتيجة تذكر.
رفض سياسة «القواعد بدلاً من القوانين»
أكد الرئيس بوتين كذلك، أن روسيا متضامنة مع إفريقيا نحو عالم متعدد الأقطاب وترفض استغلال المناخ وحماية حقوق الإنسان لأغراض سياسية وتعارض سياسة «القواعد بدلاً للقوانين» التي يفرضها الغرب. وقال نحن على استعداد لدراسة مقترحات خاصة، بتوسيع تمثيل إفريقيا في هيئة الأمم المتحدة بما في ذلك ضمن سياسة إصلاح مجلس الأمن الدولي.
وقال بوتين إن الوضع في عدد من المناطق الإفريقية مقلق، حيث لم يتم تسوية النزاعات القومية والإثنية، وما زالت هناك أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وهو إرث النظام الاستعماري ونهج «فرق تسد».
وأكد بوتين أن عدداً من الدول يشارك في التدريبات العسكرية الروسية، وتزود روسيا نحو 40 دولة إفريقية بالأسلحة لجيوشها في إطار الاتفاقيات الثنائية.
كما شدد بوتين على أن زيادة التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا وتنويعه يتطلب التعامل بالعملات الوطنية. وقال سنزيد من إمدادات الحبوب، في العام الماضي كان حجم التصدير للحبوب 11 مليون طن، والنصف الأول من هذا العام بلغ حجم الإمدادات 10 ملايين طن. وأشار إلى أن روسيا ستوفر الإمدادات الغذائية في إطار برنامج الأمم المتحدة، وسنورد 25-50 ألف طن لكل من الدول الإفريقية الست مجاناً. إضافة إلى دعم الدول في التكنولوجيات الزراعية. وذكر بوتين بأن روسيا
نقلت المختبرات الطبية إلى إفريقيا أثناء جائحة كورونا، وشطبا ديوناً بقيمة 23 مليار دولار.
وقال«مستعدون جنباً إلى جنب مع الدول الصديقة أن نعمل من أجل المستقبل وبناء شراكة استراتيجية متبادلة المنفعة. نقيم العلاقات مع كل دولة إفريقية، ونقيم تلك العلاقات في إطار عالم متعدد الأقطاب».(وكالات)