الخرطوم: عماد حسن، وكالات
تواصلت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الجمعة، وقصف الجيش مواقع لقوات الدعم السريع في منطقة سلاح المهندسين وصالحة، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع باستخدام صواريخ كورنيت لقصف قاعدة «وادي سيدنا» الجوية، فيما ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في فيديو بين عناصر مجموعته، وهي أول إطلالة علنية له منذ عدة أشهر، وأكد أن الحل العاجل لأزمة البلاد يكمن في تغيير قيادات الجيش، في حين أعلن السفير الأمريكي بالخرطوم جون غودفري، أمس، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان..
وتواصلت المعارك العنيفة أمس الجمعة في أم درمان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقصف الجيش عدداً من مواقع الأخيرة في جنوبي أم درمان منطقة سلاح المهندسين وصالحة، وأفاد أهال بسماع دوي القنابل في المنطقة شمالي ام درمان بجانب اشتباكات خفيفة وسط المدينة.
وفي الخرطوم قصف الجيش مواقع للدعم السريع في منطقة جاردن سيتي شرقي المدينة، بينما استخدمت الأخيرة مضادات الصواريخ في جنوبي الخرطوم رداً على تحليق طائرات الجيش، كما تواصل القصف على مواقع الدعم السريع في الخرطوم بحري في المنطقة الواقعة بمحازاة الشريط النيلي من الناحية الشرقية.
وقالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع استخدمت صواريخ «كورنيت» لأول مرة لضرب قاعدة «وادي سيدنا» الجوية.
تبرؤ من المنفلتين
إلى ذلك، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في فيديو بين عناصر مجموعته، وهي أول إطلالة علنية له منذ عدة أشهر.
وقال حميدتي: «نعتذر للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب»، مضيفاً أن الحل العاجل لأزمة السودان يكمن في تغيير قيادات الجيش، وأنه يمكن التوصل إلى اتفاق خلال 72 ساعة إذا تم ذلك.
وأكد أن «قيادة الجيش تعمل بتعليمات من قادة النظام السابق بالسودان». وأضاف: «لسنا دعاة فتنة أو حرب ونريد السلام شرط تسليم البرهان وقيادات الجيش لأنفسهم» في إشارة إلى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
كما أقر حميدتي ضمناً بانتهاكات ارتكبها بعض عناصر الدعم السريع حيث قال: «نتبرأ من عناصر الدعم المنفلتين».
صدمة أوروبية إزاء الوحشية
في الأثناء، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد مستعد للنظر في استخدام جميع الوسائل المتاحة بما في ذلك التدابير التقييدية للمساهمة في إنهاء الصراع في السودان وتشجيع السلام، موضحاً أن التكتل يشعر بالصدمة إزاء الوحشية وعدم الاكتراث من جانب طرفي الصراع في السودان تجاه المدنيين.
وحذر بوريل قادة البلاد من أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يحقق بالفعل في جرائم تقع في دارفور، موضحاً في بيان أن الوضع في دارفور مثير للقلق بوجه خاص وروايات الناجين تعكس فظائع الانتهاكات الجسيمة التي وقعت بحق سكان الإقليم قبل 20 عاماً.
وأضاف: «لن نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه. يجب أن يعلم القادة أن المدعي العام للجنائية الدولية يحقق بالفعل في جرائم وقعت هناك».
السفير الأمريكي يصل جدة
وأعلن السفير الأمريكي بالخرطوم جون غودفري، أمس، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
وقال غودفري في بيان: «يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة بالسودان».
ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إلى «تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار».
جاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، رئيس «تجمع قوى تحرير السودان» في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقال مناوي: «نسعى إلى عقد المزيد من اللقاءات والحوارات لإكمال مباحثات الخروج من الأزمة الواقعة من أجل أمن ووحدة البلاد تحت هذه الظروف الحساسة».