نيامي/أبوجا – (رويترز)
حذّر القادة العسكريون في النيجر من أيّ تدخل عسكري في بلادهم، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة دول غرب إفريقيا في العاصمة النيجيرية، الأحد، في قمة طارئة، للبت في اتخاذ إجراءات أخرى، للضغط على الجيش لاستعادة النظام الدستوري. والسؤال الذي يثور الآن: هل ستتدخل دول غرب إفريقيا عسكرياً في النيجر لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة؟
إجراءات «إيكواس»
ويمكن لقادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) المكونة من 15 عضواً، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا المؤلف من ثمانية أعضاء، اتخاذ إجراءات ضد النيجر، منها تعليق عضوية النيجر في المنظمتين، واستبعاد البلاد من البنك المركزي الإقليمي، والسوق المالية، وإغلاق الحدود.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الرئيس التشادي، السبت، أن تشاد، الجارة الشرقية للنيجر، والتي ليست عضواً في المنظمتين الإقليميتين، تلقت دعوة لحضور قمة «إيكواس».
والنيجر واحدة من أفقر دول العالم، وتتلقى مساعدات تنموية رسمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار سنوياً، وفقاً للبنك الدولي.
كما أنها شريك أمني لبعض الدول الغربية، مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تستخدمانها كقاعدة لجهودهما الرامية لاحتواء أعمال عنف يشنها إرهابيون في منطقة الساحل، بغرب ووسط إفريقيا.
إدانات واسعة
وقوبل الانقلاب العسكري في النيجر إدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين، منهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا، الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد وطالبوا بإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.
ويمكن لزعماء دول غرب إفريقيا أيضاً، وللمرة الأولى، التفكير في تدخل عسكري لإعادة بازوم، الذي أطيح به عند الإعلان عن الجنرال عبدالرحمن تشياني رئيساً جديداً للبلاد، الجمعة.
وقبل قمة اليوم، أصدر القادة العسكريون في النيجر بياناً عبر شاشات التلفزيون الرسمي مساء السبت، حذروا فيه من أي تدخل عسكري في بلادهم.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن «الهدف من اجتماع (إيكواس) هو الموافقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال تدخل عسكري وشيك في نيامي بالتعاون مع دول إفريقية أخرى غير أعضاء في إيكواس وبعض الدول الغربية».
وأضاف «نريد أن نذكر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا».
تظاهرة في نيامي
خرج الآلاف من أنصار المجلس العسكري إلى شوارع العاصمة نيامي، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، للتعبير عن دعمهم له ورفض أي تدخل من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في بلادهم. وجاءت التظاهرة بدعوة من القادة العسكريين.
وقال مراسل لرويترز إن المتظاهرين تجمعوا في ميدان عام بوسط نيامي، وتوجه البعض منهم إلى السفارة الفرنسية مرددين شعارات مناهضة للفرنسيين، ورفعوا لافتات كتب عليها «تسقط فرنسا»، و«نعم لخروج فرنسا».
وألقى بعض الشباب الحجارة على مبنى السفارة قبل أن تفرق قوات الحرس الوطني المتظاهرين.
وأصدر المجلس العسكري بياناً في وقت لاحق بثه التلفزيون الوطني دعا فيه المتظاهرين إلى عدم تخريب أو تدمير الممتلكات، العامة والخاصة.
ولم يصدر أي تعليق من بازوم، منذ فجر الخميس، عندما احتجز داخل القصر الرئاسي، لكن الاتحاد الأوروبي وفرنسا، وآخرين، يقولون إنهم ما زالوا يعترفون به رئيساً شرعياً.
وقف الدعم المالي
وقرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم للنيجر، وهددت الولايات المتحدة بفعل الشيء ذاته.
وبعد اجتماع طارئ، الجمعة، أصدر الاتحاد الإفريقي بياناً طالب فيه الجيش بالعودة إلى ثكناته، واستعادة النظام الدستوري في غضون 15 يوماً. ولم يكشف الاتحاد عن الإجراءات الأخرى التي يمكن أن يتخذها.