اقتحم عشرات المستوطنين، صباح، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة القوات الاسرائيلية، بالتزامن مع قيام مجموعات أخرى من المستوطنين بتجريف أراض فلسطينية قرب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما شنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات وتفتيشات في الضفة، تخللتها مواجهات واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين بينهم قادة من حركتي «حماس والجهاد»، في حين أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير قراراً يقضي بإلغاء الإفراج المبكر عن الفلسطينيين.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة. وكانت منظمة «بيدينو» قد أعلنت أن 40 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام الحالي 2023.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن جرافات تابعة للمستوطنين جرفت أراضي في منطقة «الزوايا» بين بلدتي عقربا ومجدل بين فاضل جنوبي نابلس بهدف توظيفها لصالح الاستيطان، وسط استمرار اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم ومحاصيلهم الزراعية، في وقت تم إخطار 14 منشأة فلسطينية بوقف البناء فروش بيت دجن، شرق نابلس.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت، 14 فلسطينياً من الضفة، وتوزعت عمليات الاعتقال على المحافظات: الخليل، سلفيت، نابلس، جنين، وطولكرم. واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود إسرائيليين عقب اقتحامهم لبلدة بلعا، أطلق خلالها الجنود الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع دون أن يبلغ عن إصابات. ومن محافظة جنين، اعتقلت شابين من بلدة جبع جنوب جنين، واقتحمت بلدتي جلبون وفحمة وكثفت من وجودها العسكري ونصب الحواجز. وحسب المعلومات، فإن القوات الإسرائيلية اعتقلت في بلدة جبع بقضاء جنين، مسؤولين كبيرين من «الجهاد الإسلامي» وحركة «حماس». كما اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة دير سامت قضاء الخليل، واعتقلت شابين، وأقدمت على ملاحقة عدد من الشبان بغرض اعتقالهم بمحيط مخيم الجلزون قرب رام الله.
في غضون ذلك، أصدر بن غفير، تعديلاً على قانون الإفراج الإداري من السجون، يقضي بإلغاء الإفراج المبكر عن المعتقلين الفلسطينيين، وذلك ضمن نهج بن غفير وسياسته الهادفة إلى تردي أوضاع الأسرى في السجون وتعميق معاناتهم، وفقاً لموقع صحيفة «معاريف». وبحسب التعديل، لن يتمكن الأسرى الآن من إطلاق سراحهم إدارياً من السجون الإسرائيلية، علماً بأنه كان يتم إطلاق سراح مئات الأسرى كل عام من أصحاب العقوبات والمحكوميات الخفيفة، بسبب الاكتظاظ وعدم وجود مساحة في السجن، ولكن الآن تم إلغاء ذلك. ولكن وفق التعديلات الجديدة الصادرة عن بن غفير، فإنه يتم منع الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الذين يقضون محكوميات خفيفة في السجون الإسرائيلية. وقالت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية إن مصادقة بن غفير على قرار منع الإفراج المبكر عن الأسرى الفلسطينيين جريمة جديدة ومحاولة بائسة للنيل من عزيمة الأسرى. وأضاف تصريح للوزارة أن القرار استمرار لنهج التطرف الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية في تعاملها مع الأسرى.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الإسرائيلية، أمس الأحد، افتتاح أطول جسر معلق ضمن مشروع تهويدي برعاية جمعية «عتيرت كوهانيم» وسلطة الآثار، حيث أن الجسر مقام فوق أراضي بلدة سلوان على ارتفاع 202 متر. ويربط الجسر المعلق بين البلدة القديمة في القدس وجبل صهيون وبلدة الثوري. وبدأ العمل بإقامة الجسر بعد سنوات من الإعاقة الناجمة عن إجراءات قضائية قدمت ضد المشروع.(وكالات)