اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة القوات الإسرائيلية، فيما أقام مستوطنون آخرون بؤرة عشوائية قرب مدينة أريحا، في وقت اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين واعتقل عدداً من النشطاء الفلسطينيين، في حين كشف وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن اعتزام إسرائيل، إقامة سياج فاصل على الحدود مع الأردن، بذريعة تهريب السلاح إلى الضفة.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية منذ الصباح الباكر، عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين الحماية لاقتحامات المستوطنين، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسارات الاقتحامات وقيدت تنقلهم في ساحات الحرم. وذكرت دائرة الأوقاف بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم. كما شهدت البلدة القديمة من القدس المحتلة إجراءات عسكرية مشددة من الشرطة التي قامت بنصب الحواجز داخل الأسوار والسوق والطرقات المؤدية إلى الأقصى. كما اعتقلت قوات الشرطة صباح أمس الاثنين، 4 فلسطينيين من القدس، بينهم فتى. وفي السياق، أقدم مستوطنون على إقامة بؤرة عشوائية جديدة قرب دوار الطيبة شمال غرب محافظة أريحا والأغوار. وأقام عدد من المستوطنين بيتاً متنقلاً «كرفان» في نزول طريق المعرجات قرب دوار الطيبة. وأحضر هؤلاء أغنامهم وخزان ماء متنقل ومعدات بهدف الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في المنطقة. كما نصب مستوطنون خياماً على أراضي الفلسطينيين في قرية ياسوف شرق سلفيت. وأقام مستوطنو «تفوح» خيمتين متلاصقتين في منطقة «وعرة الغول»، الواقعة شمال شرق البلدة، وخيماً أخرى متفرقة بين أشجار الزيتون. وأعرب رئيس مجلس ياسوف، عن خشيته من أن يكون نصب هذه الخيم مقدمة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مدينة جنين للمرة الأولى منذ أربعة أسابيع، واعتقل عدداً من الفلسطينيين. وحسب قناة «كان» الإسرائيلية: «اقتحم الجيش صباح أمس جنين واعتقل نشطاء من حماس، الاعتقال تم في المدينة وليس في المخيم، وحدث تبادل لإطلاق النار هناك». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي اعتقلت صباح أمس الاثنين، شابين من مدينة جنين. وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت، أمس الاثنين، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين. وتركزت الاقتحامات في مناطق الخليل، وسلفيت، وجنين، حيث تم اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية، وذلك بعد احتجازهم لساعات.
إلى ذلك، تعتزم إسرائيل بناء سياج أمنيّ فاصل على الحدود مع الأردن، بزعم منع محاولات تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية المحتلة. وقال غالانت، خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس الاثنين، «نحن ندرك زيادة تورط إيران ومنظمات مسلحة في محاولات نقل الأسلحة والمعرفة (المتعلّقة بتصنيع السلاح) إلى الضفة». وتابع: «بالنظر إلى المستقبل، نعتزم إقامة (عائق) على الحدود مع الأردن أيضاً». وتأتي أقوال غالانت بينما سمحت الرقابة العسكرية، الأحد، بالكشف عن «إحباط» محاولة تهريب أسلحة ووسائل قتالية عبر الحدود الأردنية الإسرائيلية في منطقة الأغوار، جنوبي البلاد، الأسبوع الماضي، وُصفت بأنها «كبيرة واستثنائية».(وكالات)