عادي
الجزيرة تستحوذ على إنتاج أشباه الموصلات
2 أغسطس 2023
16:20 مساء
تايبيه – (أ ف ب)
هل تغزو الصين تايوان في 2027؟.. سؤال يتردد بقوة خلال الفترة الراهنة، بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من تصاعد التوتر بين بكين وتايبيه من جهة، وبين واشنطن وبكين من جهة أخرى، بعد زيارات مسؤولين أمريكيين إلى الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
أكد وزير خارجية تايوان جوزيف وو، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الأربعاء، أنّ غزو الصين لتايوان ستكون له «نتائج كارثية» على العالم، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للجزيرة، في إطار صناعة أشباه الموصلات وممرّات الشحن العالمية.
وجاء تحذير جوزيف وو، في الوقت الذي تتجه فيه تايوان، التي يحكمها نظام ديمقراطي نحو انتخابات رئاسية العام المقبل، وبينما تواجه ضغوطاً عسكرية وسياسية متزايدة من الصين عبر مضيق تايوان.
وقال وو: إنّ استخدام القوة ضد تايوان ستكون له أصداء عالمية.
نتائج كارثية
وأضاف «ما يتعيّن علينا القيام به هو أن نشرح للمجتمع الدولي أنه إذا كان هناك أي صراع يشمل تايوان، ستكون له نتائج كارثية على بقية العالم»، مشيراً في الوقت ذاته إلى نقص الغذاء والوقود والتضخّم المتصاعد الذي نتج عن الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعدّ عواقب الصراع عبر المضيق تجارية إلى حدّ كبير، إذ إنّ أكثر من 50 في المئة من حاويات الشحن في العالم تمرّ عبر ممر مائي، يبلغ عرضه 180 كيلومتراً يفصل تايوان عن البر الرئيسي للصين.
وبالتالي، فإنّ حرية الملاحة هي أحد «العناصر الحاسمة للأمن والازدهار الدوليَين»، وفق وو.
كذلك، يُنظر إلى تايوان على أنّها تستحوذ بشكل شبه كامل على إنتاج أشباه الموصلات، وهي الرقائق الدقيقة، التي تعدّ شريان الحياة للاقتصاد الحديث وتدخل في تصنيع كلّ شيء من آلات القهوة البسيطة إلى الأسلحة المعقّدة مثل الصواريخ والبنية التحتية الدفاعية.
اضطراب سلاسل التوريد
وفي السياق، قال وو لفرانس برس «فكّروا في اضطراب سلاسل التوريد».
وأضاف «نأمل ألا تلجأ الحكومة الصينية إلى استخدام القوة ضدّ تايوان، لأنّ تأثير ذلك سيكون خطيراً للغاية على العالم».
وفي الوقت الذي تستعدّ فيه تايوان للانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/ يناير، قال وو: إنّ الجزيرة تشهد حملة تضليل «أكثر تعقيداً» للتأثير على سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
وقال«إن ما تفعله الصين عبر خوض حرب معرفية، هو تغيير تفكير الأقلية التي تلعب دوراً حاسماً هنا في تايوان، للتصويت بطريقة أخرى حتى يتمكّنوا من تغيير نتيجة الانتخابات».
ويعدّ وو جزءاً من الحزب الديمقراطي التقدّمي، الذي يُنظر إليه على أنّه أكثر تأييداً للولايات المتحدة من حزب الكومينتانغ المعارض.
وتترأس الرئيسة تساي إنغ-ون إدارة الحزب الديمقراطي التقدمي، وتتولى المنصب لولاية أخيرة. و«تعدّ تساي مكروهة من القيادة الصينية لرفضها قبول أن تكون تايوان جزءاً من الصين».
هل ستكون تايوان التالية في 2027؟
تدهورت العلاقات بين تايوان والصين منذ انتخاب تساي في العام 2016، حينما رفضت بكين التعامل مع تايبيه.
وتصاعد الاهتمام العالمي بالتوترات عبر المضيق في العام الماضي، وهو ما يعزوه وو إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال «(المجتمع الدولي) ينظر حوله… ثم يدرك أنّ تايوان قد تكون التالية. إنهم ينظرون إلى سجل الصين في تهديد تايوان»، مشيراً إلى الجدول الزمني الذي يتمحور حول العام 2027 باعتباره العام المحتمل لغزو صيني.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون إنّ الصين لن يكون لديها القدرة العسكرية للقيام بمثل هذه العملية قبل ذلك الوقت.
كذلك، تراقب تايوان الوضع السياسي الداخلي في الصين «بحذر» بعد التنحية المفاجئة لتشين غانغ من منصب وزير الخارجية. ولم تقدّم بكين أيّ تفسير لإقالته، كما أنّه لم يظهر علناً منذ أكثر من شهر.
كبش فداء
وقال وو «هذه بيئة يجب أن نراقبها بحذر. لا نريد أن نصبح كبش فداء للمشاكل الصينية».
وشهدت تايوان عمليات توغّل شبه يومية لطائرات حربية صينية حول منطقة دفاعها الجوي، وتسيّر دوريات سفن حربية منذ آب/أغسطس الماضي، عندما زارت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، تايبيه في رحلة أثارت غضب بكين.
وقال وو إنّ تكرار هذه العمليات «يضع تايوان في موقف يشهد فيه دفاعنا ضغوطاً، وحيث يتمّ تقصير وقت ردّنا، وحيث يكون التهديد العسكري أكثر خطورة من أي وقت مضى».
حرب بالوكالة
وأعرب وو، عن تقديره للدعم المعنوي والمساعدة العسكرية، مثل حزمة المساعدات البالغة 345 مليون دولار التي أعلن عنها البنتاغون في نهاية الأسبوع.
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ التايوانيين «لا يعوّلون على الولايات المتحدة لخوض حرب» نيابة عنهم.
وقال وو «نحن نفهم أنّ هذا مكاننا، وهذا بلدنا، وهذه سيادتنا وطريقتنا الديمقراطية في الحياة… لذلك، فإنّ الدفاع عن تايوان هو مسؤوليتنا».
وأضاف «لن نتخلَّ عن أيّ شيء على الإطلاق».
https://tinyurl.com/mt6rcr5u