واشنطن – أ ف ب
يتكبد دونالد ترامب ملايين الدولارات في معاركه القانونية، التي تهدد مساعيه للفوز بالانتخابات الرئاسية، وقد تكون بعض مصادر التمويل تنضب بشكل سريع.
ولا يفتقر الرئيس الأمريكي السابق للسيولة، فلجنته المشتركة لجمع التبرعات حصلت على 54 مليون دولار في النصف الأول من 2023، أي أكثر من أي منافس جمهوري رئيسي في الانتخابات المنتظرة العام القادم.
غير أن منتقدين يقولون، إن المستندات المالية الجديدة تظهر كيف أن متاعبه القانونية المتلاحقة تحدث فجوة في خزائنه، في حين أنها يمكن أن تخصص للدعاية التلفزيونية أو المهرجانات وغيرها من فعاليات حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية.
هذا الأسبوع كشفت لجنة العمل السياسي «سيف أمريكا» (انقذوا أمريكا) التي أسسها ترامب، أنها وصلت إلى آخر أربعة ملايين دولار بنهاية يونيو/حزيران، وهو مبلغ طفيف من الناحية المالية للحملات الانتخابية، بعد إنفاق أكثر من 20 مليون دولار على الرسوم القانونية.
ولترامب مساحة واسعة لإنفاق مبالغ كبيرة من المال على أتعاب المحامين، وهذا لا يمثل مخالفات جنائية، لكن المراقبين في دوائر واشنطن يتساءلون ما إذا كان يمكن توقع أن يقوم متبرعو الحملات بتسديد تلك المبالغ.
وقال المحامي والكاتب السياسي المحافظ إيه جي هاميلتون: «إذا اُرسلت الأموال لترامب، ستذهب حصراً تقريباً لتسديد تكاليف قضاياه القانونية الشخصية».
أضاف: «وهذا يعني أيضاً أنه لن يبقى لديهم عملياً أي شيء ينفقونه على التنافس مع الديموقراطيين في ولايات حاسمة».
وستشكل الاتهامات الأخيرة الموجهة إلى ترامب على خلفيه مساعيه لقلب نتائج الانتخابات ضغطاً إضافياً على الموارد، مع فواتير قانونية جديدة هي الأكبر على عاتق لجنة العمل السياسي، في وقت وجهت للملياردير اتهامات في فلوريدا ونيويورك وواشنطن.
سددت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري معظم تكاليف ترامب القانونية حتى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، لكنها توقفت عن ذلك مع إطلاق حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ويبلغ رصيد عملياته السياسية المختلفة نحو 32 مليون دولار في المصارف قبل أشهر على انطلاق اجتماعات المجالس الانتخابية (كوكس) في ولاية أيوا في يناير/كانون الثاني، وهي الأولى لمنافسات الترشيح في مرحلة الانتخابات التمهيدية الجمهورية.
ومعظم الأموال التي يجمعها ترامب تتوجه مباشرة لحملته الانتخابية، وفقط 10 في المئة تذهب للجنة «أنقذوا أمريكا» التي تسدد الأتعاب القانونية لأي شخصية تطالها التحقيقات في دوائر ترامب.
و«لجنة العمل السياسي» المعروفة اختصاراً «باك» (PAC) والتي تجمع معظم أموالها من تبرعات صغيرة جداً، أبلغت اللجنة الفيدرالية للانتخابات أنها دفعت 21,6 مليون دولار لشركات قانونية تدافع عن ترامب وحلفائه هذا العام، أي أكثر بـ5 ملايين دولار عن مجموع فواتيرها القانونية في 2021 و2022.
ويدخل نجم تلفزيون الواقع مرحلة الانتخابات التمهيدية مع 78 تهمة جنائية في ثلاث دعاوى منفصلة، قدرت مجلة فوربس أن تبلغ تكلفتها 2,5 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يمثل أمام القضاء في نيويورك في مارس/آذار القادم، على خلفية اتهامات عن قيامه بدفع المال «لإسكات» ممثلة تلفزيونية، ومن المتوقع أن يُحاكم بعد شهرين على ذلك، على خلفية تعامله مع أسرار للأمن القومي.
وسيمثل أمام محكمة الخميس، في جلسة تمهيدية على خلفية اتهامات بسعيه إلى التدخل في الانتخابات، ومن المتوقع أيضاً أن يوجه له مدعون اتهامات مماثلة في قضية منفصلة متعلقة بولاية جورجيا (جنوب).
أطلق ترامب لجنة «أنقذوا أمريكا» بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، وجمع في شهرين 250 مليون دولار من أنصار طلبوا المساهمة في «صندوق للدفاع الانتخابي» للطعن في النتائج.
واستخدمت رسائل بالبريد الإلكتروني لغة «خطيرة وتحريضية» ذكرت أن التبرعات قد تساعد على «وقف السرقة» (للانتخابات) وفق تقرير لجنة في الكونغرس تحقق في سلوك ترامب خلال الانتخابات.
ولم تذهب أي من تلك المبالغ للتكاليف المرتبطة بإعادة فرز الأصوات والطعن في النتائج، وقُسمت المبالغ الكبيرة المتبقية بين تمويل اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وتعزيز خزائن معارك ترامب السياسية.
وكتبت لجنة الكونغرس «باختصار، سرق الرئيس ترامب وحملته المؤيدين من خلال جمع أكثر من 250 مليون دولار بادعائهم أنهم يريدون محاربة التزوير الذي كانوا يعلمون أنه غير موجود، والطعن في انتخابات كانوا يعلمون أنه خسرها».
وأفسح إنفاقه في 2023 المجال لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يتقدم عليه ترامب بفارق كبير في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، للتشكيك في أولويات المرشح الأوفر حظاً.
وقال أندرو روميو المتحدث باسم حملة ديسانتيس إن «ترامب أنفق أكثر من 60 مليون دولار على مسألتين: التهجم زوراً على ديسانتيس، وتسديد نفقاته القانونية، دون إنفاق أي سنت لإلحاق الهزيمة ببايدن».
أنشأت مجموعة من حلفاء ترامب يقودها المستشار السياسي مايكل غلاسنر «صندوق الدفاع القانوني الوطني»، لتسديد الفواتير القانونية لشخصيات «عالم ترامب» ممن ليسوا من أفراد عائلته ولا الرئيس السابق نفسه.
ولم ترد حملة ترامب على طلب للتعليق، لكنها سبق أن أعلنت أن المبالغ المخصصة للنفقات القانونية، تساعد «على حماية هؤلاء الأبرياء من الإفلاس والحؤول دون تدمير حياتهم بالكامل».