بيروت: «الخليج»، وكالات
استأنف مجلس الوزراء اللبناني، أمس الخميس، جلساته برئاسة نجيب ميقاتي لمتابعة البحث في مشروع قانون الموازنة، بينما طلب من وزير المال يوسف الخليل إجراء الاتصالات اللازمة لتسهيل عمل حاكمية مصرف لبنان، فيما طلبت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر من الهيئة الاتهامية في بيروت توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في وقت اقتحم عدد من الناشطين قصر العدل في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث عمدوا إلى طبع صور المسؤولين المتهمين بملف انفجار مرفأ بيروت، في حين ساد الهدوء الحذر في مخيم عين الحلوة بعد ليلة حامية من الاشتباكات التي استعملت فيها لأول مرة الأسلحة الصاروخية واستهدفت شظاياها قلب مدينة صيدا والجوار، في وقت جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطالبة القيادات الفلسطينية بوقف الاقتتال الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية.
وخلال الجلسة، طلب ميقاتي من الوزير الخليل إجراء الاتصالات اللازمة من أجل اتخاذ كل الإجراءات التي تسهّل عمل حاكمية مصرف لبنان وإيجاد الصيغة المناسبة لإقرار ما يجب إقراره في أسرع وقت وأن يوافي مجلس الوزراء بالنتيجة تباعاً. كما قرر ميقاتي، بناء على طلب وزير التربية عباس الحلبي، عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء في السابع عشر من الشهر الجاري للبحث في تحديات العام الدراسي المقبل في ما يخص المدارس الرسمية والمهنيات الرسمية والمدارس الخاصة، وأيضاً الجامعة اللبنانية. وكان الوزير الخليل قد قال قبل الجلسة: لا مشروع قانون للاقتراض في الجلسة وأعتقد أن الموازنة تحتاج إلى جلسة إضافية ونعمل جميعنا على إيجاد حل للرواتب والحاجات الأخرى نهاية الشهر.
من جهة أخرى، استأنفت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، بواسطة وكيلتها القانونية المحامية برتا نعيم، قرار قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا القاضي، بترك المدَّعى عليه حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وطلبت من الهيئة الاتهامية في بيروت توقيفه لأسباب عددتها في الاستئناف، والهيئة الاتهامية المناوبة برئاسة القاضية لمى أيوب والمستشارتين القاضيتين فاطمة ماجد وميراي ملّاك.
في غضون ذلك، قام عدد من الناشطين باقتحام قصر العدل في بيروت أمس، وعمدوا إلى طبع صور المسؤولين المتهمين بملف انفجار 4 آب/ أغسطس على أرض قصر العدل تذكيراً منهم للجهات المسؤولة بضرورة متابعة الملف. وحسب المعلومات المتوفرة، دخل ناشطون وناشطات من شبكة «مدى» قصر العدل في بيروت أمس الخميس ووضعوا صوراً للمدعى عليهم في تفجير مرفأ بيروت على الأرض، هاتفين بشعارات منددة بالمعرقلين للتحقيقات في الجريمة.
إلى ذلك، ساد الهدوء مخيم عين الحلوة، بعدما كانت الاشتباكات قد تجددت مساء الأربعاء على كافة الجبهات، في مواجهات هي الأعنف منذ بدء إطلاق النار نهار السبت الماضي، استخدمت فيها مختلف أنواع القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، وذلك بعد ساعات من الهدوء الحذر الذي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي عُقد برعاية هيئة العمل الفلسطيني المشترك.
تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوضع في مخيم عين الحلوة عبر اتصال هاتفي أجراه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما أجرى اتصالين للغاية ذاتها بعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير فلسطين اشرف دبور. وتلقى ميقاتي اتصالاً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وجدد ميقاتي مطالبة القيادات الفلسطينية بوقف الاقتتال الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية خصوصاً وأن اللبنانيين الذين ناصروا على الدوام القضية الفلسطينية، هالهم هذا الاقتتال الذي يدور على أرضهم، والذي دفعوا في السابق أثماناً غالية بسببه.