الخرطوم: «الخليج»، وكالات:
هدد الجيش السوداني بالانسحاب من المفاوضات الجارية في جدة مع قوات الدعم السريع لوقف الحرب ان لم تكف الأخيرة عن الإنتهاكات الجسيمة التي تمارسها ضد المواطنين الأبرياء والتخريب المتعمد للمرافق والمنشآت العامة،فيما أعلنت الدعم السريع، أمس الجمعة، إطلاق 265 أسيراً من القوات المسلحة وقوات نظامية أخرى، مؤكدة رغبتها في إنجاح مفاوضات السلام في السعودية،في حين رحبت دول الترویكا (الولایات المتحدة وبریطانیا والنرویج) بنتائج الاجتماع الذي اختتمته قوى سیاسیة ومدنیة سودانیة في أدیس أبابا أمس الأول الخمیس، واعتبرته «خطوة مهمة» نحو تشكیل جبهة مدنیة شاملة مؤیدة للدیمقراطیة في السودان. وقال بيان لوزارة الخارجية أمس الجمعة، انه في انتهاك صارخ جديد للقانون الدولي الإنساني، قامت المليشيا المتمردة باحتلال مستشفى الطوارئ الإيطالي بنيالا، جنوب دارفور، واحتجزت الأطباء الممرضين والكوادر الصحية المساعدة، كما اجبرت المرضى على إخلاء المستشفى. واضاف:» تمثل هذه الجريمة الإرهابية مخالفة سافرة لاتفاقية جنيف وبرتوكولاتها الأربعة تحديداً».
وأشار البيان الي ان «المليشيا حولت المستشفى الآن إلى حامية عسكرية» وناشد المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الإنسانية، إدانة هذه الأفعال الشنيعة، والدفع لإطلاق سراح الأطباء والممرضين والكوادر الصحية، والانسحاب الفوري للمليشيا من المستشفى.
من جانبها،أعلنت الدعم السريع، أمس الجمعة، إطلاق 265 أسيراً من القوات المسلحة وقوات نظامية أخرى، مؤكدة رغبتها في إنجاح مفاوضات السلام المنعقدة في السعودية.
وقالت في بيان على منصة «إكس»، إن «هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع بدء المباحثات بمنبر جدة لإنهاء معاناة الشعب بسبب الحرب».
التزام الشعب بمستقبل دیمقراطي
إلى ذلك،ذكرت وزارة الخارجیة الأمریكیة في بیان أن «الترویكا ترحب بالاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع في أدیس أبابا بإثیوبیا لمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المدنیة السودانیة وأصحاب المصلحة» مشیرة إلى أن هذا التجمع یعكس «التزام الشعب السوداني بمستقبل دیمقراطي».
وأعرب البیان عن أمل الترویكا في أن یؤدي التوافق الذي تم التوصل إليه في أدیس أبابا إلى «التزام جماعي بعقد تجمع أكبر یضم تمثیلاً أكثر تنوعاً من السودان في الأشهر المقبلة».
ودعا الأطراف السودانية إلى «البحث عن مجالات التقارب وتشكیل جبهة مدنیة قویة مؤیدة للدیمقراطیة یمكنها البدء في عملیة لمعالجة القضایا الانتقالیة وقضایا الحكم والتوصل إلى إجماع وطني للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال وتسهیل وصول المساعدة الإنسانیة للمحتاجین».
واعتبر مسألة تأمین حكومة مدنیة انتقالیة بعد الصراع «أمراً بالغ الأهمیة» لاستئناف تقدم السودان نحو الدیمقراطیة مؤكداً أن ذلك یتطلب مشاركة واسعة من السودانیین من جمیع أنحاء البلاد.
ودانت الترویكا في بیانها استمرار العنف والخسائر المأساویة في الأرواح في جمیع أنحاء السودان، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستستمر في التركیز على الجهود الرامیة إلى ضمان قدرة المجتمعات المتنوعة على المشاركة بشكل هادف في بناء المستقبل الدیمقراطي للسودان إلى جانب دعم النازحین.
رابطة العالم الإسلامي ترحب
بدورها، رحبت رابطة العالم الإسلامي باستئناف محادثات جدة بين الجيش والدعم السريع، بتيسير السعودية والولايات المتحدة، بالشراكة مع ممثل مشترك لكل من الاتحاد الإفريقي، ومنظمة (إيقاد).
وأكّد أمين عام الرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، محمد العيسى، أهمية هذه المحادثات في هذا الظرف العصيب الذي يمر به السودان، داعياً الأطراف كافة إلى التحلي بالحكمة واستشعار المسؤولية، والالتزام بمسار الحوار.