دخل عشرة أطباء بصحبة عشر شاحنات، أمس الجمعة، إلى قطاع غزة، لكن برنامج الغذاء العالمي حذر من أن دخول المساعدات من دون أن تتضمن الوقود يهدد عملها والتزامها بتوفير الخبز في القطاع، كما حذر مسؤولون أمميون من مخاطر تزايد الجوع في القطاع المحاصر.
دخل وفد طبي من 10 أطباء يرافق 10 شاحنات مساعدات، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري. ويتكون الوفد الطبي من أطباء أجانب من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك وسويسرا، بينما الشاحنات محملة بالمياه ومواد غذائية وأدوية، ليصل العدد الإجمالي للشاحنات منذ بدء إدخال المساعدات لغزة إلى 84 شاحنة فقط. وقال مدير الإعلام في معبر رفح وائل أبو محسن، يوم أمس الخميس إنه في اليوم الأول من فتح المعبر البري، دخلت 20 شاحنة، وفي اليوم الثاني 14 شاحنة، وفي الثالث 20 شاحنة، والرابع 8 شاحنات، والخامس لم يتم إدخال أي مساعدات، أما اليوم السادس فتم إدخال 12 شاحنة.
وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى نحو 100 شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية. وأضافت مسؤولة بالأمم المتحدة أن مفاوضات مستفيضة جارية مع إسرائيل في محاولة لتوفير المزيد من المعابر الإنسانية في القطاع المحاصر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن متوسط عدد الشاحنات التي كان يسمح بدخولها إلى غزة يومياً قبل الأعمال العدائية بلغ نحو 500 شاحنة.
لا وقود
وبينما دخلت شحنات الغذاء والمياه والعقاقير، إلا أنه لم يسمح بدخول الوقود. وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبد الجابر، أمس الجمعة، إن «النقص الحاد في الوقود» قد يجبر البرنامج على وقف تقديم المساعدات الغذائية الطارئة لآلاف الأسر النازحة في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل. وأضاف عبد الجابر في بيان «اثنان فقط من المخابز المتعاقدة معنا لديهما الوقود لإنتاج الخبز في الوقت الحالي، وقد لا يكون هناك أي وقود فيهما غداً». وتابع قائلاً «ستكون هذه ضربة موجعة لآلاف الأسر التي تعيش في ملاجئ وتعتمد على الخبز المقدم لها يومياً».
وقال البرنامج الذي يتخذ من روما مقراً له إنه يوفر إمدادات من الخبز يومياً لنحو 200 ألف شخص يعيشون في الملاجئ في المتوسط، لكن هذا العدد انخفض إلى 150 ألفاً يوم الأربعاء بسبب نقص الوقود.
وقالت سيندي مكين رئيسة برنامج الأغذية العالمي في تصريحات لرويترز الخميس إن «البيروقراطية المجنونة» عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة تبطئ تدفق المساعدات الإنسانية إلى حد أنها تدخل «قطرة قطرة». وقالت إن التفتيش المبالغ في صرامته للشاحنات عند معبر رفح من مصر إلى غزة أدى إلى تباطؤ تدفق المساعدات الإنسانية بشدة مع تزايد معدلات الجوع وسط الفلسطينيين هناك.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين أمس الأول الخميس إن مسؤولين أمريكيين من بينهم المبعوث الخاص ديفيد ساترفيلد الموجود في المنطقة يعملون جميعاً على تحسين عملية دخول المساعدات.
مساعدات متواصلة
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نفيليب لازاريني، أمس الجمعة، من أن غزة بحاجة إلى مساعدات «متواصلة» بعد نحو ثلاثة أسابيع من قصف إسرائيلي مكثف على القطاع.
كما أكد المفوض مقتل 57 من موظفي الوكالة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال «تأكد مقتل 57 من زملائي.. أشخاص رائعون كرّسوا حياتهم من أجل مجتمعاتهم».
طائرة مساعدات فرنسية
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس سترسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة تشتمل على خيام وأدوية ومعدات طبية طارئة. (وكالات)