أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده يواصلون عملياتهم البرية في غزة، بعد قيامهم بعدة توغلات في القطاع الليلة قبل الماضية، التي شهدت أعنف قصف جوي وبري وبحري على القطاع منذ السابع من أكتوبر الجاري، وهو وضع وصفته وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة بأنه «يقتل كل أمل بالنجاة في غزة»، واعتبرته الأمم المتحدة كارثة تحدث أمام الجميع، فيما أعلنت «حماس» أن مقاتليها أجهضوا الهجوم البري، وأنهم نصبوا مع الفصائل الأخرى كمائن وقعت القوات الإسرائيلية في بعضها وتكبدت خسائر.
تجددت الاشتباكات، مساء أمس، بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين في محاور عدة شمال قطاع غزة ووسطه. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس السبت، إن الجيش ينتقل إلى مرحلة جديدة، وحذر المدنيين في مدينة غزة من أن منطقتهم أصبحت الآن «ساحة معركة»، وحثهم على المغادرة فيما كثف حملته الجوية على القطاع المنكوب.
«حماس» مستعدة لإطلاق جميع الرهائن مقابل الأسرى الفلسطينيين
ارتفاع حصيلة الضحايا في القطاع إلى 7703 قتلى و20 ألف جريح
ومقابل الحديث الإسرائيلي عن تقدم في العملية البرية، أعلنت الفصائل الفلسطينية، ومنها «حماس»، أنها تصدت لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، بينما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أنه تم استخدام صواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات في التصدي للتوغل الإسرائيلي، ودمرت بعض المدرعات، وقالت حركة «حماس» إن الجيش المقتحم وقع في كمائن، وتكبد خسائر في الدبابات وخسائر بشرية.
وقال متحدث باسم الجناح المسلح لحركة «حماس» إن الحركة كانت على وشك التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن الرهائن الذين تحتجزهم لكن إسرائيل «ماطلت».
وذكر أبوعبيدة، في كلمة مصورة، أن الحركة لن تطلق سراح جميع الرهائن لديها إلا إذا أطلقت إسرائيل سراح جميع السجناء الفلسطينيين. وتابع قائلا إن حماس يمكنها أيضا إجراء محادثات حول اتفاق جزئي بشأن الأسرى، وإذا أرادت إسرائيل «إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أرادت مساراً لتجزئة الملف فمستعدون أيضاً».
وبموزاة ذلك، ارتفعت حصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية إلى 7814 قتيلاً، مع تسجيل 21693 جريحاً. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية، أن حصيلة الهجوم على غزة ارتفعت إلى 7703 قتلى، من بينهم 3195 طفلاً و1863 امرأة. كما وصل عدد الجرحى إلى 19743، في حين سجلت الضفة الغربية 111 قتيلاً و1950 جريحاً.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في رام الله، إن مجازر كثيرة ارتكبتها آلة العنف الإسرائيلية في قطاع غزة، تحت انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات، ما عاق وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى أماكن القصف، وعرقل بشكل كامل تواصل الطواقم الطبية والمستشفيات ومراكز الإسعاف في ما بينها. وأوضحت أن الحالة الإنسانية في قطاع غزة أصعب من الوصف، وتابعت: «ما يحدث في غزة إبادة جماعية».
وفي السياق نفسه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس السبت، أنه فوجئ ب«التصعيد غير المسبوق» في الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكتب غوتيريش على موقع «إكس»: «لقد شجعني، في الأيام الأخيرة، ما بدا وكأنه إجماع متزايد في المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الداعمة لإسرائيل، على ضرورة وقف القتال لأسباب إنسانية على الأقل… وللأسف بدلاً من وقف إطلاق النار، فقد فوجئت جراء تصعيد غير مسبوق للقصف وآثاره المدمرة».
وقال غوتيريش، خلال زيارة إلى الدوحة، «يجب تبديل هذا الوضع. أجدد دعوتي الملحة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري، مع إطلاق سراح الرهائن بدون شروط وإدخال مساعدات إنسانية». وحذر من أن «كارثة إنسانية تقع أمام أنظارنا». (وكالات)