اندلعت اشتباكات على الحدود الشمالية لقطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة «حماس»، أمس الأحد. وفي اليوم ال23 من الحرب، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته توسع عملياتها البرية في غزة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 10 آلاف قتيل ومفقود، وأظهرت العودة التدريجية للإنترنت حجم الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها خاضوا «اشتباكات عنيفة» مع الجيش الإسرائيلي المتوغل في شمال غرب قطاع غزة. وأكدت أن «دبابتين للقوات المتوغلة شمال غرب غزة واشتعال النيران فيهما».
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اشتباكات مسلحة عنيفة في منطقة معبر بيت حانون (إيريز) في شمالي قطاع غزة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: «قتلت قوات الجيش الإسرائيلي عدداً من المسلحين الذين كانوا على ما يبدو يحاولون التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية في منطقة معبر إيريز». وأضافت: «خرج المسلحون من فتحة نفق تحت الأرض، على بعد بضع مئات الأمتار من معبر إيريز، وتعرفت القوات إليهم وتبادلت إطلاق النار معهم، حتى القضاء عليهم. ولم تقع إصابات في صفوف قواتنا». ولكن الإذاعة ذاتها أفادت بقصف بقذائف الهاون من قبل مسلحين على الجنود في منطقة المعبر.
وبالتزامن، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها في داخل قطاع غزة، فيما أطلقت فصائل فلسطينية صواريخ على تل أبيب ومدن وبلدات إسرائيلية أخرى، فضلاً عن معسكرات للجيش. وأفيد بإصابة مباشرة على منزل بشظايا صاروخ في مدينة ريشون لتسيون بوسط إسرائيل. ولم تتوقف صفارات الإنذار في بلدات غلاف قطاع غزة.
وإزاء التهديد الإسرائيلي للمستشفيات ومنها مستشفى القدس، أكبر مستشفيات قطاع غزة، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، إن التقارير التي ذكرت أن الهلال الأحمر الفلسطيني تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية بإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة على الفور «مثيرة للقلق البالغ».
وكتب أدهانوم غيبريسوس على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «إن تقرير الهلال الأحمر الفلسطيني عن تحذيرات بإخلاء مستشفى القدس في غزة مثير للقلق البالغ. نشدد على أن من المستحيل إخلاء مستشفيات مليئة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر».
إلى ذلك، أعلنت حركة «حماس»، أمس الأحد، أن حصيلة هجمات إسرائيل على القطاع منذ 23 يوماً ارتفعت إلى 10 آلاف قتيل ومفقود تحت الأنقاض. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي واصل غاراته المكثفة والقصف المدفعي على مناطق مختلفة في قطاع غزة مخلفاً عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، ارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى 8005 قتلى، بينهم 3342 طفلاً، و2062 سيدة، و460 مسناً.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة «نت بلوكس» لمراقبة الشبكات، أن خدمة الإنترنت بدأت تعود تدريجياً إلى قطاع غزة، بعد أن انقطعت الجمعة خلال عمليات قصف إسرائيلية مكثفة.
وذكرت «نت بلوكس» عبر منصة «إكس»: «إن بيانات الشبكة في الوقت الحقيقيّ تُظهر أن الاتصال بالإنترنت يعود» تدريجياً في قطاع غزة. وأكد أحد المتعاونين مع وكالة فرانس برس في مدينة غزة، أنه تمكن من الاتصال بالإنترنت وبشبكة الهاتف المحمول، وأنه استطاع الاتصال بأشخاص آخرين. كما أعلنت «بالتل»، مجموعة الاتصال الرئيسية العاملة في قطاع غزة، وشركة «جوال» التابعة لها، عبر فيسبوك، «العودة التدريجية لخدمات الاتصالات التي انقطعت في قطاع غزة بسبب القصف مساء الجمعة». وقد أدى انقطاع الاتصالات هذا إلى منع ملايين السكان من التواصل مع أقاربهم خارج قطاع غزة المحاصر أو داخله.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أمس، نقلاً عن مسؤول أمريكي، بأن واشنطن نجحت في إقناع إسرائيل بإعادة الاتصالات والإنترنت إلى قطاع غزة.
(وكالات)