وسّع الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، رقعة هجومه على قطاع غزة، وتوغلت قواته بعض الوقت داخل قطاع غزة تحت غطاء من القصف الجوي والبحري العنيف، وسط تحذيرات متوالية من تحول شوارع غزة إلى «حمام دم»، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 30 ألف قتيل وجريح، وقدّر تقرير دولي أن الغارات الإسرائيلية المدمرة تقتل طفلاً كل 7 دقائق، فيما قصفت الفصائل مستوطنات قرب القدس بصواريخ من القطاع.
وأعلنت الحكومة في قطاع غزة، مساء أمس، انسحاب آليات عسكرية إسرائيلية، بعد وقت قصير من توغلها بشكل محدود في شارع «صلاح الدين» جنوب شرق مدينة غزة. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش يحرز «تقدماً منتظماً» في قطاع غزة في اليوم الرابع والعشرين من الحرب على قطاع غزة، فيما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الحرب على غزة «لن تكون قصيرة».
وصباح أمس، توغلت قوة من الدبابات والجرافات إلى شارع صلاح الدين من منطقة جحر الديك، شرقي قطاع غزة، قبل أن تتصدى لها الفصائل وتجبرها على الانسحاب، بالتوازي مع تواصل الاشتباكات البرية العنيفة في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع. وقالت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس» إنها قصفت القوات الإسرائيلية المتوغلة شمال غربي بيت لاهيا بقذائف الهاون.
وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش الإسرائيلي فعّل صافرات الإنذار لمنظومة القبة الحديدة، وذلك إثر إطلاق رشقة صواريخ تجاه القدس المحتلة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن رشقة صاروخية ثقيلة انطلقت من غزة تجاه مستوطنات القدس، مشيرةً إلى سماع دوي انفجارات في المدينة. كما دوّت صفارات الإنذار في عسقلان وأسدود وبلدات في محيط غزة نتيجة رشقة صاروخية انطلقت من قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام قصفها أسدود برشقة صاروخية «رداً على استهداف المدنيين».
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن الهجمات على منطقة تل الهوى، جنوب مدينة غزة «إبادة جماعية». ارتفع عدد القتلى إلى 8306 قتلى، بينهم 3457 طفلاً و2136 امرأة، في حين بلغ عدد المصابين 21048 مصاباً. وقال القدرة خلال مؤتمر صحفي في مستشفى «الشفاء» بقطاع غزة إن إسرائيل نفذت 908 مجازر منذ بدء الحرب، موضحاً أن الوزارة تلقت 1950 بلاغاً عن مفقودين، بينهم 1050 طفلاً ما زالوا تحت الأنقاض. وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى عن الخدمة في قطاع غزة، واستهدف 25 سيارة إسعاف، مناشداً سكان غزة التوجه إلى المشافي للتبرع بالدم بسبب عدم توفر كميات كافية منه لإنقاذ الجرحى.
وبموازاة ذلك، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن 73% من الضحايا في قطاع غزة هم من الأطفال والسيدات والمسنين.
وقالت الوزارة إن 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة، فيما يعاني أكثر من 37 ألف شخص من بين النازحين أمراضاً غير معدية، وبينهم 4600 امرأة حامل، و380 حالة ما بعد الولادة تتطلب رعاية طبية بين النازحين، و15% من النازحين يعانون إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء ليست مجهزة، وتفتقر إلى الأسرة الطبية.
وقدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تقتل طفلاً فلسطينياً كل 7 دقائق في حصيلة دامية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وتفوقت بأضعاف قياسية على ما يجري في حرب أوكرانيا.
وقال المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، إن عدد الضحايا الأطفال في 24 يوماً من هجمات إسرائيل الجوية والمدفعية في قطاع غزة تجاوز 3457 طفلاً إلى جانب أكثر من ألف آخرين مفقودين تحت الأنقاض. وأكد أن هذا الرقم يمثل أكثر من عشرة أضعاف قتلى الأطفال في حرب أوكرانيا خلال العام الأول في الفترة من نهاية فبراير 2022 إلى نهاية فبراير 2023 وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. (وكالات)