جنيف – (أ ف ب)
حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن قطاع غزة أصبح «مقبرة» لآلاف الأطفال، مشيرة إلى أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم، بسبب الجفاف في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
وشنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون، وتم أيضاً أخذ 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
8525 قتيلاً
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء، أن عدد القتلى وصل إلى 8525 شخصاً في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بينهم 3542 طفلاً.
كما شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والمواد الغذائية والوقود.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن يتخطى عدد الأطفال الذين يقضون جراء الظروف الحياتية على عدد الذين يموتون بالقصف.
مخاوف جسيمة
وقال المتحدث باسم يونيسيف جيمس ألدر «تحققت مخاوفنا الجسيمة بشأن أعداد الأطفال الذين قتلوا، إذ بلغت العشرات، ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف، خلال أسبوعين فقط».
واعتبر ألدر أن حصيلة القتلى من الأطفال «مروعة»، مضيفاً «من المذهل أن هذا العدد يرتفع بشكل كبير كل يوم».
وتابع «لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين».
وبحسب ألدر، يعاني أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة نقص المياه النظيفة.
وأضاف «طاقة إنتاج المياه في غزة لا تتجاوز خمسة في المئة من إنتاجها اليومي المعتاد. وتشكل وفيات الأطفال – وخاصة الرضع – بسبب الجفاف تهديداً متزايداً».
مساعدات إنسانية مستدامة
ودعت المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مع فتح كافة المعابر المؤدية لقطاع غزة لوصول مساعدات إنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
وقال ألدر إنه «في حال عدم وجود وقف لإطلاق النار ولا مياه ولا أدوية وعدم إطلاق سراح الأطفال المختطفين.. سنندفع نحو فظائع أكبر تصيب الأطفال الأبرياء».
أطفال مدفونون تحت الأنقاض
وأضاف أنه استنادا لأرقام صادرة عن السلطات الصحية في قطاع غزة، فإن نحو 940 طفلاً ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إنه «من الصعب التفكير في الأطفال، وهم مدفونون تحت الأنقاض في ظل احتمالات ضئيلة للغاية لإخراجهم».
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يموتون ليس فقط نتيجة القصف المباشر.
وأشار المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندمير «لدينا 130 طفلاً من الخدج يعتمدون على الحاضنات، 61% منهم تقريباً في شمال (القطاع)».
كارثة صحية
وحذر من «كارثة صحية عامة وشيكة تلوح في الأفق مع النزوح الجماعي والاكتظاظ والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي».