تواصل التوتر على أشده، أمس الثلاثاء، بين الجيش الإسرائيلي، الذي طال قصفه مناطق واسعة في جنوب لبنان؛ حيث استخدم مجدداً القذائف الفوسفورية والحارقة التي أدت إلى إحراق 40 ألف شجرة زيتون معمَّرة، بينما كثّف «حزب الله» عملياته مستهدفاً تمركزات إسرائيلية ونقاط رصد وتجسس، فيما حذرت روسيا من استمرار الاستهداف الإسرائيلي لسوريا، مؤكدة أن هذا الأمر غير مقبول، كما رفضت توسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط لتشمل سوريا ودول المنطقة.
واستهدف «حزب الله» قوة إسرائيلية على تلة الخزان في محيط موقع العاصي بالصواريخ الموجهة، مؤكداً سقوط جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح، فيما استهدف الجيش الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية والمدفعية عدداً من البلدات في جنوبي لبنان، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع. ومع تواصل القصف الإسرائيلي أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن استهداف موقع للجيش اللبناني في وادي هونين ب6 قذائف إسرائيلية من دون وقوع إصابات.
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً متقطعاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و«حزب الله» وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأعلن مستشار الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي في إفادة صحفية، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تتخذ وضعاً دفاعياً على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها، بينما تركز على شن الحرب على حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال هنغبي:«بعد يوم واحد من (القضاء على) «حماس» ستطبق إسرائيل الدروس المستفادة على مقاتلي (حزب الله) اللبناني». وأضاف قائلاً: «إن لذلك جوانب تتعلق بالعمليات»، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
واستهدف الجيش الإسرائيلي بثلاث قذائف فسفورية خراج بلدة عيتا الشعب عند تلال موقع الراهب في القطاع الأوسط، كما استهدف أطراف بلدة راميا بالقذائف المدفعية والفوسفورية مما أدى إلى اشتعال النيران.
في الأثناء، قالت مصادر مطلعة إن «حزب الله» يستعد لاحتمال نشوب صراع طويل الأمد، بعد أن فقد الحزب العشرات من مقاتليه خلال الاشتباكات المستمرة مع إسرائيل.
ومن المقرر أن يلقي الأمين العام للحزب حسن نصر الله كلمة بعد غد الجمعة في أول خطاب له منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
على صعيد آخر، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن «الوزير سيرغي لافروف بحث التصعيد في قطاع غزة خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد أمس الثلاثاء». وقال لافروف «لا يمكن قبول الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية والتي أصبحت أكثر تكراراً وسط الأحداث المحيطة بقطاع غزة». وأضافق «هناك مخاطر من محاولات قوى خارجية تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية».
(وكالات)