الخليج – وكالات
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن هناك حاجة إلى تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم ومستدام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، مؤكداً أن الولايات المتحدة مصممة على منع التصعيد بين الجانبين، وإنه سيتخذ كل الخطوات الممكنة لضمان إطلاق سراح الرهائن.
وتابع قبيل زيارته للشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس: «إننا بحاجة إلى التركيز على اليوم التالي، والمحادثات ستتركز على ذلك مطلع الأسبوع، سأركز على الخطوات اللازمة لحماية المدنيين خلال زيارتي لإسرائيل.. هذه أوقات عصيبة وقضايا صعبة للغاية، وسأتحدث عن خطوات ملموسة لتقليل الضرر الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة.. والديمقراطيات تتحمل مسؤولية حماية المدنيين»، حسب ما نقلت «رويترز».
ومضى بلينكن يقول: «شهدنا في الأيام الأخيرة استمرار تحمل مدنيين فلسطينيين وطأة هذا الصراع.. سأتحدث مع الحكومة الإسرائيلية والشركاء في المنطقة لمنع انتشار الصراع، وسأضغط من أجل وصول المزيد من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأتوقع وصول المزيد من شاحنات المساعدات في الأيام المقبلة».
وبحسب «فرانس برس» يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في الجولة الثانية له إلى المنطقة خلال بضعة أسابيع من أجل التعبير عن الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل، ولكن أيضاً للقيام بضغوط، بينما يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب من غزة.
يبدأ بلينكن جولته الجمعة في تل أبيب، على أن يتوجه إلى الأردن نهاية الأسبوع. ويسعى من ورائها إلى الضغط على إسرائيل لحثه على حماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وضمان تدفق متواصل للمساعدات الإنسانية على غزة لا يصل منها إلا الشيء القليل، بينما يستمر قصف إسرائيلي مكثف عليها.
إجلاء العالقين في غزة
وتسعى واشنطن أيضاً إلى إجلاء دفعات أخرى من رعاياها العالقين في غزة من خلال مفاوضات مكثفة بوساطة مصر وقطر، بعد دفعة أولى من الأمريكيين غادرت القطاع الأربعاء عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء: «إن هذا المسار سوف يتواصل خلال الأيام المقبلة»، مؤكداً أن حكومته «تعمل دون توقف لتمكين المواطنين الأمريكيين من مغادرة غزة في أقرب وقت ممكن وبأكثر الطرق أماناً».
وخلال جلسة أمام الكونغرس قال وزير الخارجية بلينكن، إن قرابة ألف شخص، بينهم 400 يحملون الجنسية الأمريكية وأقاربهم، يطلبون المساعدة من واشنطن للخروج من غزة.
مخاوف بشأن الضفة الغربية
في إسرائيل سيجري بلينكن على الخصوص مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويناقش معه الوضع، بحسب ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر.
وكان جو بايدن أعلن الأربعاء، ردّاً على رجل قاطعه خلال تجمّع انتخابي، أنّه يؤيّد «فترة توقف» في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. لكن واشنطن لا تؤيد الدعوات لوقف إطلاق النار.
بعدها سيحل بلينكن في الأردن. ولا يستبعد أن تشمل جولته الشرق أوسطية محطات أخرى غير معلنة.
وسبق له أن قام بجولات دبلوماسية مكوكية في المنطقة الشهر الماضي شملت الأردن. كما تحدث الرئيس بايدن أيضاً، عدة مرات مع ملك الأردن عبدالله الثاني، داعين إلى إيجاد «آلية عاجلة» لوقف أعمال العنف.
فضلاً عما يجري في قطاع غزة، يثير الوضع في الضفة الغربية أيضاً قلق الخارجية الأمريكية، وينتظر أن يدعو بلينكن إلى وقف أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة، والتي اعتبرت «مزعزعة للاستقرار بشكل كبير».
الخميس قتل ثلاثة فلسطينيين وإسرائيلي في أعمال عنف بعدة مواقع في الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة الإغاثة الإسرائيلية.
بهذا الخصوص قال ميلر الأربعاء: «بعثنا برسالة واضحة للغاية لهم مفادها بأن ذلك غير مقبول، (أعمال العنف) يجب أن تتوقف، وينبغي محاسبة المسؤولين عنها»، في إشارة إلى اتصالات الولايات المتحدة مع الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى محادثات بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.
بعد الشرق الأوسط، سيجري بلينكن الأسبوع المقبل جولة أخرى آسيوية تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، وهي المنطقة التي تريد الولايات المتحدة أن تظل في نطاق اهتماماتها.