يرتبط اسمه دائما بحالة الجدل التي تثيرها أعماله، وكان آخرها مسلسل “البحث عن علا” وفيلم “قمر 14”. أعماله تقدم تفاصيل لا يراها سواه، لذلك يبحث عنها كما يقال “بمكناش” بين العديد من الأعمال التي تعرض عليه، ولكنه تارة تجده مخرجا لبرنامج تلفزيوني وتارة أخرى مشرفا على عمل مسرحي.. ويستهويه أحيانا فكرة فيلم أو مسلسل ليقدمه أو يخرج أحد حلقاته بمشاركة العديد من زملائه. إنه المخرج هادي الباجوري الذي أثار الفضول من حوله عندما قدم أول عمل درامي له من خلال مسلسل “عرض خاص” والذي حقق نجاحا كبيرا وقتها بسبب تقديمه عملا مبهرا وجديدا على الجمهور.وفي حواره مع موقع “العربية.نت” تحدث عن الصعوبات التي واجهته في تقديم البحث عن علا وأيضا ما جذبه لتقديم فيلم “قمر 14” بالرغم من عدم تحقيقه النجاح الضخم مثل باقي أفلامه.
هادي الباجوري
لنتحدث أولا عن عملك الأخير “البحث عن علا” خاصة وأن المسلسل الوحيد الذي أخرجته كاملا كان “عرض خاص” بـ2010؟بالفعل فترة طويلة، ولكن خلالها قدمت بعض الأمور للشاشة الصغيرة، منها مسلسل “نمرة اتنين” وغيرها، والسبب في طول الفترة إنني أبحث طوال الوقت عن الجديد في كل عمل أقدمه، فشخصية “علا عبد الصبور” التي قدمتها في مسلسل “البحث عن علا” مع منصة نتفليكس، سبق ورآها الجمهور في عمل تلفزيوني قبل أعوام بعنوان “عايزة أتجوز”، لذلك كان لابد وأن يشعر الجمهور بوجود اختلاف بين العملين، فلقد كنت حريصا على تقديم الشخصية بصورة مختلفة.ولماذا “البحث عن علا” ؟الاتفاق على تقديم هذا العمل كان بعد اختيار تقديم شخصية علا والمقربين منها مع تغيير كل شيء، وكل ما يربطها بمسلسل “عايزة أتجوز” من بينها شكل المسلسل كله، وهذا ما ساعدني وجعلني أقبل بالمسلسل. فأنا لم أكن موجودا من بداية التحضيرات، أردت تقديم العمل بشكل سينمائي ونقله إلى منطقة أخرى. العمل الأول كان كوميديا، وكانت شخصية “علا” أشبه بما تم تقديمه في “عايزة أتجوز” لكن أنا لم أحب هذا. فعندما أصبحت جزءا من المشروع كانت لي رؤيتي الخاصة، تقريبا أعدنا الكتابة من أول وجديد، وحاولت تقديمه بصورة مغايرة.
ولماذا لم يتم تقديم عمل جديد ومختلف بشخصيات جديدة يراها الجمهور لأول مرة؟حكاية العمل كانت مبنية قبل مشاركتي به، فلقد كانت هناك فكرة تقديم شخصية “علا” في عمل جديد، دون وضع خطوط الدراما نفسها وشكلها كيف سيكون، فطلبت تغيير تركيبة الكوميديا، ووافقوا على طلبي فتحمست أكثر، فالشخصية تعود بعد مرور أكثر من 10 أعوام على تقديم شخصية علا عبدالصبور في مسلسل “عايزة أتجوز”، فكان لابد وأن يرى الجمهور التغيير الذي حدث في حياة البطلة بعد تحقيق حلمها بالزواج، وكيف ستعيش حياتها بعد الانفصال.وكيف تم اختيار الأطفال الذين شاركوا في العمل؟قمنا بعمل اختبار أداء لاختيار الأطفال، وكان أصعب شيء، وكان هناك اختبارات كثيرة، فلقد قابلت الكثير من الأشخاص في نفس السن، ومنهم من يجيد التمثيل، لكن كنت أبحث عن أطفال لا يمثلون بل يظهرون بطبيعتهم وفي نفس الوقت جيدين في التمثيل، لأنهم جزء من الحدوتة.
هند صبري
وكيف وجدت العمل مع هند صبري كممثلة ومنتج منفذ؟أهم شيء بالنسبة لي أن يجد المخرج طريقة للتعامل مع الممثل، في “البحث عن علا” هند صبري منتجة إلى جانب أنها ممثلة وكانت تحت ضغط كبير، لكنها كانت محترفة وتستطيع الفصل ما بين الأمرين، عندما تبدأ التصوير تنسى فكرة أنها منتجة، وتتحول إلى شخصية “علا”.المسلسل تسبب في إثارة الجدل حوله؟
طبيعي في أي عمل، وأنا قررت منذ فترة أن أتجاهل أي تعليقات أو انتقادات سلبية على أعمالي، فالانتقاد عبارة عن ناس تريد أن تفرض رأيها وتفسد العمل، فعدد من الجمهور ترك نجاح مسلسل البحث عن علا والقصة والمغزى الحقيقي من ورا المسلسل، وقرر أن يركز على بدلة الرقص التي ارتدتها هند صبري ضمن أحداث العمل، فالمشهد حقيقي جدا ويحدث في الواقع أيضا.كما شهد في الوقت نفسه وجود عدد كبير من النجوم كضيوف شرف؟إن وجود عدد كبير من ضيوف الشرف كان سهلا لأن عندما يكون العمل جيدا يقبل النجوم المشاركة فيه بسهولة.وهل ستقبل جزءا جديدا من “البحث عن علا”؟أقبل بالطبع بتقديم جزء جديد من “البحث عن علا” لكن يجب في البداية أن أجد تحديا جديدا وقصة مختلفة، فحتى الآن لم أقرر إلى أين سيتجه الأبطال وإلى إين سنذهب بالأحداث.في فيلمك الأخير “قمر 14” قدمت 14 نجما.. ألم تجد مشكلة بالاتفاق معهم لتقديم العمل رغم نجومية بعضهم؟أنا لا أختارهم لنجوميتهم ولا يهمني أن يحقق الفيلم أرباحاً أو تصدر شباك التذاكر، الأهم أنّ يكون الممثل في مكانه المناسب ويؤدي دوره بحرفية وصدق، فلقد اكتسبت ثقة الممثلين من خلال موهبتي ورؤيتي الإخراجية. فبعد تجاربي السينمائية السابقة، انتشرت أخبار أنني من المخرجين المرنين الذين يأخذون وقتاً طويلاً لاختيار الممثل، ويجيدون التعامل معه وتقديره والأخذ بوجهة نظره وبالتالي حصلت على الثقة التامة خلال التصوير، فأنا أختار ممثلين جديرين ومناسبين لأدوارهم ولديهم أسلوب خاص بهم.قصة الفيلم كانت مختلفة ومليئة بالتفاصيل؟الفيلم يُعالج 5 حكايات متصلة منفصلة، قضايا الحب الذي قد يواجهها المجتمع، من خلال تدخلات العائلة والجيران بين الحبيبين، ويقدمون فتاوى ويتناقلون الشائعات حول هذه العلاقة، كما أن العمل يحمل فائضاً من المشاعر والخوف والتشويق، لانتقاد ضغوطات المجتمع بلغة سينمائية بسيطة، كما أن العمل يحمل رسالة بضرورة ترك الناس بحالها وعدم التدخل في حياتهم الخاصة.وما سبب اختيارك الليلة القمرية أو بمعنى أصح ليلة اكتمال القمر؟هذه الليلة لها واقع نفسي على العادات والتقاليد، فنحن مقتنعون بأن القمر يؤثر على طبيعتنا وعلى الأرض والبحر وكل شيء، إذ أنّ القمر يؤثر علينا كبشر، فعندما يكون القمر مكتملاً يمكنه فعلياً دفعك إلى أخذ قرارات لا تأخذها في يومٍ آخر.لماذا تختار دائما الأفلام التجارية في أعمالك؟قدمت فيلم “الضيف” ولم أكن أتوقع أنه سينجح، وهو لم يكن يحمل السمة التجارية، وقدمت “هيبتا” ولم أكن أتوقع تحقيق كل هذا النجاح، وظل لمدة 5 أسابيع دور العرض كامل العدد، فلقد كان إنتاجي ولكني لم أتوقع ذلك النجاح، فأنا أقدم العمل الذي أشعر أني أحب تقديمه، دون التفكير في الإيرادات، فالتوفيق من عند ربنا.لكنك تعتمد في أعمالك أن تكون قليلة التكلفة لماذا؟هذا غير مقصود، فمثلا فيلمي الجديد “جارة القمر” ما زال لم ير النور وحتى الآن رفضته 4 شركات إنتاج بسبب السفر وتكلفته العالية، فوافق عليه السبكي، أما فيلم “قمر ١٤” قمت بتصويره في ١٨ يوما، ولم يتكلف ميزانية كبيرة، فهنا حدث توازن بين العملين.