عزز سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم للعام الثالث على التوالي، رقمه القياسي بفوزه السابع عشر هذا الموسم، وذلك بعد هيمنته على جائزة البرازيل الكبرى، الجولة العشرين من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.
واستحق فيرستابن فوزه الثاني على حلبة انترلاغوس، بعد أول عام 2019، إذ سيطر تماماً على سباق الأحد الذي توقف لفترة بسبب حادث عند الانطلاق، متقدماً على سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس وسائق أستون مارتن الإسباني فرناندو ألونسو الذي قدم أداء رائعاً وصمد أمام ضغط سائق ريد بول الثاني المكسيكي سيرخيو بيريس.
وقال ألونسو عن معركته مع بيريس «كنت تحت ضغط شيكو (لقب بيريس) طيلة 30 لفة. عندما تجاوزني قبل لفتين على النهاية، اعتقدت بأن منصة التتويج باتت مستحيلة».
وحقّق فيرستابن فوزه ال 52 في مسيرته، لينفرد بالمركز الرابع الذي كان يتقاسمه مع بطل العالم أربع مرات الفرنسي ألان بروست.
وبات رقم الألماني سيباستيان فيتل صاحب المركز الثالث في قائمة أكثر السائقين فوزاً مع 53 انتصاراً، في متناول الهولندي مع بقاء جولتين على نهاية الموسم، علماً أن الألماني ميكايل شوماخر يحتل المركز الثاني (91)، فيما يحمل البريطاني لويس هاميلتون الرقم القياسي مع 103 انتصارات.
كما عزز فيرستابن رقمه القياسي بالصعود إلى منصة التتويج للمرة التاسعة عشرة في موسم واحد، رافعاً رصيده في صدارة الترتيب العام إلى 524 نقطة، بفارق شاسع عن زميله بيريس الذي حل رابعاً الأحد (258) وسائق مرسيدس هاميلتون الذي عانى في البرازيل واكتفى بالمركز الثامن (226 نقطة).
وأقر نوريس في حديثه عن مجريات السباق أنه «لم يكن باستطاعتي تقديم أفضل من ذلك بكل صراحة (في ظل هيمنة فيرستابن). انطلقت بشكل جيد وشقيت طريقي من المركز السادس الى الثاني، وكانت مفاجأة جميلة».
وينتقل السائقون إلى لاس فيغاس لخوض الجولة العشرين في 18 الحالي قبل انهاء الموسم على حلبة ياس مارينا في أبوظبي بعدها بأسبوع.
- بداية كارثية على فيراري
وكانت البداية كارثية على فيراري نتيجة تعرض شارل لوكلير لحادث خلال لفة الإحماء بعدما كان ثاني المنطلقين خلف فيرستابن.
وكشف ابن موناكو في اتصال مع فريقه تحسر خلاله على «حظي السيء دائماً» أنه فقد النظام الهيدروليكي في سيارته ما أدى إلى اصطدامه في الحائط المحيط بالحلبة.
وحافظ فيرستابن على مركزه الأول عند الانطلاق فيما صعد نوريس إلى المركز الثاني بعدما كان سابعاً ثم سادساً نتيجة انسحاب لوكلير، لكن سيارة الأمان تدخلت بعد حادث بين التايلاندي ألكسندر ألبون (وليامس) والدنماركي كيفن ماغنوسون (هاس)، وذلك نتيجة تلامس بين الأول والألماني نيكو هولكنبورغ (هاس) الذي واصل طريقه.
ورفع العلم الأحمر وتوقف السباق بانتظار رفع السيارتين واشلائهما التي طالت سيارتي الأستراليين أوسكار بياستري (ماكلارين) ودانيال ريكياردو (ألفاتاوري) ما أدى إلى انسحابهما.
لكن في ظل توقف السباق لفترة طويلة، قام الفريقان بإصلاح الأضرار ليعود السائقان إلى الانطلاق من خط الحظائر بحسب القوانين.
وبعد لفة احماء من دون مشاكل هذه المرة، انطلق السائقون مجدداً مع بقاء فيرستابن في الصدارة أمام نوريس وهاميلتون الذي سرعان ما خسر مركزه لصالح غريمه وزميله السابق ألونسو (أستون مارتن).
ودخل فيرستابن في معركة مع نوريس على الصدارة، لكن سرعان ما رد بطل العالم وعاد ليبتعد أكثر من ثانيتين عن البريطاني مع الوصول إلى اللفة العاشرة.
وفي ظل ابتعاد فيرستابن في الصدارة، تركزت الأنظار على معركة محتدمة جداً على المراكز من 4 حتى 9، حيث وجد راسل نفسه عالقاً خلف زميله هاميلتون الرابع ما سمح للمكسيكي سيرخيو بيريس في الاقتراب كثيراً من ثنائي مرسيدس وتمكن سائق ريد بول من تجاوزه في اللفة 14 ثم كرر الأمر أمام هاميلتون بعدها بأربع لفات، ما دفع الأخير إلى اجراء توقفه الأول واستبدال الإطارات في اللفة 19 قبل أن يلحق به زميله في اللفة التالية.
وتوقف بيريس بدوره في اللفة 21 لكنه خرج خلف هاميلتون وأمام راسل، ليخسر بذلك التفوق الذي حققه على الحلبة أمام بطل العالم سبع مرات، إلا أن المكسيكي كرر ما قام به سابقاً وتجاوز البريطاني بشكل رائع في اللفة 24.
وبدا أن البريطاني يعاني ما سمح للكندي لانس سترول بتجاوزه في اللفة 28 التي شهدت توقف فيرستابن ونوريس في الوقت ذاته، ليخرج الهولندي مجدداً أمام سائق ماكلارين بفارق أكثر من 5 ثوانٍ.
ودخل هاميلتون في صراع مع زميله راسل على المركز السادس، ما صب في صالح سائق فيراري الإسباني كارلوس ساينس الذي قلص الفارق واقترب من سائقي مرسيدس حتى تمكن من تجاوز راسل في اللفة 35 قبل أن يزيح من طريقه هاميلتون بعد لفتين.
ومع الوصول إلى اللفة 56، دخل بيريس في معركة مع ألونسو على المركز الثالث تزامناً مع التوقف الثاني لفيرستابن (اللفة 57) وانسحاب راسل بسبب مشكلة ميكانيكية (اللفة 59)، لكن الإسباني صمد حتى اللفة السبعين قبل أن ينحني أمام الضغط لكنه لم يستسلم وعاد ليستعيد مركزه بشكل رائع في الأمتار الأخيرة.
وبسبب المشاكل التي واجهها لاسيما في الإطارات، تجاوز هاميلتون خط النهاية في المركز الثامن خلف الكندي لانس سترول الخامس (أستون مارتن) وساينس والفرنسي بيار غاسلي (ألبين) توالياً.