أنهت الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الأحد، شهرها الأول بحصيلة ثقيلة من الضحايا الفلسطينيين تقارب الـ10000 ضحية بسبب عشرات المجازر بحق المدنيين، واستهداف المدارس والمستشفيات، فيما تواصلت المعارك على الأرض، وأعلنت الفصائل الفلسطينية تدمير عدد من الدبابات والمدرعات المتوغلة في القطاع، وأكدت إسرائيل ارتفاع حصيلة قتلاها إلى 33 جندياً، فيما أكدت وسائل إعلام عبرية أن قتلى وخسائر الجيش الإسرائيلي في غزة لا يمكن استيعابها.
وقطعت اسرائيل، مساء أمس الأحد، خطوط الإنترنت والاتصالات الهاتفية في قطاع غزة، للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتيل». وقالت الشركة في بيان «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكل خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب تعرض المسارات الرئيسية التي تمت إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى من الجانب الإسرائيلي». وبعيد هذا القطع، شن الجيش الإسرائيلي قصفاً كثيفاً على مدينة غزة، ومناطق أخرى في شمال القطاع. وأفاد مراسلون بأن دويّ الانفجارات كان شديداً إلى درجة أمكن سماعه من رفح في أقصى جنوب القطاع المحاصر، في وقت أعربت أوساط فلسطينية عن خشيتها من أن ترتكب القوات الإسرائيلية عمليات إبادة تحت جنح الظلام، وفي ظل التعتيم الإعلامي.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأحد، إن ما لا يقل عن 9770 فلسطينياً، بينهم 4008 أطفال و2550 امرأة و596 مسناً، قتلوا، فضلاً عن إصابة أكثر من 24 ألف فلسطيني في الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وقال القدرة إن إسرائيل تقتل طفلاً كل 10 دقائق، وكل 10 دقائق تحدث إصابتان منذ بدء الحرب.
وبعد إعلان القدرة، تواصلت الغارات القاتلة لترفع الحصيلة إلى نحو 10000 قتيل، ولاحقاً أفادت وزارة الصحة بأن العشرات قتلوا في غارات إسرائيلية على مخيم لاجئين في وسط القطاع. وقال بيان إن «أكثر من 30 جثة وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، نتيجة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم المغازي وسط القطاع».
وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس الأحد، قصف قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية برشقة صاروخية. وأضافت أن مقاتليها تمكنوا أيضاً من تدمير دبابة إسرائيلية متوغلة جنوب غربي تل الهوى، في شمال القطاع. وأعلنت أيضاً «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد»، قصف مناطق نيريم والعين الثالثة وصوفا ونير إسحق»، وأفيف شالوم، برشقات صاروخية مركزة.
يأتي ذلك، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي محاولاته التقدم في عمق القطاع، وسط تقارير عن قتال ضارٍ يدور من منزل إلى منزل في شمال القطاع. وأفاد تلفزيون «آي 24 نيوز»، أمس الأحد، بارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة إلى 33 قتيلاً.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مراسلين عسكريين ومسؤولين سابقين، صدمتهم الكبيرة من خسائر القوات الاسرائيلية في حربها على قطاع غزة، وسط تزايد تخوفاتهم من تزايد التعاطف العالمي مع غزة. واعتبرت المراسلة الحربية لصحيفة «يسرائيل هيوم»، ليلاخ شوبيل، أن «الأعداد المعلنة لقتلى الجيش الاسرائيلي لا يمكن استيعابها»، مشيرة إلى أنها قاربت نصف القتلى في حرب عام 67. وبيّنت أن التقديرات تشير إلى أنه كلما توغل الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة كلما «كانت المعارك أصعب والخسائر أكبر».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلت عن مسؤولين مطّلعين قولهم، إن الجنود الإسرائيليين يُقتلون في غزة بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في حرب 2014 التي شنّتها إسرائيل على القطاع. (وكالات)