ساد التوتر، أمس الأربعاء، مع تواصل التراشق بالمدفعية والصواريخ بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي «حزب الله» وسط تقارير عن خسائر بشرية لدى الطرفين، فيما أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن اتصالاته الإقليمية والدولية تتركز على إبعاد بلاده عن دائرة الصراع.
وأعلن «حزب الله» استهداف قوة مشاة إسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا وإيقاع إصابات مؤكدة. كما أكد أن مقاتليه استهدفوا مرابض المدفعية الإسرائيلية في الجليل، وذلك رداً على قصف القوات الإسرائيلية إحدى نقاط الحزب في إقليم التفاح جنوب لبنان. وقال ناطق إسرائيلي «تم صد 20 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان صوب الجانب الإسرائيلي من الحدود»، حيث تم سماع دوي صفارات الإنذار في قطاعات الجليل. واعترفت «القناة 12» الإسرائيلية، مساء أمس، بإصابة جنديين اثنين على الحدود الشمالية، بعد إطلاق «حزب الله» صاروخاً مضاداً للدروع، فيما شن الجيش الإسرائيلي في الساعات الأخيرة عدة غارات على مناطق بجنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا تابعة ل «حزب الله»، بينها مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن، فجر الأربعاء، سلسلة غارات جوية على بلدات ومناطق عدة جنوب لبنان. وقالت وكالة الإعلام اللبنانية إن «الطيران الحربي المعادي شن غارتين على أطراف بلدتي ياطر وكفرا في قضاء بنت جبيل».
وأصابت إحدى الغارات في بلدة ياطر منزلاً مؤلفاً من 3 طوابق، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، دون ورود معلومات بشأن وقوع إصابات. كما شن الطيران الإسرائيلي غارات استهدفت محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب الحدوديتين وجبل اللبونة في محافظة الجنوب.
من جهة أخرى، أكد مصدر سياسي في بيروت أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتمع، مع السفير الإيراني مجتبى أماني، وأبلغه أن لبنان يريد أن ينأى بنفسه عن الصراع الدائر، ولا يؤيد أن يكون البلد جبهة من الجبهات، نظراً لتداعيات هذه الخطوة الكبيرة عليه، لكن في المقابل، يسعى من خلال الاتصالات الخارجية إلى طلب وقف إطلاق النار بشكل سريع في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني.
ويعول لبنان على القمة العربية الطارئة التي ستعقد في الرياض السبت المقبل لبحث الحرب على غزة، من أجل النأي عن تمدد الصراع إلى حدوده الحالية. (وكالات)