تسارع الحديث مساء أمس الأربعاء عن اتصالات مكثفة لإبرام أول هدنة إنسانية في الحرب على غزة، وكشفت مصادر مطلعة أن قطر تقود جهود وساطة لإطلاق سراح بين 10 إلى 15 رهينة تحتجزهم حركة «حماس» منذ هجومها على إسرائيل قبل شهر، مقابل وقف إطلاق نار ليوم أو يومين في قطاع غزة، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن عدد المدنيين الذين قتلوا في قطاع غزة يظهر أن هناك خطأ ما بشكل واضح في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ودعا إلى إدخال المساعدات إلى غزة دون عوائق. كما أشار إلى أن التعاطف الذي تلقاه إسرائيل يتضاءل إلى حد بعيد بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة. كما دعا «حماس» إلى إطلاق سراح الرهائن، في حين أكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع دعمهم «هدنات وممرات إنسانية» في حرب غزة، من دون الدعوة الى وقف إطلاق النار.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات، مساء أمس، «تجري مفاوضات بوساطة قطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتأمين إطلاق سراح 10 إلى 15 رهينة مقابل وقف إطلاق نار لمدة يوم أو يومين» في غزة، فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن القاهرة تقترب من التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة، تشمل تبادل أسرى.
من جانبه، أكد مصدر مقرب من حركة «حماس» في قطاع غزة وجود مفاوضات حول «هدنة من ثلاثة أيام» مقابل إطلاق سراح 12 رهينة «نصفهم أمريكيون». وأكد المصدر أن إحراز تقدم حول الهدنة متوقف حالياً على «مدة» الهدنة و«شمال قطاع غزة الذي يشهد عمليات قتالية واسعة النطاق»، لافتاً الى أن «قطر تنتظر الرد الإسرائيلي».
وقالت هيئة البث الإسرائيلية مساء الأربعاء إنه تم تقريباً التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام. وجاء إعلان الهئية الإسرائيلية بعد اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه «من المهم أن نجعل إسرائيل تدرك أنه ليس من مصلحتها ظهور صورة يومية رهيبة عن الاحتياجات الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني… هذا لا يدعم إسرائيل أمام الرأي العام العالمي». وقارن غوتيريش بين عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة وعدد القتلى من الأطفال في الصراعات بأنحاء العالم والتي يقدم الأمين العام تقارير عنها سنويا. وقال غوتيريش «في كل عام، يصل الحد الأقصى لعدد الأطفال الذين يقتلون، على يد أي من الأطراف الفاعلة في جميع الصراعات التي نشهدها، إلى مئات».
في غضون ذلك، قال وزراء مجموعة السبع في بيان مشترك إثر اجتماع في طوكيو «نشدد على الحاجة الى تحرك طارئ لمواجهة الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة… ندعم هدنات إنسانية وممرات من أجل تسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، وتنقل المدنيين، وإطلاق الرهائن» الذين تحتجزهم حماس.
ومن جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلين على ضرورة ألا تعاود إسرائيل احتلال قطاع غزة بعد نهاية الحرب التي تخوضها حالياً ضد حماس، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تستطيع إدارة قطاع غزة لكن قد تكون هناك فترة انتقالية بعد انتهاء الصراع الدائر حالياً. وقال مسؤول إسرائيلي إنه لا نية لدى إسرائيل لإعادة احتلال قطاع غزة، مضيفاً أن «عمليتنا ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية».
وعلق رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة على نقاشات الغرب حول سيناريوهات ما بعد الحرب، مشدداً على أن «الأردن لن يرسل أي قوات عسكرية لغزة ولن يقبل استبدال الجندي الإسرائيلي بجندي أردني».(وكالات)