الخليج – ترجمات
كانت تحت يديه ميزانية تبلغ 6 مليارات دولار تقريباً، وكانت وظيفته شريان الحياة للملايين من أبناء شعبه، قبل أن يتحول من مسؤول كبير في بلاده إلى سائق أوبر يناضل من أجل تأمين قوت يومه.. هذا هو واقع وزير المالية الأفغاني السابق خالد بايندا.. فما القصة؟
في العاشر من أغسطس 2021 استقال من وظيفته وتوجه إلى خارج أفغانستان، قبيل أيام من اكتساح حركة طالبان لبلاد الأفغان.
وغرد قائلاً: «لقد حان الوقت للتنحي من أجل الاهتمام بالأولويات الشخصية». قبل خروجه من بلاده، كان يشرف على ميزانية بلاده التي بلغت 6 مليارات دولار أمريكي، أما الآن وبعد سبعة شهور من سقوط كابل في أيدي طالبان، فقد أصبح من سائقي أوبر، يقود سيارته من طراز هوندا أكورد، من منزله في وودبريدج بفرجينيا في واشنطن.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التقت وزير المالية الأفغاني السابق، وسائق أوبر الحالي، الذي يسرد لها قصة معاناته اليومية، قائلاً «إذا أكملت 50 رحلة في اليومين المقبلين، سأحصل على مكافأة قدرها 95 دولاراً».
كانت هذه الوظيفة هي وسيلة لإعالة زوجته وأربعة أطفال بعد أن استنفد مدخراته المتواضعة لإعالة أسرته.
ويقول الوزير الأفغاني السابق: «أشعر بالامتنان الشديد لذلك، هذا يعني أنني لست مضطراً لأن أكون يائساً».
وألقى الوزير السابق باللوم في سقوط حكم البلاد بيد طالبان على رفاقه من المسؤولين الأفغان وقال: «لم تكن لدينا الإرادة الجماعية للإصلاح، لنكون جادين».
وتابع قائلاً لواشنطن بوست، «ألقي باللوم على الأمريكيين في تسليم البلاد لطالبان وخيانة القيم الثابتة التي من المفترض أنها حركت القوات الأمريكية، وألقي باللوم على نفسي».
يشعر الوزير السابق أنه عالق بين حياته القديمة وأحلامه لأفغانستان وحياة جديدة في الولايات المتحدة لم يكن يريدها أبداً، ويقول: «في الوقت الحالي، ليس لدي مكان، أنا لا أنتمي إلى هنا، ولا أنتمي إلى هناك، إنه شعور فارغ للغاية».
وبحسب تقرير السعادة العالمي لعام 2022، فإن أفغانستان هي البلد الأكثر تعاسة في العالم، حتى قبل سيطرة حركة طالبان على السلطة في أغسطس / آب 2021.