تهدف عمليات الاحتيال عبر الأجهزة المحمولة إلى خداع الضحايا لتتمكن من إصابة أجهزتهم ببرمجية ضارة أو الحصول على معلوماتهم الخاصة، وفقاً لشركة الحلول وخدمات الأمن السيبراني كاسبرسكي.
إذ يحاول المحتالون التأثير على مشاعر الضحية عبر المكالمات الهاتفية إمّا عن طريق الإلحاح أو التهديد، أو عن طريق إثارة العواطف، أو الوعد بجوائز استثنائية، فيدفعونهم إلى دفع الأموال، أو الإفصاح عن معلومات حساسة تخص حسابات مصرفية، أو زيارة موقع إلكتروني، أو تحميل تطبيق، أو ملف، وفقاً لكاسبرسكي.
بعض أنواع مكالمات الاحتيال
لعبة الفضول
يستخدم المحتالون برامج الاتصال التلقائية للاتصال بأرقام الهواتف بشكل عشوائي، بعد أول رنة يقطع المحتالون الاتصال آملين أن يرى الضحايا المحتملون الرقم المتصل في سجل المكالمات الفائتة وأن يكون لديهم الفضول الكافي لإعادة الاتصال.
إذ يستغل المحتالون هذا الفضول لإضافة رسوم غير مصرح بها على فواتير هواتف ضحاياهم، ففور اتصال الضحية بالرقم المُبيّن سيكون متصلاً بخط ساخن دولي باهظ الثمن، عادةً ما يقدم خدمة «ترفيه للبالغين»، ويكلف ما يصل إلى 19.95 دولار بمجرد الاتصال، قد يكون هناك أيضاً رسوم كبيرة لكل دقيقة تظهر في فاتورة هاتفك باعتبارها «خدمات متميزة».
أحياناً يتم الرد على المكالمة برسالة مسجلة تطالب الضحايا بانتظار رد الموظف، الأمر الذي يدفع الضحايا إلى الاستمرار في المكالمة لمدة أطول.
السجين الإسباني
تستخدم تلك الحيلة التلاعب العاطفي والروابط العائلية لخداع الضحية وحثها على إرسال الأموال إلى الشخص الموجود على الطرف الآخر من المكالمة.
غالباً ما تبدأ تلك العمليات بالتحدث نيابة عن أحد أفراد الأسرة أو أحد الأقارب الذي يواجه مشكلة، كاحتجازهم في مركز الشرطة مع الحق في الإفراج بكفالة، فور ابتلاع الضحية للطُعم، يقوم المحتال بالضغط على الضحية لتقديم تفاصيله المصرفية حتى يتمكن من دفع الكفالة.
سُميت تلك العمليات بهذا الاسم نسبة لقصة رواها عالم الجريمة يوجين فرانسوا (1775 – 1857) في مذكراته، واستوحى منها المخرج والكاتب ديفيد ماميت قصة فيلم السجين الإسباني الذي طُرح عام 1998 في الولايات المتحدة.
الأمير النيجيري
سميت هذه الطريقة بهذا الاسم لأنها عبارة عن مكالمة من شخص يتظاهر بأنه أحد أفراد العائلة المالكة من بلد آخر، ويبحث عن شخص يمكنه مساعدته في نقل ثروته المزعومة إلى البلاد باستخدام حساب مصرفي محلي.
ومقابل المساعدة، يعد الأمير المزعوم الضحية بمبلغ كبير من المال بمجرد تحويل أمواله بنجاح، ولكن الحقيقة أن الضحية يُعطي تفاصيل حساباته للمجرم سامحاً له بسرقة أموال لن تُرد أبداً.
مكالمات اليانصيب
في هذه الحيلة، يتصل المحتالون بالضحية لإعلامهم بفوزهم بمبلغ كبير من المال أو بجائزة في يانصيب غير موجود، رغبة منهم في إثارة حماسة الضحايا بالمبالغ الباهظة التي يعرضونها.
وفور تصديق الضحايا للكذبة، يطالبونهم برسوم ضمان من أجل تمرير المبلغ الموعود.
الخطر يتزايد
كما وقعت أكبر عملية احتيال عبر الهاتف العام الماضي في المملكة المتحدة، إذ تلقى 70 ألف شخص اتصالات هاتفية بغرض الاحتيال، بعد أن استطاع المحتالون إخفاء رقم هاتفهم الفعلي، ما جعل الأمر يبدو وكأنه مكالمة بنكية، طلبوا عن طريقها كلمات المرور الخاصة بالضحايا، وتمكنوا بعدها من سحب أرصدتهم.
ومؤخراً، تم تعقب محتالين انتحلوا شخصية ضباط شرطة مزيفين ويستهدفون مواطنين ألمانيين مسنين في عملية احتيال عبر الهاتف، وتم التعرف والقبض على أحد أفراد عشيرة ميري، إحدى العائلات الشهيرة بالسجلات الإجرامية في ألمانيا والتي لها جذور في لبنان، باعتباره مشغل مركز الاتصال.
أما في الشرق الأوسط، ففي عام 2019، اتُهمت عصابة مكونة من 12 رجلاً بالحصول على أموال بشكل غير قانوني من الضحايا عن طريق إجراء المكالمات الهاتفية لضحايا مقيمين في الإمارات العربية المتحدة، وأظهرت السجلات أن المتهمين الباكستانيين اعتادوا إرسال رسائل واتساب أو الاتصال بضحاياهم المحتملين، باستخدام 14 رقماً هاتفياً.
لا يقتصر الأمر على ارتفاع عدد الضحايا فحسب، بل إن المبالغ المسروقة عن طريق مكالمات الاحتيال هذه ترتفع أيضاً، إذ بلغ متوسط الخسارة المبلغ عنها في 2022 نحو 502 دولار أميركي للشخص الواحد، وهو أعلى مبلغ تم تسجيله منذ أن بدأ تطبيق تروكولر في تتبع هذه البيانات في عام 2014.
في حال تعرضكم لأي من الأمثلة المذكورة أعلاه، ننصحكم بإنهاء المكالمة فوراً، والتواصل مع البنك الذي تتعاملون معه للتأكد من سلامة حساباتكم، كما يمكنكم أيضاً التقدم ببلاغ لقسم الشرطة كونها جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون.