أعلنت الحكومة السودانية أمس الجمعة مقتل أكثر من أربعة آلاف مدني في هجمات شنتها قوات الدعم السريع بولاية غرب دارفور، فيما حذرت الأمم المتحدة من تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور بعد اشتداد المعارك في الشهر السابع من الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان صحفي أمس الجمعة إن قوات الدعم السريع «قامت خلال الأيام الماضية بتصعيد عمليات التطهير العرقي بولاية غرب دارفور وقتل أكثر من أربعة آلاف من المدنيين من قبيلة المساليت».
وتابعت الوزارة أنه «تم تهجير معظم سكان عاصمة الولاية وما حولها قسرياً من مناطقهم»، متهمة قوات الدعم السريع باتباع استراتيجية مقصودة لإخلاء ولاية غرب دارفور من سكانها الأصليين وتوطين عناصرها ومقاتليها.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها قوات الدعم السريع وإجبار الجهات التي تدعمها بالسلاح والمرتزقة على التوقف عن ذلك.
وكانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) قد أعلنت في وقت سابق أنها تتقصى بشأن تقارير تفيد بارتكاب ميليشيات عربية متحالفة مع الدعم السريع انتهاكات شملت القتل بحق قبيلة المساليت في منطقة «أردمتا» بغرب دارفور، فيما قالت كتلة ثوار ولاية غرب دارفور، وهي تجمع مدني يضم ناشطين مدنيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، في بيان صحفي أمس الجمعة «نؤكد استمرار الدعم السريع في استباحة أردمتا بالجنينة ومقتل وإصابة نحو 5 آلاف شخص».
وأضافت أن «عدد القتلى بلغ نحو ألفي قتيل، فيما بلغ عدد المصابين نحو 3 آلاف، هناك إبادة جماعية تحدث للمدنيين في غرب دارفور».
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة أمس الجمعة من تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور بعد اشتداد المعارك بين الجيش والدعم السريع.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان، «قتل أكثر من 800 شخص على يد الجماعات المسلحة في أردمتا في غرب دارفور وهي منطقة كانت حتى الآن بمنأى عن النزاع».
وأوضح المتحدث باسم المنظمة في جنيف وليام سبيندلر خلال مؤتمر صحفي أن هؤلاء الأشخاص قتلوا «في الأيام القليلة الماضية».
وقال المفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان «قبل عشرين عاماً أصيب العالم بصدمة من الفظائع الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، نخشى أن تتطور ديناميكية مماثلة».
وأضاف أن «الوقف الفوري للقتال والاحترام غير المشروط للمدنيين من قبل جميع الأطراف أمر ضروري لتجنب كارثة جديدة».
وتقول المفوضية إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف جنسي وتعذيب وقتل تعسفي وابتزاز المدنيين واستهداف المجموعات العرقية، فضلاً عن التقارير التي تفيد بأن آلاف النازحين أجبروا على الفرار من مخيم في الجنينة.
وتستعد المنظمة لتدفق جديد للاجئين إلى تشاد.
وتشير إلى أن «أولئك الذين تمكنوا من الفرار عبر الحدود يصلون بأعداد كبيرة»، موضحة أن «أكثر من 8000 شخص فروا إلى تشاد المجاورة الأسبوع الماضي وحده – وهو عدد ربما يكون أقل من الواقع بسبب صعوبات تسجيل الوافدين الجدد».(وكالات)