جنين – أ ف ب
فوق مبنى مهجور في جنين التي تعد معقلاً للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، راح أطفال يحصون الجمعة، عدد الفلسطينيين الذين كانت تنقل جثثهم لتوارى الثرى غداة أعنف مواجهات شهدتها المدينة منذ العام 2005.
ومن منازل ومستشفيات المدينة، حمل عشرات الملثمين، جثث 10 مقاتلين على نقالات وأطلقوا النار في الهواء في موكب تشييع شارك فيه الآلاف من سكان جنين بشمال الضفة.
وحملت الحشود أعلاماً فلسطينية وأخرى لحركة مقاومة، على وقع صيحات التكبير والدعوات الى القتال و«الاشتباك».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، مقتل 14 شخصاً برصاص الجيش الإسرائيلي خلال يوم واحد من القتال في جنين التي شهدت أعنف مواجهات منذ العام 2005 عندما بدأت الأمم المتحدة تسجيل عدد القتلى الذين سقطوا باقتحامات إسرائيلية في الضفة الغربية.
وكان هؤلاء من ضمن 18 فلسطينياً قتلوا الخميس، برصاص إسرائيلي في الضفة، بحسب المصدر نفسه.
– «لا أمان»
وتشكل جنين ومخيم اللاجئين فيها منذ فترة طويلة عصب مقاومة ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة. والخميس دوت عشرات الانفجارات، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود والأبيض في الشوارع. وبعد المواجهات التي وقعت بين مسلحين وجنود إسرائيليين في عربات مصفحة، دمّرت شوارع جنين، وتناثرت فيها أغلفة الرصاص.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه حصل «تبادل لإطلاق النار مع مسلحين، قُتل خلاله أكثر من عشرة وقبض على أكثر من 20 مشتبها بهم مطلوبين». وقالت سلام حسين (39 عاماً): «نعيش في ظروف سيئة جداً، يوماً بعد يوم يحصل اقتحام داخل المدينة، داخل المخيم، داخل القرى. ليس لدينا أمان نهائياً».
وأضافت: «نخشى على أطفالنا الذين يعيشون تحت القصف. ننجو بأعجوبة من الموت. دمروا كل شيء. الناس فقدت بيوتها، البعض فقدوا أولادهم أو بات أولادهم أسرى».
ويقف صبي صغير لالتقاط صورة ويرفع بإصبعيه علامة النصر قرب نصب تذكاري لمقاتل قُتل سابقاً دمّر خلال مواجهات الخميس. ودفنت الجثث في المكان نفسه، حيث دفن مقاتلون آخرون قبل أسبوع قتلوا أيضاً خلال مواجهات مع قوات إسرائيلية.
ووضع الرجال كتلاً من الإسمنت لتحديد القبورـ قبل أن تتفرّق الحشود، وتعود إلى المدينة المدمرة. وتشهد الضفة الغربية تصاعداً لأعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث قتل القصف الإسرائيلي أكثر من 11078 شخصاً، بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب آخر حصيلة معلنة.
وفي الضفة الغربية، تتزايد الاقتحامات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين على قرى وبلدات فلسطينية.
وفي شهر واحد، قُتل حوالي 180 فلسطينياً في الضفة، بنيران إسرائيلية، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.