#إطلالات
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
تُعدُّ السترة الجلدية، التي يرتديها راكبو الدراجات النارية (الرجال)، أحد العناصر الأساسية في الموضة الحديثة الفاخرة، التي يمكن العثور عليها في خزانة ملابس معظم الرجال، بسبب أناقتها، حيث يستطيع الشخص ارتداءها في كل المناسبات.
وفي حين أنها قادرة على إضافة إحساس بالرقي، مهما كان نوع الملابس التي يتم تنسيقها معها، فعلى الطرف الآخر يُنظر إليها على أنها رمز للتمرد والحرية، الأمر الذي يزيد جاذبيتها.
وفي عالم اليوم، الذي يشهد تغيراً سريعاً في الموضة، ونرى فيه رغبة في دمج الملابس الرسمية وغير الرسمية بطرق عدة، أصبحت السترة الجلدية، التي يتميز بها راكبو الدراجة النارية مرغوبة بشكلٍ كبيرٍ جداً.
هنا، نسلط الضوء على الرحلة المذهلة، التي مرت بها هذه السترة؛ حتى أصبحت عنصراً أساسياً في الموضة.
التصميم الوظيفي:
رغم أن السترة الجلدية لراكبي الدراجات النارية تعتبر خياراً حديثاً للأزياء، فإنه يمكن إرجاعها إلى أوائل القرن العشرين، حيث ارتداها سائقو الدراجات النارية لأول مرة كمعدات واقية، خلال عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، وتم تصميم أول قطعٍ منها بهدف حماية جلد الشخص من الحوادث المحتملة؛ لتكون بمثابة حاجز ضد عناصر الطريق.
كما تميزت تلك القطع بوجود سترات قصيرة بسحاب أمامي، يُغلق قطرياً للسماح بالتهوية، فهذا الأمر مطلوب أثناء ركوب الدراجة.
الروح المتمردة:
في خمسينات القرن الماضي، شهدت السترات الجلدية لراكبي الدراجات النارية لحظةً محورية، عندما شوهدت رموز الثقافة الشعبية، ومنهم: جيمس دين، ومارلون براندو، في أفلام ناجحة، مثل: «Rebel With a Cause»، و«The Wild One»، وهم يرتدون هذه السترات، ما جعلها رمزاً للتحدي، الذي أصبح شائعاً لدى الشباب.
ولايزال يُنظر إليها على أنها خيار بديل للأزياء، وأحد الاختيارات المميزة لجميع الرجال.
رمز لموسيقى «الروك أند رول»:
في ستينات القرن الماضي، اجتاحت حمى موسيقى «الروك أند رول» الكثير من البلدان، وأصبحت السترة الجلدية مظهراً مميزاً للموسيقيين المشهورين بها، مثل: إلفيس بريسلي، وذا رامونز، لأنها تعطيهم المظهر الجريء، ما عزز مكانتها كزيٍّ موحد لموسيقى «الروك أند رول».
وغالبًا، تمت رؤية الموسيقيين من هذه الفئة وهم يرتدونها في العروض الحية، حتى باتت من أكثر الملابس المرغوبة في ذلك الوقت، ما جعل المعجبين يسعون إلى تقليدهم من خلال ارتدائها.
من الثقافة الفرعية.. إلى آخرة صيحات الموضة:
رغم كل ما ذكرناه سابقاً، فإن هذه السترة الجلدية ظل ينظر إليها على أنها خيار أزياء متخصص إلى حدٍّ ما، حتى حدث تحول كبير في مسارها، خلال سبعينات القرن الماضي، جعلها عنصراً أساسياً في خزانة ملابس الموضة الراقية، إذ سعى المصممون إلى دمجها في تصميماتهم، وشوهد وقتها العديد من عارضي الأزياء وهم يرتدونها على المنصات في أرقى عروض الأزياء الخاصة بأكبر دور الأزياء الفاخرة في العالم، مثل: جان بول غوتييه، وإيف سان لوران.
وبسبب جودتها، وحرفيتها، وإضافة التفاصيل المعقدة إليها، سرعان ما أصبحت السترة الجلدية لراكبي الدراجات النارية خيار الموضة الأمثل، لأولئك الذين يسعون إلى مظهر جريء ومتطور.