متابعة: عصام هجو
شهد دوري أدنوك للمحترفين ظاهرة سرعة إقالة المدربين،حيث تم إعفاء 8 مدربين منهم بعد مرور 7 جولات فقط من عمر البطولة.
وأطاح 7 فرق بثماني مدربين، وهو رقم كبير ويؤكد ان نصف فرق الدوري أقالت أجهزتها الفنية حتى قبل انتصاف البطولة، وقبل 6 مراحل من انتهاء دور الذهاب.
وبدأت مقصلة الإقالة مع نهاية المرحلة الثانية، حين تخلى حتا عن المدرب الصربي ماركوف وعيّن الإيطالي فيفياني بديلاً له.
كما أقال فريق الإمارات المدرب المواطن محمد جالبوت وعين الإسباني لويس راموس بلاناغوما لتولي قيادة الصقور.
ثالث الضحايا، كان المدرب المواطن عبد العزيز العنبري، الذي رحل عن تدريب خورفكان بعد نهاية المرحلة الثانية أيضاً، ليكلف «النسور» الإسباني ساراغوسا بتولي المهمة مؤقتاً، قبل أن يعود ويقال من منصبه في نهاية المرحلة السادسة، حيث أوكل المهمة إلى مدرب الفيصلي الأردني والزمالك المصري السابق الصربي نيبوشا.
وأطاح عجمان بالمدرب البرازيلي كايو زاناردي بعد انتهاء المرحلة الرابعة، وكلف الروماني إيسايلا مدرب بني ياس السابق لتولي قيادة «البرتقالي».
ومع نهاية المرحلة السابعة، ودخول المسابقة مرحلة التوقف بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا، أطاح النصر بمديره الفني الصربي غوران، دون أن يعلن عن ذلك رسمياً بانتظار التوصل إلى اتفاق نهائي مع المدرب الصربي على تفاصيل فسخ العقد، ليلحق به الهولندي شرودر بقرار إقالته من تدريب العين، ثم الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني من تدريب الوحدة.
ومع نهاية المرحلة السابعة، ودخول المسابقة مرحلة التوقف بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا، أطاح النصر بمديره الفني الصربي غوران، دون أن يعلن حتى الساعة عن هوية المدرب الجديد بانتظار التوصل إلى اتفاق نهائي مع المدرب الصربي على تفاصيل فسخ العقد، ليلحق به شرودر بقرار إقالته من تدريب العين.
واللافت ان بعض الإقالات لم تكن لأسباب فنية،حيث لم يعمر المدرب الهولندي شرودر طويلاً على رأس الجهاز الفني لفريق العين، رغم البداية الجيدة التي حققها مع «الزعيم» على صعيد الأرقام والإحصاءات.
ولم يعرف الفريق البنفسجي مع شرودر مرارة الخسارة أو التعادل على الصعيد القاري، فحقق 4 انتصارات، ليحصد العلامة الكاملة، وليتأهل عن جدارة إلى منافسات الدور ثمن النهائي،أما في الدوري فقد حقق بداية قوية، ثم خسر مباراتين أمام الوصل والنصر ورغم ذلك احتل المركز الثالث في الترتيب بفارق نقطتين عن المتصدر الوصلاوي.
أما الوحدة فيحتل المركز الخامس برصيد 12 نقطة،ولايبتعد عن الصدارة سوى بعد قليل من النقاط.
«الخليج الرياضي» حاور أهل الكرة والخبرة الميدانية عن الظاهرة القديمة – الجديدة حول إنهاء خدمات المدربين، وأجمعوا أن الإقالات السريعة تدخل في بند الهدر والنزف المالي، وفي بند سوء الإدارة وضعف التخطيط وعدم الدراسة، وهنا محصلة أراء الرياضيين:
- الاختيار السيئ
كانت البداية مع «السوبرمان» محسن مصبح، حارس مرمى نادي الشارقة والمنتخب السابق، ورئيس شركة كرة القدم في نادي الشارقة سابقاً، والمحلل الفني حالياً.
يقول محسن عن الظاهرة: مثل هذه الإقالات السريعة جداً تؤكد لنا أن الاختيار في البداية لم يكن عن قناعة والاختيار غير فني وسيئ، إقالة 8 مدربين خلال 7 جولات عدد كبير جداً، ويجب أن تعرف الأندية أن الفريق الذي سيتوج بالدوري واحد فقط وفي أي منافسة يكون البطل واحد فقط لاغير لذلك الإدارات مطالبة بالصبر على المدربين ومنحهم المزيد من الفرص.
وتابع: بطبيعة الحال، المدربون جيدون وأصحاب تجارب وخبرات سابقة وعملوا في فرق أخرى ونجحوا، لكن نحن مشكلتنا اننا قليلي الصبر ودائماً نجعل من المدرب ضحية ونجعل من المدرب الشماعة المناسبة لتعليق الأخطاء سواء كانت إدارية أو أخطاء لاعبين أو سوء تخطيط وسوء إدارة، وكله نحمله للمدرب المغلوب على أمره ونغض الطرف عن بقية الأمور، وأيضاً يجب أن نعرف أن مثل هذه الإقالات تدخل ضمن الهدر المالي وسوء التخطيط الإداري في العمل.
من جانبه، قال المونديالي علي ثاني هداف المنتخب ونادي الشارقة السابق والذي سبق له العمل في إدارة الكرة بقلعة «الملك»: من تجاربنا نرى أن مايحدث ليس غريباً وهو أمر طبيعي وعادي طالما أن المنظمومة عندنا يسيطر عليها التخبط وتقوم على عدم الدراسة وعدم التخطيط السليم وبالتالي (أبشركم راح تشوفون الكثير من هذه الإقالات) والغريب أن التخبط يبدأ عندنا كل موسم في المعسكرات الإعدادية، ثم يبدأ موسم جديد وهو موسم إقالات المدربين ومع دخول فصل الشتاء فإن الأندية تجهز لإنهاء خدمات اللاعبين الأجانب، وإذا بدأنا الموسم في يناير وهناك أندية تعاقدت مع لاعبين في ديسمبر فستقوم بتغييرهم واستبدالهم في يناير،والمسألة عندنا مختلفة لأن التخبط هو المسيطر، بالإضافة إلى ذلك أننا لانتعلم من أخطائنا وجرت العادة ان تتم إقالة مدرب لسوء النتائج وتراجع المستوى وتوالي الهزائم، لكن أن تقيل مدرب بعد مرور 7 جولات فقط فهذا خطأ لأنك لم تمنحه الفرصة، وكذلك فهذا يعني أن اختيارك خطأ وغير مدروس، والمشكلة الأكبر عندما تتم إقالة مدربين وفرقهم تنافس أو فرقهم في القمة فهنا علامة الاستفهام الكبيرة، وفي النهاية هذه هي عقليتنا وثقافتنا ونستحق ان نكون ( محلك سر) لأن أخطاء كل سنة تتكرر وتتجدد وتتواصل ويتواصل معها الهدر والنزف.
وقال المونديالي عبدالرحمن محمد لاعب «الأبيض» والنصر السابق والمحلل التلفزيوني والإداري المعروف: إقالات المدربين بهذه السرعة ظاهرة غير طبيعية وغير صحية بالنسبة للأندية ولكرة الإمارات بصفة عامة.
وتابع: ليس من المعقول ان تتم إقالة نصف مدربي الأندية ونحن في منتصف الدور الأول من بداية الموسم، والأمر هذا يحتاج إلى وقفة ودراسة.
وأوضح «ليس من المعقول أن يكون كل هؤلاء المدربين هم على خطأ وأنديتنا هي التي على صواب»، مشيراً إلى انه يجب مراجعة أنفسنا عند الاختيار.
وسأل: هل بنينا الاختيار على أسس؟ وهل فكرنا وخططنا ماذا نريد من المدرب؟ وهل تعاملنا مع الأمر بوضع المدرب المناسب للطموح المناسب؟ والأمر كما قلت يحتاج إلى جلسة نقاش مطولة جداً لأن اختيار المدرب يجب أن يمر بمراحل خطط وأهداف وطموحات وغيرها من الأمور.
وقال عادل العامري وكيل اللاعبين:إقالات المدربين بهذه الصورة تعتبر كارثة بكل ماتحمل الكلمة من معنى، ومع كامل احترامنا وتقديرنا لإدارات الأندية فعندما تقيل مدرب أو رأس الهرم الفني بعد 4 و5 و7 جولات من الدوري فهذا يعني اعترافاً ضمنياً بأن اختيارك غير سليم من البداية وبدلاً من أن تحاسب نفسك ترمي باللوم والغلط على غيرك لذلك عندما يكون الاختيار ليس في محله تكون النتائج غير مرضية لك كإدارة وكجمهور وشارع رياضي بصفة عامة وتكتشف متأخراً أن طموحاتك أكبر من طموحات المدرب أو أنه دون الطموحات رغم أنك أنت من أتيت به وباختصار الحل بسيط وسهل وكرتنا وأنديتنا في حاجة إلى تفعيل دور المدير الرياضي المتخصص في عمله، ويجب أن يقود الأندية فنياً وتنفيذياً مديرون رياضيون، وإلا فإن حالنا لن ينصلح.
وتابع: الإقالات عندنا بهذا الحجم طامة كبرى ولن يتوقف النزف والهدر المالي الذي نشاهده كل موسم إلا بترك الخبز لخبازه وهو المدير الرياضي ولا مخرج لنا غير المديرين الرياضيين المختصين، ليصبح كل إنسان يعمل في مجاله.