بحث مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، الوضع الإنساني في قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية، وقبل بدء الجلسة، دعت الإمارات أعضاء المجلس إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الأبرياء المدنيين الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب المدمرة، بينما طرحت روسيا والصين، العضوان الدائمان في المجلس رأياً مشتركاً بشأن وقف فوري لإطلاق النار وإيجاد حل دائم في غزة.
وفي كلمتها خلال الجلسة، أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات الهجمات غير المتناسبة والقاسية واللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وطالبت السفيرة لانا نسيبة، مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، إسرائيل بإنهاء حصارها على غزة، وإعادة الخدمات الأساسية والمواد التي لا غنى عنها لبقاء الإنسان على قيد الحياة، بما يشمل الوقود والكهرباء والمياه، مشددة على أن الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية محظورة وفقاً لقوانين الحرب. وأضافت السفيرة لانا زكي نسيبة، أن دولة الإمارات تحاول «التخفيف من المآسي في غزة، فأنشأت مستشفى ميدانياً»، كما أشادت بالأبطال الصامتين في المجتمع الطبي في غزة الذين بقوا لتقديم المساعدة المنقذة للحياة، وشددت على ضرورة معالجة الوضع المزري للأطفال، وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض. ودعت مندوبة الدولة مجلس الأمن إلى تفعيل جميع الأدوات الممكنة بما يشمل فترات توقف القصف، أو الهدنة الإنسانية المستمرة والمتعددة الأيام، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحركة الآمنة للمدنيين وعمال الإغاثة، وشروط الوصول إلى الرهائن وإطلاق سراحهم بشكل آمن. وأكدت على أن الهدف الأهم يتمثل في وقف إطلاق النار والعودة أخيراً إلى حل الدولتين.
وجاءت هذه الجلسة بطالب من دولة الإمارات والصين، وأكد خلالها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن «طفلاً يُقتل كل عشر دقائق» في غزة بسبب القصف الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ هجوم السابع من أكتوبر. وقال غيبريسوس: «يُقتل طفل كل عشر دقائق في غزة»، مؤكداً أن «النظام الصحي في غزة سينهار».
ونوه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنه «يستحيل وصف الوضع على أرض الواقع: أروقة مستشفيات مكتظة بجرحى ومرضى وأشخاص يحتضرون، مشارح مكتظة، عمليات جراحية دون تخدير، عشرات الآلاف من اللاجئين»، مشيراً إلى وقوع «أكثر من 250 هجوماً» على المؤسسات الصحية في غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي.
وطالب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن المستشفيات في غزة باتت الهدف الأول لإسرائيل، بينما دعا نائب المندوبة الأمريكية، روبرت وود، الى ضرورة إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
في الأثناء، طرحت روسيا والصين، العضوان الدائمان في المجلس رأياً مشتركاً بشأن وقف فوري لإطلاق النار وإيجاد حل دائم في غزة، حيث تتواصل الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الأزمة في قطاع غزة «صادمة». وقال «هناك كارثة إنسانية حقيقية في المنطقة الفلسطينية، تكشف عن مأساة ذات أبعاد عالمية. فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية بالكامل أو ألحقت أضراراً بما يقرب من نصف المباني السكنية والمباني المدنية الحيوية في مناطق البنية التحتية المدنية». وأضاف السفير الروسي: «نؤكد مرة أخرى على التصعيد الخطير وغير المقبول للصراع. ونعتقد أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه ستكون وقف إطلاق النار الفوري في منطقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني». وذكر نيبينزيا أنه لا يمكن أن يكون هناك أمل في سلام دائم بالشرق الأوسط ما لم يتم حل المشكلة الفلسطينية – الإسرائيلية.
وأضاف «إن حل المشكلة الفلسطينية يجب ألا يرتبط بأي حال من الأحوال بالجهود الرامية إلى طرد الفلسطينيين من أراضي أجدادهم».
من جانبه دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جونغ، إسرائيل إلى وقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية، كما دعا الأطراف الثالثة أيضاً إلى تجنب «المعايير المزدوجة». وقال جونغ: «ندعو جميع الأطراف، وخاصة القوى الكبرى التي لها تأثير فريد في الأطراف، إلى وضع الاعتبارات الجيوسياسية والمعايير المزدوجة جانباً وتركيز كل جهودها على وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية». وأضاف:«إننا نعرب عن قلقنا العميق ومعارضتنا القوية للانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي في غزة». (وكالات)